لفشلها في معالجة أزمة المناخ.. إدانة سويسرا بانتهاك حقوق الإنسان
لفشلها في معالجة أزمة المناخ.. إدانة سويسرا بانتهاك حقوق الإنسان
أصدرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في ستراسبورغ حكمًا تاريخيًا، اليوم الثلاثاء، حيث قضت بأن فشل سويسرا في معالجة أزمة المناخ بشكل كافٍ يشكل انتهاكًا لحقوق الإنسان، ويقول الخبراء إنه يمكن أن يكون له صدى في مختلف بلدان العالم.
وسلمت المحكمة في فرنسا أحكاما في 3 قضايا منفصلة تتعلق بالمناخ، واحدة تم رفعها من قبل أكثر من 2000 امرأة سويسرية ضد بلادهن، والتي جادلن فيها بأن موجات الحرارة التي أشعلها تغير المناخ قد قوضت صحتهن وجودة الحياة وعرضتهن لخطر الوفاة.
ورأت المحكمة أن الحكومة السويسرية، انتقصت بعض حقوق النساء بالفشل في تحقيق أهداف سابقة للحد من التلوث المسبب للتلوث البيئي.
أما الادعاءات الأخرى فقد رفعها رئيس بلدية ضد الحكومة الفرنسية، وثالثة أقامها ستة شباب في البرتغال ضد 32 دولة أوروبية، وحكم بعدم قبول هذين الادعاءين.
وجادلت القضايا الثلاث بأن فشل الحكومة في الحد بشكل كاف من التلوث الناجم عن ارتفاع حرارة الكوكب سبب لهم الضرر، بما في ذلك انتهاك حقوقهم في الحياة ورفاهتهم وصحتهم العقلية.
وقالت شبكة “سي إن إن”، إن هذه الدعاوى القضائية تمثل المرة الأولى التي تحكم فيها المحكمة في قضايا المناخ، ولا يوجد حق الاستئناف والأحكام الملزمة قانونا.
وفي حين أن الحكم لن ينطبق إلا على سويسرا، فإن الخبراء يقولون إن هذه القضية يمكن أن تعزز قضايا المناخ الأخرى القائمة على حقوق الإنسان المعلقة أمام المحاكم الدولية، ويمكن أن تفتح أبواباً هائلة لقضايا مماثلة في المستقبل.
قضية التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
اتفاق تاريخي
وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.
وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.
ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".