COP28: قمة عالمية للتغير المناخي والابتكار نحو أنظمة استدامة ومجتمعات مقاومة

رحلة السباق ضد الزمن (1)

COP28: قمة عالمية للتغير المناخي والابتكار نحو أنظمة استدامة ومجتمعات مقاومة

 "COP28" يستهدف خلق عالم ينعم بالاستدامة والأمل للأجيال القادمة

قمة المناخ في الإمارات نقطة تحول حاسمة في مواجهة أكبر تحدٍ يواجه البشرية

المؤتمر العالمي COP28 يسعى لتعزيز التعاون الدولي لمواجهة تأثيرات التغير المناخي وتحقيق العدالة المناخية

بينما نترقب بالقلق والأمل كل دورة جديدة من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP)، يُعقد المؤتمر الثامن والعشرون (COP28) في ظل تحديات كبيرة.

وتجتمع الأمم في مؤتمر COP28، الذي يعد نقطة تحول حاسمة في مواجهة أكبر تحدٍ يواجه البشرية، ويعكس هذا المؤتمر التزام العالم بإيجاد حلول مستدامة وجذرية للتغير المناخي، وتحقيق أهداف باريس الطموحة. 

وفي ظل تصاعد الضرورة للعمل المشترك، يأتي COP28 كمنصة لبناء تحالفات قوية وتعزيز التعاون الدولي من أجل خلق عالم ينعم بالاستدامة والأمل للأجيال القادمة. 

وتعد اتفاقية باريس الجوهر الأساسي لمؤتمر COP28، حيث يهدف إلى تحقيق هدف الاحتباس الحراري أقل من درجتين مئويتين قبل نهاية القرن الحادي والعشرين، والسعي للحد منه إلى 1.5 درجة مئوية، ومع ذلك فإن الالتزامات التي تم التعهد بها في إطار الاتفاقية تبدو مجرد كلمات فارغة في ظل عجز الدول عن تنفيذها بشكل فعال. 

تزداد الآمال والمخاوف معاً مع كل مؤتمر جديد، إذ يتعاظم الاستياء من عجز الدول عن تحقيق الأهداف المناخية العالمية.

ويشهد العالم تغيراً مناخياً سريعاً ومدمراً، حيث تتزايد الكوارث الطبيعية وتتفاقم آثار التصحر وارتفاع منسوب البحار، ومع ذلك تبقى الدول مكبلة بمصالحها الاقتصادية والسياسية، متجاهلة النداءات العاجلة للتحرك الجاد والتعاون العالمي. 

وتعد التكنولوجيا الخضراء والاستدامة البيئية حلاً واعداً لمواجهة أزمة المناخ، ولكنها تواجه عقبات هائلة تتمثل في العوائق المالية والتكنولوجية، فالدول النامية تعجز عن تبني تلك التكنولوجيات بسبب النقص في التمويل والتحويل التكنولوجي، في حين تتراجع الدول الصناعية عن تقديم الدعم المالي والتكنولوجي اللازمين لتمكين الدول الفقيرة من مواجهة تحديات التغير المناخي.

ولذا تتزايد المخاوف من أن الدول الكبرى، التي تشكل أكبر نسبة من انبعاثات الغازات الدفيئة، تفتقد إلى القدرة السياسية والإرادة الحقيقية لاتخاذ إجراءات جذرية للتصدي للتغير المناخي. 

وتظهر التوترات والصراعات الاقتصادية والتجارية ضمن مفاوضات COP28، ما يشير إلى أن الاهتمام بالمصالح الوطنية يفوق الالتزامات العالمية. 

ويرى محللون هاتفتهم "جسور بوست" أنه من المؤسف أن نشهد انخفاضاً في التفاؤل والثقة بالنظام الدولي وقدرته على التوصل إلى اتفاقات فعالة لمكافحة تغير المناخ، فالمؤتمرات والمحادثات الدولية تتكرر دون أن تؤدي إلى نتائج ملموسة، ويبقى العالم في حالة من الركود والتقاعس، ووسط المخاوف والتوترات والقلق على مستقبل الكوكب، يأتي COP28 ليشكل فرصة حاسمة للتفكير الجاد واتخاذ إجراءات جذرية، إذا لم تتمكن الدول من تحقيق التزاماتها وتحقيق الأهداف المناخية العالمية، فإننا سنشهد تداعيات مدمرة للبشرية والكوكب. 

سيشارك في مؤتمر Cop28، الذي سيعقد في مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023، جميع الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، بالإضافة إلى آلاف الخبراء، والصحفيين، ونشطاء المناخ وأفراد المجتمعات المحلية، وممثلي الشركات، والمجموعات غير الحكومية. 

ومن المتوقع أن يشارك في المؤتمر أكثر من 70 ألف مشارك، بمن في ذلك رؤساء الدول والحكومات والوزراء، وممثلون عن المنظمات غير الحكومية، والقطاع الخاص، والشعوب الأصلية، والشباب.

"جسور بوست" خصصت ملفاً يُنشر على حلقات حمل عنوان "رحلة السباق ضد الزمن"، يرصد الوضع المناخي القائم ورحلة COP28 في محاولة حلها، وأهدافها، وإنجازاتها، وما تقدمه للكوكب أو تغير به الأزمة المناخية.

قمة المناخ كوب 28.. الإمارات تستثمر إمكاناتها لتنفيذ التعهدات العالمية -  الطاقة

مفهوم COP28

بدوره، علق الإعلامي الإماراتي يوسف الحداد بقوله إن COP28 المؤتمر الثامن والعشرون للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، ويعقد هذا المؤتمر بصفة دورية لتقديم منصة للحوار واتخاذ القرارات في ما يتعلق بالتغير المناخي، حيث يجتمع فيه الزعماء والمفكرون والخبراء لبحث السبل التي يمكن أن تسهم في تحقيق التنمية المستدامة والحد من آثار التغير المناخي، ولحرص الإمارات العربية المتحدة على مواجهة التغيرات المناخية وكذلك إسهاماتها في هذا الشأن والتي منها تنظيم COP28، ويهدف المؤتمر إلى تشجيع الدول على وضع استراتيجيات وخطط ملموسة لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة وتعزيز تكيفها مع تغير المناخ، وذلك بهدف الحفاظ على زيادة درجة حرارة الأرض أقل من درجتين مئويتين عن مستويات ما قبل الصناعة. 

وأضاف الحداد في تصريحات لـ"جسور بوست": وعلاوة على ذلك، يسعى المؤتمر إلى تحقيق الأهداف المناخية العالمية الأخرى، مثل تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وزيادة استخدام الطاقة المتجددة، مشيراً إلى أن رحلة الأمل نحو بيئة خضراء مستدامة وأهداف COP28 تتجاوز الالتزام بباريس وتحقيق الأهداف المناخية العالمية، واصفاً إياها بـ"الطموحة"، نحو خلق عالم يتعايش فيه الإنسان والطبيعة بتوازن.

واستطرد: بالطبع يحمل المؤتمر الأمل في تعزيز التعاون الدولي والشراكات بين البلدان، COP28 هو فرصة فريدة للعالم للتعاون والتكاتف، وتعزيز الروح العالمية في التصدي لتحديات تغير المناخ، ويتطلب ذلك جهوداً جماعية وإرادة سياسية قوية ولكن بالتعاون والتضامن، يمكننا أن نحول تحديات التغير المناخي إلى فرص للتنمية المستدامة والابتكار والازدهار الشامل للجميع. 

No photo description available.

يوسف الحداد

وأتم: في نهاية المطاف فإن COP28 يمثل الأمل في عالم أفضل وأكثر استدامة، وهو فرصة للتفكير بشكل جدي في الطرق التي يمكننا بها تحقيق التوازن بين احتياجاتنا الحالية واحتياجات الأجيال القادمة.

 لذا، لندعم هذا المؤتمر ونعمل بروح مفعمة بالعزيمة لتحقيق تغيير حقيقي وملموس في سبيل عالم أخضر مستدام ومستقبل أفضل للجميع.

أهداف مؤتمر COP28

وتحدث الخبير بقضايا المناخ، الدكتور سمير الشفي من تونس بقوله: إن تعزيز التزام الدول بتحقيق اتفاق باريس يعتبر من أهم أهداف COP28 وما يجب أن يحققه المؤتمر، وهو معيار لنجاحه من عدمه، كذلك التزام الدول بتنفيذ اتفاق باريس للتغير المناخي، ومن أهداف المؤتمر التي أُعلن عنها تشجيع الدول على وضع خطط واستراتيجيات واضحة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وتعزيز تكيفها مع آثار التغير المناخي، ومن المهم أن يتم توفير الدعم المالي والتقني للدول النامية لمساعدتها في تحقيق التزاماتها. 

وأضاف في تصريحات لـ"جسور بوست": من الضروري استهداف التعاون الدولي والشراكات، حيث تعد تحديات التغير المناخي مسألة عالمية تتطلب تعاوناً دولياً قوياً، ويستطيع COP28 تعزيز التعاون بين الدول وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني، من خلال تبادل المعرفة والتكنولوجيا والخبرات، يمكن للدول تعزيز جهودها المشتركة لمواجهة التحديات المناخية وتحقيق التنمية المستدامة. 

واستطرد: نؤكد ضرورة إتاحة وتوفير التمويل والموارد اللازمة للدول لتعزيز قدرتها على التكيف مع الظروف المناخية المتغيرة، وحماية البنية التحتية والمجتمعات المهددة بالخطر، والحفاظ على النظم البيئية الهشة، والابتكار والتكنولوجيا النظيفة، حيث تلعب التكنولوجيا والابتكار دوراً حاسماً في مواجهة التحديات المناخية.

سياحة واستثمار

وعلقت الكاتبة العامة للكونفدرالية الوطنية للسياحة، بدولة المغرب، وصال الغرباوي بقولها: يجب أن نهنئ أولاً الإمارات على هذا المجهود الضخم وتلك العزيمة الجبارة في التصدي للتغيرات المناخية والتي منها هذا المؤتمر، وتأتي الاستفادة متعددة ومتنوعة، حيث تستفيد الإمارات منه سياحياً، وهي من ضمن الدول المتحضرة والتي تخدم القضية بقوة، وهذا بالطبع ينعكس على استثماراتها وسياحتها وكل مناحي الحياة، هي خطوة مهمة للإمارات وللعالم نحييهم عليها.

 وأضافت في تصريحات لـ"جسور بوست": سيركز المؤتمر أكثر على البحث العلمي وتطوير التكنولوجيا النظيفة التي تقلل من الانبعاثات وتعزز الاستدامة، والإمارات لها باع في ذلك واستطاعت تسخير هذا الأمر حتى في الجانب السياحي لديها، سواء في الحدائق أو المدن الترفيهية، أو حتى نظام البناء لديها صديق للبيئة، فكل هذا ينعكس على السياحة ويجلب لها أعداداً كبيرة منها، بدأت جهود الإمارات للتصدي لتغير المناخ في مجال السياحة في تحقيق نتائج إيجابية، فقد شهدت السنوات الأخيرة زيادة في أعداد السياح، وتغيراً في سلوكهم نحو الخيارات السياحية المستدامة. 

No description available.

وصال الغرباوي

وأضافت: وتشمل هذه الخيارات السياحية المستدامة، السفر بالوسائل الصديقة للبيئة، مثل الدراجات الهوائية والمشي، والإقامة في أماكن إقامة صديقة للبيئة، وممارسة الأنشطة السياحية الصديقة للبيئة، مثل التخييم والمشي لمسافات طويلة. 

وأتمت: ستؤدي جهود الإمارات إلى مزيد من الاستقرار في قطاع السياحة في الإمارات، وإلى حماية البيئة المحلية.

المتضررون أولاً

بالعنوان السابق بدأ المدير التنفيذي للهيئة العليا للأدوية باليمن، عبدالقادر الباكري متحدثاً عن الدول المتضررة من التغيرات المناخية ومنها اليمن والعراق ومصر وتونس والأردن وغيرها، مؤكداً ضرورة أن يعزز COP28 صندوق الخسائر التي أنشأته مصر العام الماضي للمتضررين من التغيرات المناخية، مع إلزام الدول به وسيكون هذا إنجازاً كبيراً سيحققه المؤتمر.

No description available.

عبدالقادر الباكري

وأضاف في تصريحات لـ"جسور بوست": يعد مؤتمراً مهماً لمستقبل كوكب الأرض، فمن خلال هذا المؤتمر يمكن للدول أن تحمي كوكب الأرض للأجيال القادمة، فالتغيرات المناخية آثارها مدمرة للبيئة والصحة، نحن نعاني من نسبة فقر عالية وجفاف وكذلك بلدان عربية كثيرة، وكذلك لم يسلم الغرب، فيجب أن تكون هناك وقفة من قِبل الدول النامية والأكثر تأثراً بما يفعله الكبار، وأقصد هنا كبار الدول الاستثمارية التي لا تهتم سوى بمكاسبها الشخصية، عليها أن تعلم أن تلك المكاسب مؤقتة.

وأتم: فخورون بالإمارات وقبلها جمهورية مصر العربية لتنظيم مثل هذه المؤتمرات وبذل هذه الجهود في مواجهة التغيرات المناخية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية