رحلة السباق ضد الزمن "3"

COP28.. مبادرات المناخ بين الأمل المنشود والتحديات المستعصية

COP28.. مبادرات المناخ بين الأمل المنشود والتحديات المستعصية

COP28.. مبادرات مؤثرة لمكافحة التغير المناخي وتحقيق أهدافها 

مبادرات المناخ من أبرز النقاط التي تثير الأمل في ظل الأزمة المناخية المتفاقمة، وأداة حاسمة في تحقيق التوازن البيئي والحفاظ على مستقبل كوكبنا.

وتأتي دولة الإمارات العربية المتحدة في مقدمة الدول الرائدة في هذا المجال، حيث أطلقت مبادرات مبتكرة وجريئة تهدف إلى تقليل الانبعاثات الضارة وتعزيز الاستدامة، وتعكس هذه المبادرات التزاماً قوياً بحماية البيئة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

كذلك يأتي COP28 نقطة تحول هامة في رحلة البشرية لمواجهة التحديات البيئية العابرة للحدود.

ومنذ إطلاقها لمبادرات المناخ، حققت الإمارات إنجازات ملموسة، فقد تم تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 50% خلال السنوات الخمس الماضية، وشهدت البلاد نمواً ملحوظاً في استخدام الطاقة المتجددة، حيث تصدرت قائمة الدول العربية في إنتاج الطاقة الشمسية وتركيب أكبر عدد من المشاريع الشمسية الضخمة. 

وقامت الإمارات بتأسيس مركز للابتكار في الطاقة المتجددة، حيث يتم تطوير تقنيات جديدة تهدف إلى زيادة كفاءة الطاقة وتحسين استدامتها. 

وتعاونت الإمارات مع العديد من الدول والمنظمات الدولية لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون في مجال مكافحة تغير المناخ. 

وعلى الرغم من الإنجازات الملموسة التي حققتها مبادرات المناخ، فإن هناك تحديات جسام تعترض تنفيذها، أحد هذه التحديات هو المصالح الاقتصادية القوية للدول.

ويرى محللون هاتفتهم "جسور بوست"، أن هذه المبادرات تُعزز الابتكار وخلق فرص عمل جديدة في قطاعات الطاقة النظيفة والتكنولوجيا البيئية، ما يدعم النمو الاقتصادي في المنطقة العربية. 

بالإضافة إلى ذلك، تعزز الإمارات العربية المتحدة التعاون الإقليمي والدولي في مجال التغير المناخي من خلال تنظيم ومشاركة في المؤتمرات والمبادرات الدولية، وتعمل على تعزيز الوعي البيئي وتبادل المعرفة والتجارب في هذا المجال، ما يسهم في بناء شبكة تعاون قوية تحمي الاقتصاد العربي وتعزز قدرته على مواجهة التحديات المناخية. 

"جسور بوست"، تستعرض في حلقة جديدة من سلسلة "السباق ضد الزمن"، أهمية هذه المبادرات وإنجازاتها المحققة حتى الآن، والتحديات الجسام التي تعترض تنفيذها. 

جهود وتحديات

وعبر الخبير في الذكاء الاصطناعي، ورجل الأعمال الإماراتي سلطان لوتاه، عن اعتزازه بمجهود بلاده في مواجهة تحديات التغيرات المناخية، مؤكدًا أن مؤتمر COP28 يتم الإعداد له على قدم وساق والذي بالطبع سيطلق العديد من المبادرات في هذا الشأن، مشيرًا إلى أن المركز الذي أسسته الإمارات للابتكار في الطاقة المتجددة يعد إحدى المبادرات الرائدة في مجال الاستدامة والتكنولوجيا النظيفة، والذي يهدف  إلى التطوير والبحث في مجال الطاقة المتجددة وتطبيق التقنيات الابتكارية لتعزيز فعالية الطاقة وتحسين استدامتها. 

وأضاف في تصريحات لـ"جسور بوست"، يعمل المركز على تطوير حلول جديدة في مجالات متعددة، بما في ذلك تقنيات الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والطاقة الحرارية، وتخزين الطاقة، والتكنولوجيا الذكية المتصلة بالشبكة، وبالطبع نعمل بالطرق الحديثة وهذا ليس بسر، ومن تلك الخطوات أن يتم تنفيذ البحوث والتجارب في المختبرات المتطورة التي توفرها الإمارات، ويتم توظيف الخبراء والعلماء المتخصصين في مجال الطاقة المتجددة لتحقيق التقدم والابتكار. 

واستطرد، يعتبر المركز مركزاً للتعاون الدولي، والذي يركز على التعاون مع الدول والمؤسسات الأخرى في مجال الطاقة المتجددة، وفيه يتم تبادل المعرفة والخبرات وتنظيم ورش العمل والمؤتمرات الدولية لتعزيز التعاون وتحفيز التقدم في مجال الاستدامة.

رجل الأعمال الإماراتي سلطان لوتاه

طرق علمية متطورة

وفي حديثه عن أساليب الإمارات في المبادرات المناخية، أكد الخبير الدولي نجيب غلاب من اليمن، أن الأساليب العلمية الحديثة والمتطورة هي ما تتبعه الإمارات، ولن تؤتي أي جهود ثمارها إلا بتلك الطرق، وكذلك تعمل الدول الأكثر مواجهة لهذا الكابوس، مضيفا: في المختبرات المتطورة التابعة للمركز الذي أسسته الإمارات للابتكار في الطاقة المتجددة، يتم تنفيذ مجموعة متنوعة من الأبحاث والتجارب لتعزيز فهمنا للتقنيات المتعلقة بالطاقة المتجددة وتطوير حلول مبتكرة، فمثلًا يتم تنفيذ الأبحاث لتحسين كفاءة الألواح الشمسية وتطوير مواد جديدة للاستفادة الأمثل من طاقة الشمس، كما يتم استكشاف وتطوير تقنيات التخزين الحراري لاستخدام الطاقة الشمسية في فترات غير مشمسة.

وأضاف في تصريحات لـ"جسور بوست"، مرحلة الأبحاث مهمة للغاية، ويتم تنفيذ الأبحاث لتحسين تصميم وكفاءة المراوح الرياحية وتحليل أمثل لمواقع التركيب، وكل شيء خاضع للدراسة، حيث تم دراسة تقنيات التخزين وتحويل الطاقة الرياحية لضمان استدامة التزويد بالكهرباء، كما تتم دراسة تقنيات التبريد الأكثر كفاءة وصديقة للبيئة، أيضًا فإن البحث والتجارب يتمان في مجال تطوير الشبكات الذكية التي تمكن من تكامل الطاقة المتجددة بشكل فعال في الشبكة الكهربائية العامة. 

نجيب غلاب

وأتم، تهدف هذه الأبحاث والتجارب إلى تحقيق تقدم ملموس في مجال الطاقة المتجددة، وتوفير حلول مبتكرة لتحديات الاستدامة البيئية، وتعكس التقنيات والاكتشافات التي يتم تطويرها في هذه المختبرات التزام الإمارات بالابتكار والتقدم في مجال الطاقة المتجددة.

حماية الاقتصاد العربي

وعن دور المبادرات المناخية في حماية الاقتصاد العربي، قال الخبير الاقتصادي خالد الشافعي، إن الدول العربية تواجه تحديات جمة في مجال التغيرات المناخية، حيث يترتب على ذلك تأثيرات سلبية على الاقتصادات الوطنية والمجتمعات المحلية، وفي هذا السياق، تعد المبادرات المناخية التي تطلقها دولة الإمارات العربية المتحدة مثالًا رائدًا في حماية الاقتصاد العربي وتعزيز استدامته. 

وأكد في تصريحات لـ"جسور بوست"، أن الإمارات من الدول الرائدة في المجال المناخي، حيث تولي قضية التغير المناخي أهمية قصوى وتعتبرها تحديًا عالميًا يستدعي تعاون وتضافر الجهود، وأطلقت الإمارات العديد من المبادرات الهامة التي تسهم في حماية الاقتصاد العربي وتعزيز استدامته، أحد أبرز المبادرات المناخية الإماراتية هي "مبادرة زايد لطاقة المستقبل"، التي تهدف إلى تعزيز الاستدامة البيئية من خلال تشجيع استخدام الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة. 

واستطرد، تركز هذه المبادرة على تنمية قطاعات الطاقة المتجددة والاستدامة، وتعزيز البحث والتطوير في هذا المجال، وتشجيع الاستثمارات في مشاريع الطاقة المتجددة، وتساهم هذه المبادرة في تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، ما يحمي الاقتصاد العربي من تقلبات أسعار النفط وتأثيراتها السلبية، ومن بين المبادرات الأخرى التي تقوم بها الإمارات العربية المتحدة في مجال حماية الاقتصاد العربي من التغيرات المناخية، نجد "مبادرة زايد للزراعة الذكية"، والتي تهدف إلى تعزيز قطاع الزراعة وتطويره باستخدام التقنيات الحديثة والمستدامة، ما يساهم في تحسين الأمن الغذائي وتقليل الاعتماد على واردات الغذاء. 

خالد الشافعي

وأتم، تعمل الإمارات على تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج بعض المحاصيل الحيوانية والزراعية عن طريق تبني أساليب الزراعة العضوية وتقنيات الإنتاج المستدامة، علاوة على ذلك، فإن الإمارات تعزز الابتكار وريادة الأعمال في مجال التكنولوجيا البيئية من خلال مبادرات مثل "مدينة مستدامة"، التي تهدف إلى بناء مجتمعات حضرية مستدامة وذكية في الإمارات، والتي تعتمد على استخدام التكنولوجيا الحديثة لتحسين كفاءة استهلاك الموارد وتقليل الانبعاثات الضارة. 

مبادرات مهمة

على رأس المبادرات التي أطلقتها الإمارات ما يلي:

  • - مبادرة الانبعاثات الصفرية: تهدف هذه المبادرة إلى تحقيق تخفيضات كبيرة في انبعاثات الغازات الدفيئة، وتعتبر أحد أهداف COP28 الرئيسية. 

وفقًا للبيانات العلمية، فإن الوصول إلى الانبعاثات الصفرية يعد خطوة حاسمة لتفادي الآثار الكارثية لتغير المناخ. 

ويتطلب تحقيق هذه المبادرة اعتماد تقنيات نظيفة ومستدامة، مثل الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الحيوية، وتعاون دولي قوي لتعزيز الابتكار ونقل التكنولوجيا.

  • - مبادرة تكييف التغير المناخي: تعد هذه المبادرة أمرًا ضروريًا للتأقلم مع التغيرات المناخية المحتملة والتأثيرات السلبية المترتبة عليها، وتهدف COP28 إلى تعزيز القدرة التكيفية للبلدان والمجتمعات المتأثرة بالتغير المناخي، وتقديم الدعم المالي والتقني لتنفيذ إجراءات التكيف الملائمة. 

يجب أن تكون الدول العربية بالأمام في هذا الصدد، حيث تعاني بعض البلدان العربية من تحديات خاصة، مثل الجفاف والتصحر. 

  • - مبادرة الاستدامة البيئية والتنمية النظيفة: تشجع COP28 الدول على اتخاذ إجراءات قوية للحفاظ على البيئة وتعزيز التنمية النظيفة. 

ويُعَدُّ الاستثمار في الطاقة المتجددة والتحول إلى اقتصاد منخفض الكربون أمرا حاسما في هذا السياق. 

يمكن للدول العربية أن تلعب دورًا حيويًا في تحقيق هذه المبادرة، حيث تمتلك موارد طبيعية غنية مثل الشمس والرياح التي يمكن الاستفادة منها في إنتاج الطاقة المتجددة بشكل فعال ومستدام. 

-مبادرة حماية الغابات والتنوع البيولوجي: تسعى COP28 إلى تعزيز حماية الغابات والتنوع البيولوجي، وذلك لأن الغابات تلعب دورًا حيويًا في امتصاص ثاني أكسيد الكربون وتقليل آثار التغير المناخي، وتحتاج الدول العربية إلى تعزيز جهودها في حماية الغابات وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة. 
 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية