اغتيال ناشط بيئي مدافع عن الأمازون في البيرو

اغتيال ناشط بيئي مدافع عن الأمازون في البيرو

عُثر يوم الأحد على جثة ناشط بيئي كان يناضل ضد إزالة الغابات في منطقة الأمازون في البيرو، بعد أسابيع من فقدانه، وفق ممثلين عن مجتمعات السكان الأصليين قالوا إنه تعرّض لعملية "اغتيال".

وعُثر على جثة ماريانو إيساكاما الأحد على ضفاف نهر يوراك، في مقاطعة أغوايتيا بمنطقة أوكايالي، على بعد 500 كيلومتر شرق العاصمة ليما، بعد 23 يوماً على فقدانه، وفق وكالة فرانس برس.

وقال ويلي بينو، ممثل اتحاد السكان الأصليين في مجتمعات كاكاتايبو (فيناكوكا)، خلال مؤتمر صحفي "عُثر يوم (الأحد) على أخينا من السكان الأصليين مقتولاً، لنكن واضحين، لقد تعرّض للاغتيال".

وقال خامر لوبيس، من الرابطة العرقية لتنمية الغابة البيروفية "نجدد الطلب إلى السلطات إجراء التحقيقات اللازمة وتوضيح الحقائق، لأننا بحاجة إلى الشفافية".

وأعلنت النيابة العامة والشرطة فتح تحقيق في الحادثة.

كذلك، أعلن ويلي بينو أن المجتمعات الأصلية في المنطقة تعتزم التسلّح للدفاع عن نفسها من مزارعي الكوكا المرتبطين بعصابات تهريب المخدرات.

وقال "بما أن الدولة لا تقوم بواجبها، فإن أمة كاكاتايبو ستبدأ في الدفاع عن نفسها".

وفي ديسمبر، قُتل بنجامين فلوريس ريوس، أحد قادة مجتمعات كاكاتايبو، داخل منزله.

وتُعرّض زراعة أوراق الكوكا لإنتاج الكوكايين، وأنشطة التعدين غير القانوني التي تشكّل مصدراً لإزالة الغابات، الشعوب الأصلية في غابات الأمازون لأعمال عنف ترتكبها جهات ضالعة في عمليات الاتجار غير القانوني.

وقُتل ما لا يقل عن 54 من المدافعين عن البيئة في البيرو منذ عام 2012، أكثر من نصفهم من السكان الأصليين، بحسب منظمة "غلوبال ويتنس" غير الحكومية.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري لقد حان عصر (الغليان العالمي)".


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية