مبعوث أممي: تغيرات المناخ أثرت سلباً على الإنتاجية الزراعية ونقص المياه عالمياً
مبعوث أممي: تغيرات المناخ أثرت سلباً على الإنتاجية الزراعية ونقص المياه عالمياً
أكد الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لأجندة التمويل 2030، أنه حتى تدشين مؤتمر المناخ في شرم الشيخ "كوب 27"، كانت الموضوعات المرتبطة بالتكيف مع تغيرات المناخ مهملة عملياً ولكن بدأنا في مصر وعلى مستوى العالم صفحة جديدة بالاهتمام بالأبعاد المرتبطة بالتكيف مع تغيرات المناخ بعد هذا المؤتمر.
وأوضح محيي الدين في كلمته خلال المؤتمر الدولي الثاني للبيئة والمناخ، الذي تنظمه جامعة النيل أن أجندة شرم الشيخ للعمل المناخي شملت عدة أمور مرتبطة بالمياه والنظم الزراعية والنظم الغذائية.
وأكد أن هناك ارتباطاً متبادلا بين المجالات الخاصة بالمياه والأرض والزراعة، والجديد هو حماية هذه المجالات من الاعتداء عليها والحفاظ على مساراتها المستدامة.
وقال المبعوث الأممي إن العمل على حماية هذه المجالات يتطلب تمويلاً ضخماً والاستفادة من المعارف والتكنولوجيا، لافتا إلى أن التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة وكافة المنظمات المعنية تؤكد أن الغذاء في خطر وأن تغيرات المناخ أثرت سلبا على الإنتاجية الزراعية وساهمت في تدهور الأراضي الزراعية ونقص المياه.
وأوضح محيي الدين أن هناك مشكلة في توفير التمويل اللازم، فما هو متاح من تمويل للعمل المناخي في النظم الزراعية والغذائية لا يتجاوز نصيبه 4% من إجمالي التمويل المتاح للتغير المناخي، كما أن هناك تراجعاً في التمويل التنموي المرتبط بالتغير المناخي وتأثيره في المجال الزراعي بما يتجاوز 10% في السنوات الأخيرة.
وفي ما يتعلق بقطاع المياه في مصر والدول العربية وفي إفريقيا فإنها تعاني من شح في المياه وتراجع في نصيب الفرد من المياه الصالحة للشرب، بالإضافة إلى تعرض بعض المناطق للجفاف إفريقياً وعربياً، وهذا يتطلب استخدام العلم والاستثمارات الضخمة في البنية الأساسية وحماية مصادر المياه واستخدام التكنولوجيا الحديثة، والاستثمارات الضخمة في مجالات تحلية المياه.
وأكد أن هناك خمسة مجالات هي الغذاء والزراعة والمياه والطبيعة وحماية الشواطئ والتنمية الحضرية، تتطلب حسن التخطيط والتمويل، لافتا إلى أهمية زيادة القدرات في البلدان النامية وزيادة الانتاج الزراعي بما لا يقل عن 17% وتقليل الانبعاثات بما لا يقل عن 20% وإلا سوف ندخل في مسارات تزيد معاناة المجتمعات والبنية من الخسائر والأضرار.
قضية التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
اتفاق تاريخي
وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.
وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.
ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".