أوقفوا الحروب على الأطفال

أوقفوا الحروب على الأطفال

 

من الشرق إلى الغرب، من الشمال الى الجنوب، من إفريقيا الوسطى إلى جنوب السودان، ومن سوريا إلى أفغانستان، ومن اليمن إلى فلسطين ومن نيجيريا إلى الصومال ومنـــــــ..... إلى.... لا يسعنا العد أو الحصر، استمرت الهجمات على الأطفال في مناطق النزاع ودون توقف من العام الجاري.

وواصلت أطراف النزاعات، بقدر قليل من تأنيب الضمير وقدر أقل من المساءلة، استهتارها السافر بإحدى قواعد الحرب الأكثر أساسية، حماية الأطفال، ولم تُحجم أطراف النزاعات عن استخدام أي أسلوب من أساليب الحرب، ومهما كان فتاكا بالأطفال، إذ تشيع ممارسات من قبيل الهجمات دون تمييز على المدارس والمستشفيات وغيرها من الهياكل الأساسية المدنية، وعمليات الاختطاف، وتجنيد الأطفال، وفرض الحصار، والإساءات أثناء الاحتجاز، والحرمان من المساعدات الإنسانية.

كل حرب هي حرب ضد الأطفال، هذه الكلمات البسيطة هي كلمات مؤسسة هيئة إنقاذ الطفولة "إيغالنتين جيب"، ما زالت هذه الكلمات بعد مرور نحو 100 عام تتردد بقوة، واليوم، في جميع أنحاء العالم، ما يزال ملايين الأطفال يقعون تحت وطأة نزاعات لم يكن لهم دور في نشأتها، غير أنها كثيرا ما تنتهك حقوقهم دون أن يعاقب منتهكها.

تطلق هيئة إنقاذ الطفولة منذ عدة سنوات تقريراً سنوياً تحت مسمى "أوقفوا الحرب على الأطفال"، ترصد فيه أوضاع الأطفال في مناطق النزاع والانتهاكات التي تمارس عليهم، ومدى تأثرهم بالحروب والنزاعات المختلفة.

وفي تقرير هذا العام، يرصد التقرير تأثير جائحة كوفيد-19 على النزاعات وبالتالي على الأطفال الذين يكونون عرضة لها، وأشار التقرير إلى أن جائحة Covid-19 لم تؤد إلى تهدئة الحرب على الأطفال، ففي عام 2020، ارتفع بالفعل عدد الأطفال الذين يعيشون في نزاع.

فقد ازداد وضع الأطفال سوءاً في العديد من المناطق، فمن بين الانتهاكات الجسيمة الستة التي وضعتها الأمم المتحدة ضد الأطفال في النزاع، حدثت 4 منها، تجنيد الأطفال، واختطاف الأطفال، والعنف الجنسي ضد الأطفال، والهجمات على المدارس والمستشفيات، فقد زاد عدد الحوادث التي تم التحقق منها في عام 2020.

 وبنفس القدر من الأهمية، ارتفعت عدد حوادث التجنيد التي تم التحقق منها في عام 2020 للعام الثاني على التوالي.

ركز التقرير الأخير في سلسلة "أوقفوا الحرب على الأطفال" على أحد الانتهاكات الجسيمة، الأطفال المعرضين لخطر التجنيد والاستخدام من قبل القوات المسلحة أو الجماعات المسلحة، فقد كان هناك ارتفاع في عدد الحوادث التي تم التحقق منها لتجنيد الأطفال واستخدامهم من قبل القوات والجماعات المسلحة، كما زاد عدد الجماعات التي تجند الأطفال، في 3 دول أفغانستان، وسوريا، واليمن، كما تعتبر الغالبية العظمى من الأطفال في مناطق النزاع معرضة لخطر التجنيد. 

