خبيرة حقوقية تحث الولايات المتحدة على معالجة "العنصرية الممنهجة"

خبيرة حقوقية تحث الولايات المتحدة على معالجة "العنصرية الممنهجة"

حثت خبيرة حقوقية أممية الولايات المتحدة الأمريكية على زيادة جهودها لمعالجة "العنصرية الممنهجة المستمرة"، مضيفة أنها شعرت بالصدمة والفزع في بعض الأحيان حيال المظاهر متعددة الأوجه والمعززة للعنصرية المنهجية التي شهدتها في كل ولاية زارتها.

وقالت المقررة الخاصة المعنية بالأشكال المعاصرة للعنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب وما يتصل بهذا من تعصب، أشويني كاي. بي، إن "الولايات المتحدة تقف عند مفترق طرق حاسم في الحرب ضد العنصرية والتمييز العنصري"، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

جاءت تصريحات الخبيرة الأممية المستقلة في مؤتمر صحفي عقدته، الثلاثاء، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، بعد زيارة للولايات المتحدة استغرقت 14 يوما.

قالت أشويني إن قضية العنصرية والتمييز العنصري حظيت باهتمام متزايد في السنوات الأخيرة، وأضافت: "أدى مقتل جورج فلويد، وبريونا تايلور وغيرهما الكثير، والتفاوت العنصري لتأثير كوفيد 19، واحتجاجات العدالة العرقية واسعة النطاق عام 2020، إلى جلب بعض الحقائق المتعلقة بالاستمرار الممنهج للعنصرية، للوعي الجمعي الأمريكي".

وأضافت "كان من الواضح تماما طوال زيارتي أن الكثيرين ما زالوا يواجهون العنصرية والتمييز العنصري الممنهجين المستمرين".

عمليات مقاومة

وقالت المقررة الخاصة المعنية بالأشكال المعاصرة للعنصرية إنه في أعقاب الدعوات المستمرة لمجموعات المجتمع المدني والناشطين في مجال حقوق الإنسان، وانتخاب إدارة بايدن- هاريس عام 2020، تمت ترجمة حالة المحاسبة تلك إلى "جهود لافتة" من أجل العدالة العرقية، والمبادرة الرامية لتحسين المساواة العرقية. 

لكنها أشارت إلى أن المبادرات التي اتخذتها الحكومة الأمريكية "لم تترجم بعد إلى تحسينات كبيرة في التجربة الحياتية لمعظم الأفراد المستبعدين، ولا تعالج بشكل كافٍ مسألة التفوق الأبيض، والاختلال الكامن لتوازن القوى والدوافع التاريخية، التي تدعم الأشكال المعاصرة من العنصرية والتمييز العنصري".

وقالت إنها لاحظت بقلق عميق عمليات مقاومة منسقة ضد مبادرات العدالة العرقية. 

استقطاب وعدم يقين

ولاحظت الخبيرة الحقوقية كذلك بقلق عميق "مناخا يتسم بالاستقطاب السياسي العميق، وعدم اليقين الاقتصادي، والتفاوت الشديد في الدخل والثروة، والأضرار الجسيمة التي لحقت بنسيج المجتمع الأمريكي".

وأضافت أن هذه الاتجاهات تخلق أرضا خصبة للكراهية بما في ذلك إلغاء الآخر، وتنميط وإلقاء اللائمة على المنتمين إلى عدة مجموعات بمن فيهم السود، واللاتينيون، والمهاجرون، والآسيويون، والمجتمعات اليهودية، والأفراد المسلمون، والعرب. 

وقالت أشويني "أحزنتني شهادات متعددة من أولئك الذين عبروا عن خوفهم العميق على سلامتهم وعلى مستقبل هذا المجتمع".

ورصدت الخبيرة الأممية العديد من مظاهر العنصرية الممنهجة "التي تثير قلقا عميقا" بما فيها الحرمان من حق التصويت، والتمييز العنصري في التعليم، والتشرد، والعنصرية البيئية، ونظام الغذاء الذي يتسم بالتفرقة العنصرية، والرعاية الصحية غير العادلة، والتمييز العنصري في إنفاذ القانون ونظام العدالة الجنائية وحوكمة الهجرة، والتمييز في تطوير واستخدام التقنيات الرقمية.

وقالت الخبيرة الحقوقية إنها تلقت خلال زيارتها معلومات عن "مستويات مثيرة للقلق العميق من خطاب الكراهية وجرائم الكراهية، بما في ذلك الكراهية ضد السود والآسيويين، ومعاداة السامية، وكراهية الإسلام". 

التصدي للكراهية بشكل عاجل

وشددت المقررة الخاصة المعنية بالأشكال المعاصرة للعنصرية على ضرورة أن تقوم حكومة الولايات المتحدة، بما في ذلك السلطات الفيدرالية وسلطات الولايات، بالتصدي بشكل عاجل للكراهية المتفشية، والمضي قدما في القضاء على العنصرية الممنهجة والتمييز العنصري.

وأوضحت أن هذا الأمر سيتطلب زيادة كبيرة في الاستثمار، وتحسينا شاملا في المشاركة السياسية والعامة والمدنية لأولئك الذين ينتمون إلى المجموعات المهمشة عنصريا، واتخاذ المزيد من الإجراءات لزيادة تحضر المناخ السياسي والمجتمعي. 

وأضافت أنه يجب أن ترتكز جهود مكافحة العنصرية بشكل أكثر فاعلية على معالجة التفوق الأبيض، والاختلال الكامن لتوازن القوى، والدوافع التاريخية للعنصرية والتمييز العنصري.

وزارت الخبيرة الأممية عددا من الولايات والمدن الأمريكية بما فيها العاصمة واشنطن، ومدن ديترويت ولوس أنجلوس ونيو أورليانز وباتون روج وأتلانتا، والتقت ممثلين عن الحكومات الفيدرالية وحكومات الولايات والمدن، ومسؤولين حكوميين في الولايات ومقدمي خدمات، فضلا عن أكثر من 80 مجموعة من مجموعات المجتمع المدني العاملة في مجال مكافحة العنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب.

مكافحة الكراهية والعنصرية

وتعمل الأمم المتحدة منذ تأسيسها على مكافحة العنصرية والتمييز على أساس اللون أو العرق أو الدين أو الجنس أو اللغة أو أي خصائص أخرى، وقد أطلقت الأمم المتحدة العديد من الحملات والمبادرات لمكافحة العنصرية والتمييز ووقف خطاب الكراهية.

تعمل الأمم المتحدة أيضًا على تعزيز التعايش السلمي والتفاهم بين الشعوب والثقافات المختلفة، وتشجع على تبني قيم الاحترام والتسامح والتعايش السلمي بين الأفراد والمجتمعات.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أهمية التعليم باعتباره أقوى سلاح لمحاربة العنصرية وتجارة الرقيق، مشيرا إلى أن مشروع الاستعباد الشرير استمر لأكثر من 400 عام، وكان يمثل أكبر حركة هجرة قسرية في تاريخ البشرية.

وأشار إلى أن الخطاب العنصري الذي استخدم في الماضي لتبرير تجارة الرقيق غير الإنسانية، يتشابه مع ما يُستخدم في خطاب الكراهية الذي يعود للظهور من المنادين بتفوق العنصر الأبيض.

يشار إلى أن المقررين الخاصين والخبراء المستقلين، يعينون من قبل مجلس حقوق الإنسان في جنيف وهي جهة حكومية دولية مسؤولة عن تعزيز وحماية حقوق الإنسان حول العالم. ويكلف المقررون والخبراء بدراسة أوضاع حقوق الإنسان وتقديم تقارير عنها إلى مجلس حقوق الإنسان. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المنصب شرفي، فلا يعد أولئك الخبراء موظفين لدى الأمم المتحدة ولا يتقاضون أجرا عن عملهم.

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية