مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في أوغندا يوقف جميع أنشطته
بعد رفض الحكومة تجديد الاتفاق معه
أعلنت الأمم المتحدة، الجمعة، عن إغلاق مكتب حقوق الإنسان التابع لها في أوغندا في نهاية هذا الأسبوع، بعد رفض كمبالا تجديد اتفاق سمح لهذا المكتب بالقيام بنشاطاته في البلد الإفريقي منذ نحو عشرين عاماً.
ووفق بيان الأمم المتحدة، سيُغلَق مكتب حقوق الإنسان التابع لها في كمبالا رسمياً، السبت، بعدما قرّرت الحكومة الأوغندية عدم تجديد الاتفاق بهذا الشأن.
وأضافت الأمم المتحدة في بيانها، أنّ المكتبين الفرعيَين في غولو وموروتو كانا قد أُغلقا في الأسابيع الأخيرة، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية فرانس برس.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك في بيان: "يؤسفني أنّ مكتبنا في أوغندا مضطر للإغلاق بعد 18 عاماً تمكنّا خلالها من العمل بشكل وثيق مع المجتمع المدني، وأشخاص من خلفيات متنوعة في أوغندا، وكذلك التعامل مع مؤسسات الدولة لتعزيز وحماية حقوق الإنسان".
وأشار إلى أنه منذ إنشاء المكتب في عام 2005، شارك في مجموعة من القضايا التي تتعلّق بالحقوق، بما في ذلك المساعدة في جعل التشريعات المحلية الأوغندية متوافقة مع القوانين والمعايير الدولية لحقوق الإنسان.
تحدّيات خطيرة
وتابع: "لقد تمّ إحراز تقدّم كبير في البلاد على مرّ السنين، ولكن لا تزال هناك تحدّيات خطيرة في مجال حقوق الإنسان على طريق التمتّع الكامل بحقوق الإنسان للجميع".
واعتبر الزعيم الأوغندي المعارض بوبي وأين، أنّ الإجراء يظهر أن الرئيس يويري موسيفيني "لا يريد أن يحاسب على أفعاله أمام أحد".
وقال واين الملقب روبرت كياغولاني لوكالة فرانس برس: "مع هذا الإغلاق يُترك الأوغنديون تحت رحمة ديكتاتور لا يرحم".
من جانبه، اعتبر المدير التنفيذي لمنظمة "هيومن رايتس أويرنيس أند بروموشن فوروم" غير الحكومية أدريان جيجوكو أننا نشهد "سابقة خطيرة".. وقال لفرانس برس: "هذا ليس جيداً لأوغندا".
إلى ذلك، أعرب تورك عن قلق خاص بشأن وضع حقوق الإنسان قبل انتخابات أوغندا في عام 2026، وذلك في ضوء "البيئة المعادية بشكل متزايد التي يعمل فيها المدافعون عن حقوق الإنسان والجهات الفاعلة في المجتمع المدني والصحفيون".
تراجع حرية التعبير
كذلك، انتقد تراجع حرية التعبير، مشيراً إلى تعليق عمل عشرات المنظمات غير الحكومية بشكل تعسّفي قبل عامين، فضلاً عن قانون معدّل بشأن إساءة استخدام الكومبيوتر.
وانتقد المفوض السامي لحقوق الإنسان الإصدار الأخير لـ"قانون مناهضة المثلية الجنسية شديد التمييز، والذي يظهر تأثيره السلبي على الأوغنديين".
من جهة أخرى، قال إنّ من الضروري أن تضمن الحكومة أنّ الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان يمكن أن تعمل بشكل فعّال ومستقل.
وحذّر تورك من أنّ "لجنة حقوق الإنسان الأوغندية، شريكنا منذ وقت طويل في حماية وتعزيز حقوق الإنسان في البلد، تعاني بشكل مزمن نقص التمويل ونقص الموظفين، كما أنّ التقارير عن التدخّل السياسي في مهمتها تقوّض شرعيّتها واستقلالها وحيادها".
وحثّ الحكومة على تزويد اللجنة بالموارد البشرية والفنية والمالية التي تحتاج إليها.
وقال تورك: "من جانبنا، يظلّ مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ملتزماً العمل في مجال حقوق الإنسان في أوغندا، بما يتماشى مع تفويضي الشامل".