تحول مؤثر.. كيف يُحدث تطبيق الـ"AI" ثورة في تحسين الرعاية الصحية؟

العرب والذكاء الاصطناعي "8"
تحول مؤثر.. كيف يُحدث تطبيق الـ"AI" ثورة في تحسين الرعاية الصحية؟

شهدت الرعاية الصحية في العالم العربي تحولًا كبيرًا خلال السنوات القليلة الماضية، مدفوعًا بتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI). 

وتعد هذه التقنيات من الأدوات القوية التي يمكن أن تساعد في تحسين جودة الرعاية الصحية، وتسريع التشخيص، وتحسين العلاجات، وتقليل التكاليف الطبية.

ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دورًا مهمًا في تحسين عمليات التشخيص الطبي والتوقعات الطبية، ووفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم في تحسين دقة التشخيص بنسبة تصل إلى 30%، ويمكنه التنبؤ بنتائج المرضى بنسبة تصل إلى 50%. 

وهناك العديد من الأمثلة على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين التشخيص الطبي، على سبيل المثال، يمكن استخدام تقنيات التعلم العميق في تحليل الصور الطبية مثل الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي لتساعد الأطباء على اكتشاف التشخيصات الدقيقة للأمراض مثل سرطان الثدي والسرطان الرئوي.. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي استخدام البيانات الضخمة لتحليل أنماط المرض وتقديم توصيات للأطباء حول أفضل الخيارات العلاجية، مثلًا يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل بيانات المرضى السابقين المصابين بسرطان الثدي لتحديد أفضل الأدوية والعلاجات.

أيضًا يستطيع أن يساعد في تحسين العلاجات ورعاية المرضى، ووفقًا لتقرير من المجلس الوطني للبحوث الأمريكي، استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في رعاية المرضى يمكن أن يؤدي إلى تقليل نسب الإعادة والتكرار في العلاج بنسبة تصل إلى 30%، وهناك العديد من الطرق التي يمكن للذكاء الاصطناعي من خلالها تحسين العلاجات ورعاية المرضى، على سبيل المثال يمكن للذكاء الاصطناعي استخدام البيانات الضخمة لتوصية أفضل الأدوية والجرعات للمرضى بناءً على خصائصهم الفردية وتاريخ مرضهم. 

ووفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية، يمكن للذكاء الاصطناعي تقليل وقت الفحص الطبي بنسبة تصل إلى 90% وزيادة كفاءة العمليات الجراحية بنسبة تصل إلى 21% يؤدي توفير الوقت إلى تحسين تجربة المرضى وتقليل أعباء العمل على الكوادر الطبية.  الجزء الثاني: تحسين رعاية المرضى والأداء العام

ووفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية، يمكن للذكاء الاصطناعي تحقيق توفير يصل إلى 150 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2026. 

وفقًا لدراسة نشرتها مجلة "Nature"، أظهرت تطبيقات الذكاء الاصطناعي دقة تصل إلى 94% في تشخيص سرطان الثدي، بالمقارنة مع 70% للتشخيص التقليدي، هذا يعني تشخيصًا أسرع وأكثر دقة، ما يسهم في تحسين نتائج العلاج وتقليل التأخير في التشخيص.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي استخدام الروبوتات لمساعدة الأطباء في العمليات الجراحية وتقديم الرعاية للمرضى، ويمكن للروبوتات إجراء العمليات الجراحية بدقة وأمان أكبر من الأطباء البشريين، ويمكنها أيضًا توفير الدعم للمرضى بعد الجراحة. 

ولا يقتصر دور الذكاء الاصطناعي على تحسين التشخيص والعلاجات، بل يمتد أيضًا إلى تحسين إدارة المستشفيات وزيادة الكفاءة، ويمكن استخدام التطبيقات الذكية لتحليل البيانات وتتبع الإحصاءات الطبية لتحسين رؤية الإدارة واتخاذ القرارات الاستراتيجية بشكل أفضل، على سبيل المثال يمكن للذكاء الاصطناعي معالجة البيانات الضخمة المتعلقة بالمرضى والموارد الطبية وتقديم توصيات لتحسين توزيع الموارد وتخطيط الجدول الزمني للعمليات الجراحية.   

