تكنولوجيا المستقبل تغير قواعد اللعب.. الذكاء الاصطناعي يحدث ثورة في الأداء الرياضي
العرب والذكاء الاصطناعي "9"
يشهد العالم الرياضي ثورة في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، حيث تسهم التطبيقات المتقدمة في تحسين الأداء الرياضي وتطوير التمارين الرياضية والحميات الغذائية.
"جسور بوست"، تناقش في حلقة جديدة من ملف "العرب والذكاء الاصطناعي"، ماهية هذه التطبيقات وكيف تؤثر في تحسين أداء الرياضيين وتحقيق أهدافهم.
وتستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي تقنيات المراقبة والتحليل لتحليل حركات الجسم وتقديم توجيهات دقيقة للرياضيين، فيمكن لتطبيقات الواقع الافتراضي محاكاة بيئات تدريبية ومساعدة الرياضيين في تحسين تقنياتهم واتخاذ قرارات أفضل في الوقت الفعلي، واستخدم فريق "بايرن ميونخ" الألماني تقنية الواقع الافتراضي لمساعدة لاعبيه على تطوير قدرتهم على التصويب في كرة القدم. أظهرت النتائج أن اللاعبين الذين استخدموا تقنية الواقع الافتراضي تمكنوا من تحسين معدل تسجيل الأهداف بنسبة 15%.
وتجمع تطبيقات الذكاء الاصطناعي البيانات الحيوية مثل معدل ضربات القلب ومعدل التنفس وضغط الدم وتحليلها لتقديم تقارير مفصلة عن الأداء الرياضي، ويمكن للرياضيين والمدربين استخدام هذه البيانات لتحديد نقاط القوة والضعف وتحقيق تحسينات ملموسة في الأداء، وقد استخدم فريق "مانشستر سيتي" الإنجليزي تقنية الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات أداء لاعبيه.. وأظهرت النتائج أن لاعبي الفريق الذين يعانون مشكلات في التنفس هم أكثر عرضة للإصابة.
وتستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي البيانات الشخصية للرياضيين مثل الوزن والطول والنشاط البدني لإنشاء حميات غذائية مخصصة، وبفضل الخوارزميات المتقدمة، يمكن لهذه التطبيقات تحليل تركيبة الجسم واحتياجاته الغذائية وتوفير نصائح غذائية دقيقة لتحقيق أهداف اللياقة البدنية، واستخدمت لاعبة التنس الألمانية أنجيليك كيربر تقنية الذكاء الاصطناعي لإنشاء نظام غذائي مخصص ساعدها على خسارة الوزن وزيادة مستويات الطاقة لديها.
ويتم تطوير الروبوتات الرياضية بمساعدة الذكاء الاصطناعي لتحسين التمارين وتقديم تعليم توجيهي شخصي، مثلًا يمكن للروبوتات الرياضية توفير مقاومة متغيرة لتمارين القوة أو مساعدة الرياضيين في تنفيذ تقنيات صحيحة، هذه التقنية المبتكرة تسهم في تحسين الأداء وتقليل فرص الإصابة، واستخدمت لاعبة التنس الأمريكية سيرينا ويليامز تقنية الروبوتات الرياضية لتحسين قدرتها على ضرب الكرة، وأظهرت النتائج أن ويليامز تمكنت من زيادة قوة ضرب الكرة بنسبة 10%.
ووفقًا لتقارير متخصصة، تقدم التطبيقات الرياضية المتقدمة بيانات مفصلة وإحصاءات حول الأداء الرياضي والتحسينات المحرزة، يمكن استخدام هذه البيانات لتحليل النماذج الحركية وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين وقياس تقدم الرياضي على مر الوقت، واستخدم فريق "لوس أنجلوس ليكرز" الأمريكي تقنية الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات أداء لاعبيه.. أظهرت النتائج أن لاعبي الفريق الذين يستهلكون العناصر الغذائية المناسبة قبل المباريات يتمتعون بأداء أفضل.
ويرى خبراء أن الأرقام والبيانات تتحدث عن نفسها، فاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الأداء الرياضي والجيم والتمارين الرياضية والحمية الغذائية يعد ثورة حقيقية، حيث تعزز الأداء وتحسن النتائج بشكل مذهل، وتوفر دعمًا فرديًا وتحليلًا دقيقًا للرياضيين والمدربين، ومن الضروري على الرياضيين والمدربين اعتماد هذه التكنولوجيا المبتكرة لتحقيق أفضل النتائج وتحسين جودة التمرين وتحقيق الأهداف المرجوة.
ويرى آخرون أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تغير قواعد اللعب في العالم الرياضي، حيث تجعل التمارين الرياضية أكثر فاعلية وتحسن التغذية الرياضية وتساعد على تحقيق الأهداف الشخصية، ومع استمرار التطور التكنولوجي يمكننا توقع مزيد من الابتكارات في هذا المجال وتحقيق أداء رياضي استثنائي.

فوائد جمة
قال المحلل الرياضي علاء خليف، إن استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الأداء الرياضي يوفر العديد من الفوائد الرئيسية، ومن بين هذه الفوائد تحسين الأداء، وتساعد التطبيقات المتقدمة في تحسين الأداء الرياضي من خلال تحليل وتقييم حركات الجسم وتقديم توجيهات دقيقة، وللرياضيين تحسين تقنياتهم واتخاذ قرارات أفضل في الوقت الفعلي، ما يؤدي إلى تحقيق أداء أفضل في التدريبات والمسابقات، أيضًا تحليل شامل للأداء، وتوفر تطبيقات الذكاء الاصطناعي تحليلًا شاملاً للأداء الرياضي من خلال جمع وتحليل البيانات الحيوية مثل معدل ضربات القلب ومعدل التنفس وضغط الدم، ويمكن للرياضيين والمدربين استخدام هذه البيانات لتحديد نقاط القوة والضعف وتحقيق تحسينات ملموسة في الأداء.
وتابع خليف، في تصريحات لـ"جسور بوست": مما توفره التطبيقات أيضًا متابعة اللياقة البدنية، والصحة، فتساعد تطبيقات الذكاء الاصطناعي فهي تقدم معلومات مفصلة حول مستوى النشاط البدني ومستوى اللياقة البدنية ومعلومات حول النظام الغذائي والتغذية السليمة، ويمكن للرياضيين من خلال هذه المعلومات تحسين نمط حياتهم الصحي وتحقيق أهداف اللياقة البدنية، كذلك تخطيط الحميات الغذائية الشخصية، وتستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي البيانات الشخصية للرياضيين لإنشاء حميات غذائية مخصصة وفعالة.
وتابع: وتوفر تطبيقات الذكاء الاصطناعي تقارير مفصلة وإحصاءات حول الأداء الرياضي والتحسينات المحرزة، ويمكن استخدام هذه البيانات لتحليل النماذج الحركية وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين وقياس تقدم الرياضي على مدار الوقت.

علاء خليف
وأتم: استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الأداء الرياضي يمكن أن تعزز قدرة الرياضيين على تحسين أدائهم وتحقيق أهدافهم الرياضية بطريقة أكثر فاعلية.
معوقات وحلول
وعلق المحلل الرياضي، أحمد سامح بقوله، إن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الرياضة تواجه عددًا من المعوقات، والتي يمكن أن تحد من انتشارها واستخدامها على نطاق واسع، ومن أبرز هذه المعوقات التكلفة، حيث إن هذه التطبيقات غالبًا ما تكون مكلفة للغاية، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يصل سعر جهاز الروبوت الرياضي المستخدم لمساعدة الرياضيين على تحسين تقنياتهم إلى ملايين الدولارات، أيضًا الموثوقية، فلا تزال تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مراحلها الأولى من التطوير، وقد تعطي بعض أجهزة التحليل الرياضي قراءات غير دقيقة، ما قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة.
وأضاف سامح، في تصريحات لـ"جسور بوست": يثير استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الرياضة مخاوف بشأن الخصوصية، حيث إن هذه التطبيقات غالبًا ما تجمع كميات كبيرة من البيانات الشخصية عن الرياضيين، وتستخدم تطبيقات الواقع الافتراضي لجمع بيانات عن حركات الجسم وأداء الرياضيين، كذلك يثير استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الرياضة مخاوف أخلاقية، إذ إن هذه التطبيقات يمكن أن تؤدي إلى التمييز ضد الرياضيين أو منحهم مزايا غير عادلة، فيمكن أن تستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي لإنشاء برامج تدريبية مخصصة لكل رياضي، ما قد يؤدي إلى تمييز ضد الرياضيين الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف هذه البرامج، وعلى الرغم من وجود بعض المعوقات، فإن تطبيقات الذكاء الاصطناعي لديها القدرة على إحداث ثورة في عالم الرياضة، ومع استمرار التطور التكنولوجي من المتوقع أن تتغلب هذه التطبيقات على هذه المعوقات وتصبح أكثر شيوعًا في الرياضة.

أحمد سامح
وعن الحلول قال: هناك بعض الحلول المقترحة للتغلب على معوقات استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الرياضة، ومنها تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي بأسعار معقولة، حتى يمكن الوصول إليها على نطاق أوسع، أيضًا تحسين موثوقية تطبيقات الذكاء الاصطناعي، حيث يجب أن تكون أكثر دقة وأقل عرضة للأخطاء، كذلك حماية خصوصية الرياضيين، وهنا يمكن للمؤسسات الرياضية العمل على حماية خصوصية الرياضيين، من خلال وضع قوانين وأنظمة تنظم جمع واستخدام البيانات الشخصية للرياضيين.
وأتم: تستطيع المؤسسات الرياضية التعامل مع القضايا الأخلاقية المرتبطة باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، من خلال وضع مبادئ وقواعد أخلاقية يلتزم بها الجميع.