خبراء: النظام الصحي في ألمانيا لن يعمل بدون أطباء أجانب
خبراء: النظام الصحي في ألمانيا لن يعمل بدون أطباء أجانب
أكد خبراء أنه لا غنى عن الأطباء القادمين من الخارج لتشغيل النظام الصحي في ألمانيا.
وقالت نائبة رئيس غرفة الأطباء الألمانية، إلين لوندرشاوزن: "بدون أطباء من الخارج، لا يمكننا الحفاظ على نظام الرعاية الصحية لدينا بالمعايير الحالية" وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
وقالت نائبة رئيس جمعية المستشفيات الألمانية، هنريته نيوماير، إن هناك حاجة إلى هؤلاء الأطباء بشكل خاص في ولايات شرق ألمانيا، وأضافت: "لولا هجرة الأطباء لانخفضت عروض الرعاية الصحية هناك".
وسلطت 200 منظمة وجمعية طبية الضوء على أهمية المهاجرين لنظام الرعاية الصحية، وجاء في بيان نشر مؤخرا من أجل الديمقراطية والتعددية أن "الرعاية الطبية والتمريضية في ألمانيا لا يمكن ولن تستغني عن مساهمتها".
وبحسب أرقام غرفة الأطباء الألمانية، يعمل في ألمانيا 64 ألف طبيب يحملون جوازات سفر أجنبية، ويعمل نحو 80% منهم في المستشفيات، وتفترض الغرفة أنهم يعملون "بشكل فوق المتوسط في كثير من الأحيان" في مستشفيات صغيرة وخارج المناطق الحضرية.
وفي ولاية تورينجن وحدها، وفقا لأرقام غرفة الأطباء الإقليمية هناك، ينحدر نحو 25% من أطباء المستشفيات من الخارج، والنسبة مرتفعة بالمثل في ولايات أخرى بشرق ألمانيا.
وإجمالا يعمل في ألمانيا نحو 421 ألف طبيب في المستشفيات والعيادات والمؤسسات البحثية والسلطات.
تتمتع ألمانيا بواحد من أفضل أنظمة الرعاية الصحية في العالم وهو ما تم إثباته إلى حد بعيد خلال جائحة كورونا حينما عانت العديد من الدول في العالم، حتى المتقدمة منها، من صعوبات في تقديم الرعاية الصحية الكافية لمواطنيها بينما استطاع النظام الصحي في ألمانيا من تجاوز الجائحة بل وتقديم المساعدة لعدد من الدول الأوروبية من خلال استقبال وتقديم الرعاية الصحية للعديد من المرضى من هذه الدول في المستشفيات الألمانية.
يتميز نظام الرعاية الصحية الألماني بالعديد من العناصر المتنوعة بداية من عدد الأطباء والمستشفيات مرورا بكليات الطب المتنوعة ومراكز الأبحاث الطبية وانتهاءً بصناعة الأدوية والمستحضرات الصيدلانية وصناعة المعدات والتجهيزات الطبية.
لا يعتمد نظام الرعاية الصحية في ألمانيا على عدد المنشآت أو المباني وحجمها بقدر ما يعتمد على العنصر البشري من الأطباء والطبيبات والممرضين والممرضات والباحثين والباحثات، وفي هذا الجانب تحقق ألمانيا مراكز متقدمة على المستوى الأوروبي والعالمي.
فمن ناحية عدد الأطباء العاملين سجلت الجمعية الطبية الألمانية حوالي 421.300 طبيب وطبيبة عاملين في جميع أنحاء ألمانيا في نهاية عام 2022م، ويؤشر هذا العدد من الأطباء إلى استمرار الارتفاع في عدد الأطباء في السنوات الأخيرة، فبالمقارنة مع العام 1990م، عام تحقيق الوحدة الألمانية، ارتفع عدد الأطباء العاملين بأكثر من 65 في المئة، وهو ما يعني أيضًا ازدياد كثافة الأطباء في ألمانيا بشكل مستمر في السنوات والعقود الأخيرة، حيث بلغ المعدل الوطني في عام 2022م، لعدد الأطباء مقارنة بعدد السكان إلى وجود طبيب لكل 198 مقيمًا في ألمانيا، أي أكثر من ضعف المعدل المسجل في عام 1980م.
ويعمل هؤلاء الأطباء، بحسب بيانات مكتب الإحصاء الاتحادي نهاية العام 2022م، في 1893 مستشفى، إلى جانب ما يقرب من 99658 عيادة طبية بحسب بيانات الاتحاد الألماني لأطباء التأمين الحكومي (KBV). بالإضافة إلى ذلك بلغ إجمالي الطلاب المسجلين لدراسة الطب البشري في ألمانيا في العام الدراسي 2022/2023م، 108.130 طالبًا، منهم 69.597 طالبة، يدرسون في 36 جامعة حكومية وأربع جامعات خاصة داخل ألمانيا.