ويرى خبراء أن تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية يُظهر إمكانات هائلة لتحسين جودة الرعاية الصحية وتعزيز كفاءة العلاجات، ويمكن لهذه التقنيات تحسين عمليات التشخيص والتوقعات الطبية، وتحسين العلاجات ورعاية المرضى، وتحسين إدارة المستشفيات وتحسين الكفاءة، ومع ذلك يجب استخدام التطبيقات الذكية والذكاء الاصطناعي بحذر وفقًا للقوانين والأنظمة الطبية والأخلاقيات المهنية، حيث يجب أن يكون التركيز دائمًا على الاعتماد على البيانات الصحية الموثوقة والاحترافية الطبية.

وتناقش "جسور بوست"، في حلقة جديدة من "العرب والذكاء لاصطناعي"، مميزات تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الطبية وما قد يواجهه من تحديات.

الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية: الطبي انموذجاً | الطبي

فوائد قابلة للقياس والتحقق 

قال الأكاديمي وأستاذ النساء والولادة، الدكتور أحمد خيري، إن تطبيقات الذكاء الاصطناعي أداة مبتكرة تحظى بشعبية متزايدة في قطاع الرعاية الصحية، وتقدم هذه التطبيقات فرصًا مثيرة للابتكار وتحسين جودة الرعاية الصحية وتحقيق توفير وقت وموارد، وتستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي تقنيات التعلم العميق لتحليل البيانات الطبية وتشخيص الأمراض بدقة عالية، وفقًا لدراسة نشرتها مجلة "Nature"، أظهرت تطبيقات الذكاء الاصطناعي دقة تصل إلى 94% في تشخيص سرطان الثدي، بالمقارنة مع 70% للتشخيص التقليدي. 

وأضاف خيري في تصريحات لـ"جسور بوست": هذا يعني تشخيصًا أسرع وأكثر دقة، ما يسهم في تحسين نتائج العلاج وتقليل التأخير في التشخيص، وتساعد تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة العمليات الصحية وتوفير الوقت والجهد، ووفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية، يمكن للذكاء الاصطناعي تقليل وقت الفحص الطبي بنسبة تصل إلى 90% وزيادة كفاءة العمليات الجراحية بنسبة تصل إلى 21%. ويؤدي توفير الوقت إلى تحسين تجربة المرضى وتقليل أعباء العمل على الكوادر الطبية. 

وتابع: كما تمكن تطبيقات الذكاء الاصطناعي من تحليل البيانات الصحية الشخصية وتقديم رعاية مخصصة لكل مريض بناءً على احتياجاته الفردية، ووفقًا لتقرير صادر عن شركة Accenture، أظهر استخدام الذكاء الاصطناعي تحسينًا بنسبة 69% في جودة الرعاية ، ويؤدي تحقيق رعاية شخصية مخصصة إلى زيادة رضا المرضى وتحسين نتائجهم الصحية. 

وأضاف: يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الضخمة المتعلقة بالأدوية والعلاجات وتوفير توصيات دقيقة للأطباء بشأن الأدوية المناسبة والعلاجات الفعالة لكل حالة، حيث أظهرت التقارير أنه يمكن استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الصيدلة تحسينًا بنسبة 50% في دقة توصيات الأدوية، ويساعد هذا في تجنب الأخطاء الطبية وتحسين استخدام الأدوية، وتساهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تقليل التكاليف الصحية من خلال تحسين الكفاءة وتوفير الموارد.

واستطرد: تشمل التكاليف المنخفضة تقليل عدد الزيارات الطبية غير الضرورية وتحسين إدارة الأمراض المزمنة، وتعمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي على تحسين استخدام القدرات البشرية في الرعاية الصحية، ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يقوم بالمهام الروتينية والمتكررة بشكل أكثر كفاءة ودقة، ما يساعد المهنيين الطبيين في تركيزهم على المهام الأكثر تعقيدًا والتفاعل مع المرضى بشكل أفضل.

الدكتور أحمد خيري

وأتم: وتطبيقات الذكاء الاصطناعي تقدم فوائد قابلة للقياس والتحقق في مجال الرعاية الصحية، من تحسين التشخيص والعلاج إلى تحسين رعاية المرضى وتقليل التكاليف، تلعب هذه التطبيقات دورًا مهمًا في تطوير وتحسين قطاع الرعاية الصحية.. ومع استمرار التطور التكنولوجي، يمكن توقع مزيد من التقدم والابتكار في هذا المجال.

تحديات ولكن

وقال أستاذ مساعد طب وجراحة العيون في كلية الطب جامعة عين شمس، الدكتور كريم أبو المجد، إن استخدام التطبيقات الذكية والذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية يواجه عددًا من التحديات التي يتعين على الجهات المعنية التغلب عليها، منها أمر وارد الحدوث ومنتشر في جميع تطبيقات الذكاء الاصطناعي وهو الخصوصية والأمان، وتعتبر حماية بيانات المرضى والحفاظ على خصوصيتهم أمرًا حاسمًا، وتحتوي التطبيقات الذكية على معلومات حساسة عن المرضى، مثل سجلاتهم الطبية والتشخيصات والعلاجات، ولذا من الضروري توفير نظم أمنية قوية لمنع الوصول غير المصرح به إلى هذه البيانات وتجنب التسريبات، كذلك هناك تحدي جودة البيانات، ويعتمد أداء التطبيقات الذكية والذكاء الاصطناعي على جودة البيانات المستخدمة في تدريبها وتشغيلها، وقد يواجه المطورون تحديات في جمع بيانات كافية ومتوافقة وصحيحة لتدريب النماذج الذكية، ويتعين ضمان جودة البيانات وتجنب التحيزات أو الأخطاء التي يمكن أن تؤثر على دقة النتائج.

وتابع أبوالمجد في تصريحات لـ"جسور بوست"، يثير استخدام التطبيقات الذكية والذكاء الاصطناعي قضايا أخلاقية معقدة، مثل مسائل الشفافية والمسؤولية والتحكم البشري، وهنا يجب تحديد المسؤولية وضمان أن تكون القرارات المتعلقة بالرعاية الصحية مبنية على معايير أخلاقية ومهنية صارمة، ومن الوارد أن يواجه استخدام التطبيقات الذكية والذكاء الاصطناعي مقاومة من بعض المرضى والممارسين الصحيين، وزيادة الوعي وتوعية المستخدمين بفوائد هذه التقنيات وتوضيح كيف يمكن أن تحسن تجربة الرعاية الصحية أمر هاما، وتأخذ التحديات المالية والبنية التحتية حيزا كبيرًا، وقد يكون استخدام التطبيقات الذكية والذكاء الاصطناعي يحتاج إلى استثمارات كبيرة في البنية التحتية والتكنولوجيا والتدريب.

واستطرد، من الضروري توفير موارد مالية كافية لتنفيذ هذه التقنيات وضمان توفرها في الأماكن التي تحتاج إليها بشكل خاص، مثل البلدان النامية، وفي كل الأحوال يعد استخدام التطبيقات الذكية والذكاء الاصطناعي في تحسين الرعاية الصحية من الأهمية بمكان توخي الحذر ومعالجة هذه التحديات بشكل فعال لضمان استفادة مثلى من التقنيات الذكية في مجال الرعاية الصحية وتحسين نتائج المرضى، وهناك العديد من التطبيقات الذكية التي تستخدم في مجال الرعاية الصحية، منها تطبيقات التتبع الصحي، وتسمح هذه التطبيقات للمرضى بتتبع ومراقبة معلومات صحتهم مثل ضغط الدم ومعدل نبضات القلب ومستوى النشاط البدني، يمكن أن تساعد في إدارة الأمراض المزمنة وتعزيز الوعي بالصحة الشخصية، أيضًا تقدم هذه التطبيقات أدوات وتقنيات للمساعدة في إدارة الصحة العقلية والعاطفية. قد تتضمن ميزات مثل محادثات عبر الرسائل النصية مع مستشارين، وتقديم ممارسات الاسترخاء والتأمل، وتتبع المزاج والعواطف، والتطبيقات الخاصة بالتغذية واللياقة البدنية، وتوفر هذه التطبيقات معلومات حول النظام الغذائي والتمارين الرياضية وتتبع السعرات الحرارية والوزن. 

الدكتور كريم أبو المجد

وأتم: يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في تحسين النظام الغذائي واللياقة البدنية وتحقيق أهداف الصحة، والتطبيقات القائمة على الذكاء الاصطناعي تستخدم هذه تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الطبية وتقديم تشخيصات وتوصيات دقيقة، يمكن أن تساعد في تحسين عمليات التشخيص والعلاج وتحسين نتائج المرضى.

هل تحل محل زيارة الطبيب؟

وقال أستاذ أمراض الباطنة والمناعة، الدكتور أشرف عقبة، إن التطبيقات الذكية في مجال الرعاية الصحية تقدم العديد من المزايا والفوائد، ويمكن أن تكون أدوات قيمة لتحسين الوعي الصحي وإدارة الحالة الصحية، ومع ذلك فإنها لا يمكن أن تحل محل الزيارة الشخصية للطبيب في جميع الحالات، ويعتبر التشخيص الدقيق للحالة الصحية أمرًا هامًا، وقد يتطلب تقييمًا شخصيًا من قبل الطبيب المؤهل، وفي بعض الحالات، يمكن أن تساعد التطبيقات الذكية في توفير معلومات مفيدة للطبيب لتقييم الحالة، ولكن قد تحتاج إلى تقييم شخصي من قبل الطبيب لتحديد التشخيص الصحيح، كذلك في حالة التعامل مع حالات طبية معقدة يجب زيارة الطبيب، فتطبيقات الرعاية الذكية قد تكون مفيدة في إدارة الحالات الصحية البسيطة والمزمنة المستقرة، ومع ذلك قد يكون من الضروري استشارة الطبيب شخصيًا في حالات طبية معقدة وحالات الطوارئ والتدخل الجراحي.

وأضاف عقبة، في تصريحات لـ"جسور بوست": لا يمكننا أن نغفل قيمة التواصل الإنساني، ويعد التواصل مع الطبيب أمرًا هامًا لبناء الثقة وتأمين فهم متكامل للحالة الصحية، ويمكن أن يوفر اللقاء الشخصي مساحة للمناقشة والاستفسارات والتوجيهات الشخصية التي قد تكون صعب توفيرها عبر التطبيقات الذكية، كذلك يمكن أن تواجه التطبيقات الذكية قيودًا تقنية وعائقًا في الوصول لبعض الأشخاص، مثل المسنين أو الأفراد ذوي الإعاقة التكنولوجية، وقد يكون من الصعب على هؤلاء الأشخاص استخدام التطبيقات الذكية بنجاح، ما يجعل الزيارة الشخصية للطبيب هي الخيار الأفضل، ويمكن استخدام التطبيقات الذكية لتعزيز الرعاية الصحية الشخصية وتوفير معلومات وأدوات مفيدة، ومع ذلك فإنه من الضروري استشارة الطبيب في الحالات الحرجة أو المعقدة والاعتماد على خبرته وتوجيهاته الشخصية.

الدكتور أشرف عقبة

واستكمل: يمكن الاعتماد على التطبيقات الذكية لإدارة الحالة الصحية في العديد من الحالات من بينها الأمراض المزمنة المستقرة، فإذا كنت تعاني من حالة صحية مزمنة مستقرة مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري، كما يمكنك استخدام التطبيقات الذكية لتتبع المعلومات الصحية الخاصة بك، مثل قياسات ضغط الدم ومستويات السكر في الدم وتتبع الأدوية المستخدمة، نستطيع استخدام التطبيقات الذكية لتتبع المزاج والعواطف وممارسات الاسترخاء والتأمل وتقديم نصائح ودعم نفسي، ويمكن أن تكون مفيدة في إدارة الاكتئاب والقلق والتوتر اليومي.

وأتم: يمكن استخدام التطبيقات الذكية لتوفير نصائح ومعلومات عن الوقاية والعناية الذاتية، مثل التوقف عن التدخين، وتناول الأطعمة الصحية، والحفاظ على النشاط البدني المنتظم، مع ذلك ينبغي أن تتبع التوجيهات الطبية وتستشير الطبيب في ما يتعلق بإدارة حالتك الصحية واستخدام التطبيقات الذكية كأداة مساعدة، والطبيب يمكنه تقديم المشورة المناسبة بناءً على الحالة الصحية الشخصية والتحديات المحددة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية