"يوم التجارة" في COP28 يناقش مساهمة التجارة الدولية في تحقيق الاستدامة العالمية
"يوم التجارة" في COP28 يناقش مساهمة التجارة الدولية في تحقيق الاستدامة العالمية
يعقد يوم التجارة لأول مرة خلال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 وذلك في الرابع من ديسمبر المقبل، ويشهد الحدث تضمين التجارة في جدول الأعمال الرسمي للمؤتمر.
وتأتي هذه الخطوة تأكيداً على الدور الحيوي للتجارة العالمية في الحوار المتعلق بالتصدي لتحديات التغير المناخي وتحقيق الأهداف العالمية للاستدامة، والعمل الجماعي اللازم لوضع الحلول المتعلقة بسلاسل التوريد العالمية، وفق وكالة الأنباء الإماراتية- وام.
ويقام "يوم التجارة" تحت إشراف لجنة متخصصة يرأسها وزير الدولة للتجارة الخارجية الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، ورئاسة مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، والأمانة العامة لمنظمة التجارة العالمية وتعمل اللجنة بالتعاون مع مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية “الأونكتاد”، وغرف التجارة الدولية، والمنتدى الاقتصادي العالمي، ودائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي.
ويأتي هذا الحدث قبيل انعقاد المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية في أبوظبي في فبراير المقبل، والذي سيناقش النظام التجاري متعدد الأطراف ويعمل على وضع مخطط العمل المستقبلي للمنظمة.
ويشهد "يوم التجارة" العديد من الفعاليات حول مواضيع مهمة تتعلق بدور التجارة في العمل المناخي والاستدامة، وذلك ضمن 6 جلسات حوارية تقام على مدار يوم الرابع من ديسمبر خلال المؤتمر.
وستعقد الجلسة الأولى، وهي بعنوان "يتحد قادة العالم لوضع خارطة طريق للسياسات التجارية من أجل استجابة عالمية عادلة وطموحة لتغير المناخ"، بمشاركة نخبة من القادة من مختلف الأطراف في المنظمة، بمن في ذلك وزير الدولة للتجارة الخارجية الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، والمديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية الدكتورة نجوزي أوكونجو إيويالا، بينما تتطرق الجلسات الأخرى إلى مواضيع عدة، ومنها: المعادن الضرورية وتحول الطاقة ودور التجارة، والاستفادة من التمويل المستدام للتجارة لخلق مستقبل مستدام للجميع، وتطويع التجارة الدولية وسلاسل القيمة العالمية للعمل المناخي لصالح الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتشجيع استخدام التجارة لتوسيع نطاق تقنيات التجارة المتقدمة ودعم التحول العادل، وتمكين تنمية المهارات الخضراء من أجل سلاسل توريد مستدامة.
وخلال الحدث سيعمل المشاركون من الحكومات وقطاع الأعمال والمنظمات الدولية على استكشاف أفضل السبل للاستفادة من السياسات التجارية في إزالة الكربون من سلاسل التوريد العالمية، والنظر في طرق تحفيز الشركات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر على الاستثمار في مستقبل خالٍ من الكربون، وتسليط الضوء على أهمية بناء المهارات الخضراء، ومناقشة كيفية تأمين سلاسل القيمة المتعلقة بانتقال الطاقة، والبحث في كيفية دمج الممارسات المسؤولة بيئياً في تمويل التجارة، وضمان قدرة جميع الدول على الوصول إلى التقنيات المتقدمة والابتكار للانتقال إلى مستقبل الطاقة النظيفة.
وقال وزير الدولة للتجارة الخارجية الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي: "للمرة الأولى في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28، تحتل التجارة مركزاً متقدماً في الحوار المتعلق بالتحديات المناخية وبالتعاون مع الجهات الرئيسية في التجارة العالمية، تبحث فعاليات يوم التجارة طرق تقديم حلول عملية فاعلة وإزالة الحواجز التي تعيق تنفيذ سياسات واستخدام تقنيات التي ستؤدي إلى التغير المطلوب كما يستكشف الفرص المواتية أمام قطاع التجارة العالمية لتخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عالمياً، إلا أن ذلك يتطلب أسلوب تفكير وإرادة جماعية فعلية تمكن العالم من مواصلة توسيع التجارة العالمية، باعتبارها المحرك الرئيسي للنمو العالمي وضمان تخفيض تأثيراتها السلبية على البيئة".
من جانبها، قالت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية الدكتورة نجوزي أوكونجو إيويالا“ تتطلب التحديات المناخية تحركاً فورياً وعملاً دولياً جماعياً، وفي يوم التجارة الأول من نوعه ضمن مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، ستركز أمانة منظمة التجارة العالمية وشركاؤها على دور السياسات التجارية باعتبارها أداة قوية للدول لتسريع وتيرة التجارة، والسعي لتحقيق الأهداف المناخية”.
وأضافت "نتطلع إلى مشاركة جهود كل الأطراف المعنية في رسم هذا المسار التحولي باتجاه تجارة عالمية أكثر كفاءة واستدامة".
وقال الأمين العام لغرفة التجارة الدولية جون دينتون، "إن وضع التجارة على جدول أعمال مؤتمر الأطراف لأول مرة يمثل خطوة كبيرة إلى الأمام نحو إمكانية الاستفادة من التجارة الدولية بشكل أفضل لدعم أهداف المناخ العالمية، فمن خلال تطبيق الإصلاحات الصحيحة، نرى أن السياسة التجارية لديها إمكانات كبيرة في ما يخص تسريع انتشار التقنيات الخضراء على نطاق واسع وتحفيز اعتماد الممارسات المستدامة في الاقتصاد".
وقالت، الأمينة العامة للأونكتاد ريبيكا جرينسبان "يسر الأونكتاد المشاركة في هذا الحدث المهم ضمن مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، بالتعاون مع دولة الإمارات ومنظمة التجارة العالمية وغرفة التجارة الدولية والمنتدى الاقتصادي العالمي، ويعد هذا الجهد التنسيقي خطوة عملاقة لبحث سبل مساهمة التجارة الدولية في تخطي التحديات المناخية، ومعالجة التباينات الاقتصادية الرئيسية بين الدول المتقدمة والنامية المرتبطة بتغير المناخ، ويمكن أن تمثل السياسات التجارية والصناعية الخضراء المناسبة محفزات مهمة لتحقيق الاستدامة بشكل عادل وأكثر شمولاً، والمساهمة أيضاً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للجميع، وباعتبارنا منظمات عالمية رئيسية يمكننا العمل معًا لتحقيق هذه الأهداف".
وقال المدير الإداري لمركز الطبيعة والمناخ في المنتدى الاقتصادي العالمي جيم هواي نيو، شهد العالم تسارعاً في تجارة التقنيات والخدمات الخضراء، ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من التقدم لتحقيق أهداف اتفاق باريس. وستكون هناك حاجة إلى تقنيات جديدة لجعل نظام التجارة العالمي أكثر كفاءة واستدامة.
ويمثل يوم التجارة في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين فرصة مهمة للجمع خصوصاً مجتمعات التجارة والتكنولوجيا والمناخ حول العالم لمزيد من التعاون والتقدم في الجهود العالمية لتحقيق أهداف الاستدامة.
مؤتمر المناخ COP 28
تستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة الدورة الـ28 لمؤتمر الأطراف التابع لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28"، لمناقشة التحديات المناخية وتداعياتها على حقوق الإنسان، وإيجاد الحلول والبدائل من خلال الاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة وعرض فرص التنمية الاقتصادية المستدامة، وتأتي استضافتها للمؤتمر بين 30 نوفمبر و12 ديسمبر 2023 في مدينة إكسبو دبي مساهمة نحو التوافق العالمي لحل أزمة المناخ.
يعتبر مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 حدثا مفصليا على صعيد مواجهة تحديات تغير المناخ ومناقشة سبل المحافظة على النظم البيئية، حيث ستقوم الدول المشاركة لأول مرة بتقييم مدى تقدمها في تنفيذ اتفاق باريس للمناخ 2015.
ويشكل COP28 منصة فاعلة لتحقيق أعلى الطموحات المناخية وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، لما فيه مصلحة أجيال الحاضر والمستقبل، وإتاحة الفرصة لجميع الدول والقطاعات وفئات المجتمع للتعاون وتوحيد الجهود، خاصة في الوقت الذي تتنامى فيه أهمية وضرورة العمل المناخي العالمي.











