الناطق باسم الأونروا: لا يوجد مكان آمن في غزة والفلسطينيون يمرون بنكبة جديدة
الناطق باسم الأونروا: لا يوجد مكان آمن في غزة والفلسطينيون يمرون بنكبة جديدة
أكد المستشار الإعلامي لوكالة الأونروا في قطاع غزة، عدنان أبو حسنة، عدم وجود مكان آمن في قطاع غزة، منوها بمقتل وإصابة نحو 200 شخص إثر الهجوم على مدرسة الفاخورة التابعة للوكالة شمال غزة، حسب أرقام وزارة الصحة الفلسطينية.
وبحسب موقع أخبار الأمم المتحدة، أفاد أبو حسنة بكم الاحتياجات الإنسانية الهائلة في غزة في ظل وضع غير مسبوق لم يتخيل هو نفسه -مع خبرته الطويلة مع الأونروا في غزة- أن يراهـا، مشيرا إلى نزوح مئات آلاف الأشخاص، وقال "إن الفلسطينيين يمرون بنكبة جديدة وقد عادوا إلى الصفر من جديد".
وأوضح أنه حسب إحصائيات وزيرة الصحة الفلسطينية سقط نحو مئتي شخص جراء القصف على مدرسة الفاخورة، مشددا على أن المدرسة معروفة لكل الأطراف بما في ذلك الجانب الإسرائيلي، وهناك إحداثيات أرسلت لجميع الأطراف كما هو الحال مع جميع المدارس، بأن هذه مراكز إيواء وأن هذه المدارس تؤوي آلاف بل مئات آلاف النازحين، لدينا حوالي 830 ألف نازح في 154 مركز إيواء.
وأضاف عدنان أبو حسنة أن "كل الخطط التي كانت موجودة لدى الأونروا بُنيت على أساس أن عدد النازحين سيكون 150 ألفا، لم نكن نتصور أننا سنكون مسؤولين عن 2.3 مليون شخص، اليوم كلهم بحاجة إلى المساعدات، منهم 830 ألفا في مراكز الإيواء (التابعة للأونروا) نقدم لهم مساعدات وغذاء وماء ورعاية صحية ودعما نفسيا، وهناك مئات الآلاف الآخرون موجودون حول مراكز الإيواء أو في الطرقات، ومطلوب منا أيضا أن نقدم لهم المساعدات ونرعى شؤونهم ونوفر لهم الخدمات في عياداتنا أو المساعدات خارج مراكز الإيواء".
وتابع، الحدث كبير وجلل ويفوق إمكانيات الأونروا، ويفوق حتى إمكانيات دول، هناك أحياء كاملة دُمرت، مئات الآلاف خرجوا من بيوتهم لا يملكون أي شيء، نحاول جاهدين أن نقدم كل ما لدينا، كل ما يدخل من معبر رفح يتم توزيعه مباشرة، لكن الاحتياج كبير، وما يدخل هو شيء بسيط للغاية.
وأردف: لدينا 5 آلاف موظف يعملون الآن على الأرض، قُتل منهم 103، وهو الرقم الأكبر، لم يُقتل في تاريخ الأمم المتحدة منذ إنشائها، هذا العدد من موظفيها في شهر، لكننا نحاول جاهدين أن نقدم هذه الخدمات والعمل ليلا ونهارا في مراكز الإيواء وخارجها أو في العيادات.
ونحاول أيضا الوصول إلى كافة سكان قطاع غزة، رغم أن تفويض الأونروا هو العمل مع اللاجئين لكننا الآن نعمل مع اللاجئين وغير اللاجئين، لأننا الجسم الوحيد الذي ما زال متماسكا في قطاع غزة، رغم كل الأخطاء المحيطة بعملياتنا ورغم النقص في كل شيء، فإننا مصممون على البقاء في غزة ومواصلة خدمة اللاجئين.
وأكد أبو حسنة أن هناك حاجة إلى 160 ألف لتر من الوقود يوميا، حتى نحافظ على مستوى معقول من الخدمات الإنسانية تتعلق بتحلية المياه ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي والمشافي والآبار التابعة للبلديات، بخلاف احتياجات القطاع الخاص أو المصانع.
واختتم عدنان أبو حسنة قائلا: "نعم أنا شهدتُ حروبا كثير قبل ذلك في غزة، لكنني لم أرَ حجم هذه المأساة، إنها نكبة جديدة للفلسطينيين، لم أكن أتوقع أن أرى مئات الآلاف من النازحين الذين تركوا كل شيء، لم أرَ في حياتي، إزالة أحياء كاملة عن الوجود في مدينة غزة، رأيت أناسا، هم سكان مدينة غزة الأصليون، الذين لم يغادروا غزة منذ آلاف السنين، ولكن اليوم أصبحوا لاجئين ونازحين في مدينة جديدة".
العدوان على قطاع غزة
ويواصل الجيش الإسرائيلي قصف قطاع غزة منذ بدء عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي.
ووسع الجيش الإسرائيلي غاراته على كل المحاور في قطاع غزة، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات.
وأسفر القصف عن سقوط ما يزيد على 12000 قتيل بالإضافة إلى نحو 32000 جريح، بحسب آخر إحصاءات وزارة الصحة في غزة موضحة أنّ هذه الحصيلة ليست نهائيّة.
ونزح أكثر من مليون ونصف المليون شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.
وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1200 شخص بينهم 370 عسكريا، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 5 آلاف بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس".
وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية أصوات 120 صوتا، الجمعة، 27 أكتوبر، مشروع قرار عربي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف القتال.