«جسور بوست» ترسم مع خبراء خريطة للمشاريع الآمنة للشباب في ظل وضع اقتصادي سيئ
«جسور بوست» ترسم مع خبراء خريطة للمشاريع الآمنة للشباب في ظل وضع اقتصادي سيئ
المشاريع الآمنة خيار رائج للأفراد في ظل وضع اقتصادي عالمي سيئ
يقال "عندما نستثمر في المشاريع الآمنة ونخلق فرص عمل مستدامة، نسهم في خلق مجتمع ذي توازن وازدهار"، وفي ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية الصعبة وتأثيرها على الاستقرار المالي للأفراد، أصبح البحث عن مشاريع آمنة ومربحة أمرًا حيويًا في تحقيق الاستدامة المالية الشخصية.
وتعتبر هذه المشاريع بديلاً واعيًا للأفراد وفرصة للتحقيق الشخصي والمهني في وقت تتنافس فيه الأوضاع الاقتصادية الضاغطة، وفي ظل التحديات الاقتصادية الصعبة والتضخم المستمر الذي يعاني منه العالم، يبحث الأفراد عن طرق آمنة للاستثمار وتنفيذ المشاريع، إذا كان هناك شيء مؤكد في هذا الوضع المعقد فإنه بالتأكيد الحاجة الملحة للمشاريع الآمنة التي يمكن أن ينتهزها الأفراد لضمان الاستقرار المالي والمستقبل المشرق.
ويرجع محللون هاتفتهم "جسور بوست"، أنه بدلاً من المخاطرة في الأسواق المالية غير المستقرة أو اتخاذ قرارات مالية لا يمكن التنبؤ بها بدقة، يتطلع الكثيرون إلى المشاريع التجارية الصغيرة والمتوسطة والاستثمار في القطاعات ذات الطلب المتواصل والاستدامة، ومشاريع الاستزراع الزراعي، والتكنولوجيا المتقدمة، والطاقة المتجددة، والابتكارات في مجال الصحة والرعاية الصحية، وتطوير المنتجات البديلة والمستدامة، هي أمثلة على بعض المشاريع الآمنة التي يمكن أن ينجح فيها الأفراد في ظل الوضع الاقتصادي الحالي.
تلك المشاريع تتسم بإمكانية النمو المرنة والطلب المتزايد عليها، ما يجعلها استثمارًا جذابًا ومؤمنًا لتحقيق العائد المرغوب.
ومن الجدير بالذكر أنه في ظل التحول الرقمي والتطور التكنولوجي المستمر، يمكن للأفراد الاستفادة من فرص جديدة في مجال التجارة الإلكترونية والتسويق الرقمي والعمل عن بُعد.
ومن بين تلك المشاريع الآمنة التي يسعى العديد من الأفراد إلى استكشافها، هي المشاريع التكنولوجية التي تنطوي على الابتكار واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
"جسور بوست" تناقش خبراء وترسم معهم خريطة للمشاريع الآمنة التي قد يعمل من خلالها الأفراد والمؤسسات الصاعدة، وأيضًا ما يجب على الحكومات المساهمة به لإنجاح الأمر.

لو مهتم.. لازم تعرف
تبحث العديد من الجهات البحثية والمنظمات المعنية عن وسائل لدعم الشباب المبتكر وتشجيعهم على القيام بمشروعات صغيرة تعزز روح المبادرة وتسهم في التنمية الاقتصادية.
ووفقًا لدراسة حديثة نُشرت في مجلات متخصصة، فإنه تم تأكيد إمكانية تنفيذ مشروعات صغيرة وناجحة من قبل الشباب، حيث قام فريق من الباحثين بتحليل عدد من المشروعات التي نفذها شباب مبتكر في مجالات متنوعة مثل التكنولوجيا، والتسويق، وخدمات الويب وحتى الابتكار الاجتماعي.
استندت الدراسة إلى استطلاعات ومقابلات مع الشباب الذين نجحوا في المشروعات الصغيرة، وتم تحليل العوامل الرئيسية التي ساهمت في نجاحهم.
ووفقًا للدراسات، أظهرت المشروعات الصغيرة التي قام بها الشباب بعض السمات المشتركة، منها الابتكار والقدرة على التكيف مع التغيرات السريعة في السوق، كما اتضح أيضًا أن الشباب المنجزين نجحوا في بناء شبكات علاقات قوية، وتعاونوا مع مؤسسات وأفراد ذوي خبرة للحصول على المشورة والدعم.
وفي ما يتعلق بالمشكلات والتحديات التي واجهها الشباب أثناء تنفيذ مشروعاتهم، تشمل الدراسة التحديات المالية والموارد المحدودة، بالإضافة إلى ضغوط الوقت والتواصل مع العملاء والعقبات القانونية.
ومع ذلك، يرى الباحثون أن هذه المشكلات يمكن التغلب عليها من خلال مقاربة متكاملة ودعم من الجهات المعنية، مثل توفير البرامج التدريبية والمشورة المهنية، وتوفير التمويل اللازم لإطلاق المشروعات.
وتؤكد الدراسة أن الشباب قادرون على تحقيق مشروعات صغيرة ناجحة وأن لديهم القدرة على الابتكار والتأثير الاجتماعي، ومن المهم أن تستمر الجهود المستمرة لتدعيم الشباب وتوفير الفرص المناسبة لهم لتحقيق نجاحاتهم وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

الحرف طوق نجاة
قال الخبير الاقتصادي، الدكتور وائل النحاس، إن ما يجب على الحكومات فعله أن تكون الراعي الرسمي لبعض المشروعات المهمة، الحصان الرابح في تلك الفترة هو بعض الصناعات المهنية مثل السباكة والنجارة بحيث يكون لدينا تجمعات تقوم بتلك الحرف، على أن يكون هناك راعٍ رسمي للحاصلات الزراعية والصناعات والمنتجات الغذائية، هذه هي العناصر الرئيسية التي قد يتم فيها التجارة والصناعة وبرأس مال صغير.
وأشار إلى أن الاقتصاد يقوم بمثل هذه الأعمال ومن المفترض أن يمثل هؤلاء نماذج الصناعات الصغيرة، من خلالهم يتم تطوير المجتمع فإذا كان جزء كبير من اقتصاد دول يعتمد على الاقتصاد غير الرسمي مثل الحرف في مصر، والذي يمثل نحو 40%، فلا بد أن يؤهل هذا الاقتصاد ويتم إنجاحه، على عكس تمويل المشروعات الصغيرة التي تُعطى لشباب غير مؤهل وفي الأغلب لا تكتمل.
واقترح الخبير الاقتصادي، في تصريحات لـ"جسور بوست"، على المستثمرين الصغار والشباب في تلك المرحلة الادخار فهناك تقلبات اقتصادية عنيفة جدًا قد تؤدي إلى تآكل رؤوس الأموال، وهناك بنوك أوروبية كانت قائمة على تمويل بعض المستثمرين وأدت الأزمات الاقتصادية إلى وقف التمويل، وفي الفترة القادمة ستكون هناك تأثيرات سلبية اقتصاديًا على هذه البنوك، فالعالم حتى 2028 سيكون في أزمة اقتصادية سيكون فيها تآكل عملات وتقدم وتأخر دول وستكون هناك معارك اقتصادية شرسة للغاية بسبب وجود الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة.

العمل التكاملي هو الحل
علّق الخبير الاقتصادي، رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، الدكتور رشاد عبده بقوله، إن من الأهمية بمكان توفير فرص إنتاجية للشباب بشكل حقيقي، وهناك دول قامت بخطوات جيدة في ما يتعلق بالمشاريع الآمنة، ومنها مصر، من خلال إعطاء الشباب تمويلاً منخفض الفوائد لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ولكن دائمًا هناك بيروقراطية قاتلة في كل الدول العربية تقضي على تلك المشاريع.
وأضاف أنه لا بد وأن يكون هناك مركز أو مؤسسة تقوم بتدريب الشباب على إدارة التسويق والإنتاج وعرض نماذج ناجحة عليه ثم توفير معارض له لعرض المنتجات وتسويقها، وهناك دول مثل السعودية فعلت ذلك النظام وتعريفه بكل المشروعات، إلى جانب تشكيل فرق عمل للنزول لأرض الواقع تكون مع الشباب ميدانيًا لإرشادهم، مثل البنك الزراعي الذي ينزل للفلاحين أرضهم ويوجههم في الزراعة وما يجب عليهم فعله، وهناك ما يسمى بالمشروعات الوسيطة التي يتم جلبها بعملة أجنبية صعبة، ماذا لو دربنا الشباب على صناعتها ووفرناها بالعملة المحلية لرجال الأعمال أصحاب المشاريع الكبيرة، ويتم عمل "حضانات" أعمال لمتابعة الفكرة وتنفيذها.

وأضاف في تصريحات لـ"جسور بوست": من الأهمية وقوف الدول بجوار الشباب وتوفر دراسات جدوى مجانية وتوفير خبراء لهم للتدريب والنصح المبني على دراسات وبحث، وهذه الفكرة موجودة في البنوك تسمى "متابعة الائتمان"، وبنجاحه نخلق رجال أعمال ونوفر فرص عمل إضافية وتُدفع ضرائب للدولة ويفيدها فيتحسن مستوى المرتبات وينخفض عجز موازنات الدول، فالمسألة متكاملة فقط ما نحتاج إليه قيادات واعية، وتلك الاستثمارات آمنة نسبيًا وقد توفر الاستقلالية المالية للأفراد وإمكانية تحقيق دخل إضافي من خلال استخدام التكنولوجيا والموارد المتاحة.
واختتم قائلا: في النهاية، الاقتصاد الصعب والتضخم لا يعنيان بالضرورة نهاية الفرص الاستثمارية، بالمثابرة والابتكار يمكن للأفراد اكتشاف وتنفيذ مشاريع آمنة وناجحة في هذا الوضع الاقتصادي الصعب، وبذلك يتم توفير الاستقرار المالي والتنمية الشخصية في المستقبل.