يظهر هذا التقرير ونتائجه الرئيسية مساوئ الحرب على الأطفال: 

حيث تضاعفت نسبة الأطفال الذين يعيشون في مناطق النزاع والمعرضين لخطر التجنيد والاستخدام من قبل القوات المسلحة أو الجماعات المسلحة 3 مرات من أقل من 5٪ في عام 1990 (99 مليون طفل) إلى أكثر من 14٪ في عام 2020 (337 مليون طفل).

كما زاد عدد الأطفال الذين يعيشون في مناطق النزاع المعرضين لخطر التجنيد بأكثر من نقطتين مئويتين في الفترة ما بين 2019 إلى 2020.

 يعيش 1 من كل 8 أطفال -نحو 337 مليون طفل- في منطقة نزاع مع وفاة واحدة على الأقل مرتبطة بالمعركة، وحيث كان هناك ممثل واحد على الأقل يقوم بتجنيد الأطفال واستخدامهم. 

 كما زاد عدد الفاعلين غير الحكوميين الذين جندوا الأطفال من 85 عاما 2019 إلى 110 أعوام 2020، بينما انخفض عدد الجهات الحكومية التي تم تجنيدها من 25 عاما 2019 إلى 22 عاما 2020. 

عطفاً على ما يقرب من 1.265 مليار طفل (54٪ من جميع الأطفال على مستوى العالم) يعيشون في واحدة من 39 دولة، تم الإبلاغ فيهم عن قيام جهة أو أكثر من الجهات الفاعلة في النزاعات بتجنيد الأطفال.

في عام 2020، ظهرت 3 دول بها أعلى نسبة من الأطفال الذين يعيشون في مناطق النزاع مع ورود تقارير عن تجنيد الأطفال من قبل الجهات الفاعلة في النزاع، تلك الدول هي أفغانستان وسوريا واليمن، فقد كان جميع الأطفال تقريباً معرضين لخطر التجنيد من قبل الجماعات المسلحة، ففي أفغانستان، كان 98٪ من الأطفال معرضين لخطر التجنيد، وفي سوريا 97٪ من الأطفال وفي اليمن 89٪ من الأطفال.

وفي عام 2020، وفقًا للأمم المتحدة، شكل الأولاد 85٪ من المجندين المعتمدين، والفتيات 15٪ في حين، ارتفع عدد الأطفال الذين عاشوا في نزاعات شديدة الحدة بنسبة 19٪ إلى حوالي 193 مليوناً بعد أن كانوا 162 مليون طفل في عام 2019.

كما عاش 1 من كل 6 أطفال، أي حوالي 452 مليون طفل في منطقة نزاع في عام 2020، بزيادة قدرها 5٪ على عام 2019 بعدد حوالي 429 مليون طفل، كما بلغ عدد الأطفال الذين يعيشون في مناطق نزاع أكبر من أي وقت مضى خلال العشرين عامًا الماضية.

إجمالاً.. نتيجة لذلك، يعيش المزيد من الأطفال الآن وينشؤون في بيئات صعبة وغير آمنة للغاية، مما قد يضرهم مدى الحياة، حيث يتحمل الأطفال بشكل متزايد الوطأة الكبرى للعنف المسلح والحروب. 

وتختلف أشكال معاناة الأطفال من النزاعات عن معاناة البالغين، ذلك لأنهم أضعف جسدا وأكثر عرضة للخسارة، فنموهم الجسدي والذهني والنفسي والاجتماعي يعتمد بشدة على الظروف التي يعيشونها في مرحلة الطفولة، التي تشمل بشكل رئيس الجنس والسن، فضلاً على نوع الإعاقة والعرق والدين، وفيما إذا كان الطفل يقطن في منطقة حضرية أو ريفية، ولا يعد الأذى الذي يلحق بالأطفال في النزاعات المسلحة أشد وطأة مما يحصل للكبار غالبا فحسب، بل تؤثر عواقبه على الأطفال والمجتمعات التي يعيشون فيها مدة أطول من تلك التي يعيشها الكبار.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية