تغير المناخ والجفاف يحرمان ملايين الأفغان من الحصول على مياه الشرب
تغير المناخ والجفاف يحرمان ملايين الأفغان من الحصول على مياه الشرب
تسبب تغير المناخ وسنوات الجفاف المتكررة في حرمان 21 مليون أفغاني، أي ما يقرب من نصف سكان أفغانستان، من الحصول على المياه الصالحة للشرب، حسب ما ذكر نائب رئيس الوكالة الوطنية لحماية البيئة في أفغانستان عبدالسلام حقاني، وفق وكالة أنباء شينخوا.
وبحسب وكالة أنباء بختار، أوضح "حقاني" أن تغير المناخ يسبب "أضرارًا جسيمة" لكابول بعد عقود من الحرب في البلاد.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، فإن نقص مياه الشرب هو أحد العواقب الواضحة لتغير المناخ في أفغانستان، عانت أفغانستان في عام 2023 من أسوأ موجة جفاف منذ 30 عامًا، ما أدى إلى تدهور حاد في جودة مياه الشرب في 30 مقاطعة من مقاطعات البلاد، ما يعرض غالبية الأفغان لخطر الإصابة بأمراض مختلفة.
وذكرت "أوتشا" أنه بسبب الجفاف الذي طال أمده، جفت 42% من موارد المياه في البلاد، في حين تحولت 75% من الأراضي في المناطق الشمالية والغربية والجنوبية إلى صحراء، ما يعرض الأمن الغذائي في أفغانستان للخطر.
وفي ديسمبر الماضي، وفي تقرير حول التصحر، وصف خبراء الأمم المتحدة أفغانستان والبر الرئيسي لجنوب شرق آسيا وإفريقيا الاستوائية وبعض مناطق جنوب ووسط آسيا، بأنها الأكثر عرضة للجفاف.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
اتفاق تاريخي
وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي.
وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.
ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".