الأمم المتحدة تدعو جوبا لسحب قواتها من منطقة أبيي المتنازع عليها

الأمم المتحدة تدعو جوبا لسحب قواتها من منطقة أبيي المتنازع عليها

دعا قائد عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتّحدة، جان-بيار لاكروا، الثلاثاء، حكومة جنوب السودان إلى سحب قواتها من منطقة أبيي المتنازع عليها مع السودان، محذّراً من أن بقاء هذه القوات يهدّد بـ"تأجيج التوتّرات" في المنطقة.

وقال لاكروا خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، "نحن قلقون للغاية بسبب وجود قوات أمنية تابعة لجنوب السودان في جنوب أبيي منذ أكتوبر 2022 ونشر جنوب السودان قوات مسلّحة إضافية في أواخر مارس وأوائل أبريل من هذا العام"، وفق وكالة فرانس برس.

وأمام مجلس الأمن الدولي، أكّد لاكروا، أنّ وجود وحدات من جيش جنوب السودان في هذه المنطقة "ينتهك" اتفاق 2011 الذي نصّ على أن تكون أبيي منطقة منزوعة السلاح.

وشدّد المسؤول الأممي على أنّ وجود هذه القوات في أبيي "يثير الخوف وقد أدّى إلى انتهاكات متعدّدة لحرية تنقل قوة الأمم المتحدة المؤقتة في أبيي، ممّا يحدّ من قدرات (بعثة الأمم المتحدة) على تنفيذ مهمتها المتمثّلة في حماية المدنيين".

وأضاف لاكروا "إذا لم يتمّ اتّخاذ أيّ إجراء فإنّ وجود (وحدات من جيش جنوب السودان) في أبيي يمكن أن يؤجّج التوترات في منطقة تواجه أساساً انقسامات سياسية عميقة".

ودعا قائد قوات حفظ السلام الأممية "حكومة جنوب السودان إلى سحب كلّ قواتها من أبيي في أسرع وقت ممكن".

النزاع في منطقة أبيي

منطقة أبيي هي منطقة تاريخية متنازع عليها تقع على الحدود بين السودان وجنوب السودان، وتشتهر هذه المنطقة بثرواتها النفطية والزراعية، ولكنها أيضًا مصدر للتوتر والنزاع بين السودان وجنوب السودان.

تاريخياً، كانت منطقة أبيي جزءًا من إقليم كردفان الجنوبية في السودان. ولكن بعد استفتاء استقلال جنوب السودان في عام 2011، طُرحت قضية تحديد مصير منطقة أبيي، وقد شهدت المنطقة نزاعات مسلحة بين القوات السودانية والقوات الجنوب سودانية، حيث يطالب كل من البلدين بالسيطرة على المنطقة وثرواتها الطبيعية.

في عام 2009، تمت المصادقة على اتفاقية تسوية أبيي، والتي كانت تنص على إجراء استفتاء لتحديد ما إذا كانت المنطقة ستنتمي إلى السودان أم جنوب السودان، ولكن عدم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن الشروط المسبقة للتصويت أدى إلى تجاهل الاستفتاء، مما أثار المزيد من التوترات.

تصاعدت التوترات في منطقة أبيي في مايو 2011، واندلعت معارك عنيفة بين القوات السودانية والجنوب سودانية، مما أدى إلى نزوح الآلاف من السكان وتدمير المدن والبنية التحتية. في النهاية، استعادت القوات السودانية السيطرة على المنطقة.

منذ ذلك الحين، ومع استمرار النزاعات وعدم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن حكم منطقة أبيي، استمر التوتر في المنطقة، وعلى الرغم من وجود بعض الاتفاقيات الهدنة والتهدئة بين السودان وجنوب السودان، فإن القضية ما زالت قائمة وتشكل تحديًا للعلاقات بين البلدين.

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية