"واشنطن بوست": البيت الأبيض يدافع عن ترشيح أول قاضي استئناف مسلم

"واشنطن بوست": البيت الأبيض يدافع عن ترشيح أول قاضي استئناف مسلم
عديل مانجي

وجه البيت الأبيض انتقادات لاذعة لمعارضين في الكونغرس بشأن اختيار الرئيس الأمريكي جو بايدن أول أمريكي مسلم من أجل تولي منصب قاضٍ في محكمة استئناف.

وكان أعضاء في الكونغرس قد انتقدوا مرشح بايدن، عديل مانجي، بحجة صلاته بمركز لدراسات القانون للأمريكيين المسلمين والعرب والجنوب آسيويين، وهو ما اعتبره البيت الأبيض "قسوة وإسلاموفوبيا وحملة لتشويه السمعة" من أجل الإطاحة بترشيحه. 

ودعا السيناتور عن ولاية ساوث كارولاينا، ليندسي غراهام، الجمهوري الأبرز في لجنة القضاء التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي، الأربعاء، الرئيس الأمريكي إلى سحب ترشيح مانجي، من تولي منصب قاضٍ في محكمة الاستئناف الأمريكية التابعة للدائرة الثالثة والواقعة في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، وفق ما نقلته "واشنطن بوست". 

وزعم غراهام أن المخاوف بشأن ترشيح مانجي للمنصب "لا تقتصر على الجمهوريين في مجلس الشيوخ". 

وفي المقابل، انتقد البيت الأبيض جهود منع ترشيح مانجي، مؤكدا أن بايدن سيواصل دعمه. 

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس، الأربعاء، إن "السيد مانجي الذي عاش الحلم الأمريكي وأثبت نزاهته، يتم استهدافه في حملة خبيثة وباطلة لتشويه سمعته، وذلك فقط لأنه سيدخل التاريخ كأول مسلم يخدم كقاضي استئناف فيدرالي".

ونوه بيتس إلى أن "الديمقراطيين يجب أن يقفوا إلى جانب المؤهلات التي تجعل من أمريكا استثنائية، والتي يجسدها مانجي، وليس القوى المدفوعة بالكراهية والتي تحاول دفع أمريكا إلى الماضي". 

أصل الاتهامات 

ووجه الجمهوريون وعدد من المجموعات المحافظة من بينها "شبكة الأزمة القضائية" (Judicial Crisis Network) اتهامات لمانجي بكونه "معادياً للسامية"، كما أن بعض الديمقراطيين قالوا إنه ضد الشرطة، واتهم الجمهوريون مانجي بأنه شارك آراءه برفقة مشاركين في ندوة استضافها مركز الأمن والعرق والحقوق التابع لكلية روتجرز للقانون، ولكون مانجي مشرّعا ذا خبرة وشريكا في شركة محاماة بنيويورك كان عضوا في مجلس المركز الاستشاري، وفق ما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست".

والندوة التي أثارت الجدل على وجه الخصوص، عقدت في عام 2021، بمناسبة مرور 20 عاما على هجمات الحادي عشر من سبتمبر، حيث استضاف المركز طاولة نقاش مستديرة ضمت عددا من المتحدثين المثيرين للجدل، ولاقى الحدث انتقادات الجمهوريين، كما شارك في ندوة مؤخرا بعنوان "الاحتلال العنيف وعنف المستوطنين الإقطاعي في فلسطين" والذي استضافه المركز بعد أيام فقط من هجوم السابع من أكتوبر الذي شنته حماس على بلدات إسرائيلية. 

وفي جلسة استماع تخص ترشيح مانجي، في 13 ديسمبر، وجه السيناتور الجمهوري عن ولاية أركنساه، توم كوتون، أسئلة للمحامي المدرب في كل من هارفارد وأكسفورد عن آرائه بشأن هجمات السابع من أكتوبر وفيما لو كان أنها كانت مبرَّرة. 

وتسبب هجوم السابع من أكتوبر الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في مقتل ما لا يقل عن 1160 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وردت إسرائيل بحملة قصف أتبعتها بهجوم بري واسع، أسفرا عن مقتل 31923 شخصا وإصابة 74096 بجروح، غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة في القطاع.

وتقدّر إسرائيل أن نحو 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، من بينهم 33 يعتقد أنهم لقوا حتفهم، من بين نحو 250 شخصا اختطفوا في هجوم حماس.

وقال مانجي في جلسة الاستماع في ديسمبر: "أحداث السابع من أكتوبر كانت مروعة، رعب"، مؤكدا أن عضويته في المجلس الاستشاري للمركز لا تعني بأنه يؤيد آراء المشاركين في ندوات المركز أو العاملين فيه. 

وأضاف "الهجمات على المدنيين بغيضة، وتعاكس كل ما أدافع عنه، لا أتحمل أي محاولات لتبرير أو الدفاع عن هذه الهجمات على المدنيين". 

ورغم أن مانجي حظي بتأييد بعض الديمقراطيين مثل السيناتور عن ولاية إلينوي، ديك دوربين، فإنه تعرض لانتقادات أخرى من ديمقراطيين، مثل السيناتور الممثلة عن نيفادا كاثرين كورتيز ماستو، والتي أصبحت أول ديمقراطية أعلنت معارضتها ترشيح مانجي، الثلاثاء. 

ونوهت كورتيز ماستو إلى عضوية مانجي في المجلس الاستشاري لمجموعة متخصصة بالعدالة الجنائية، والتي تدافع عن الأفراد المسجونين وعائلاتهم.

وقالت كورتيز ماستو في بيان: "إن انتماء مانجي إلى تحالف (العائلات من أجل العدالة) أمر مقلق للغاية"، مضيفة "قامت هذه المنظمة برعاية زمالة باسم كاثي بودين، وهي عضو في المنظمة الإرهابية المحلية 'Weather Underground'، ودعت إلى إطلاق سراح الأفراد المدانين بقتل ضباط الشرطة. لا أستطيع دعم هذا المرشح". 

ونوهت "واشنطن بوست" إلى أنه إذا عارض جميع أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين وكورتيز ماستو تثبيته، فسيحتاج المحامي إلى دعم الخمسين المتبقين من الديمقراطيين والمستقلين في مجلس الشيوخ حتى يتم تثبيته. 

وقد أثار مانجي انتقادات من أكثر من 12 منظمة لإنفاذ القانون.

وقالت اللجنة اليهودية الأمريكية في بيان: "تم استجواب مانجي بقوة بذريعة واهية حول آرائه بشأن إسرائيل والإرهاب ومعاداة السامية، ما حوّل هذه القضايا الخطيرة إلى أداة للهجوم الحزبي". 

وأكدت أنه "يجب على المسؤولين المنتخبين أن يلعبوا دورا قياديا في تهدئة المخاوف من وضد الأقليات الدينية الأمريكية، مثل اليهود والمسلمين، وليس إثارتها".

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية