غزة.. دورة لا نهائية من النزوح بسبب الأعمال العدائية وأوامر الإخلاء المتكررة

غزة.. دورة لا نهائية من النزوح بسبب الأعمال العدائية وأوامر الإخلاء المتكررة

أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن الأعمال العدائية المستمرة وأوامر الإخلاء المتكررة تتسبب في دورة لا نهائية من النزوح وتجعل من الصعب، بشكل متزايد، على الناس الحصول على المساعدات الإنسانية التي يحتاجون إليها للبقاء على قيد الحياة، بعد 10 أشهر من الحرب.

ويوضح المكتب الأممي كمثال على ذلك أنه عندما يضطر الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في غزة إلى الفرار فجأة، يكون من الصعب للغاية على الشركاء في المجال الإنساني مراقبة ومتابعة تقديم الخدمات الضرورية لهم، بينما يصعب على الأسر النازحة حمل لوازم الوقاية من سوء التغذية وعلاجه، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

كما أن النزوح المتكرر -إلى جانب انعدام الأمن والقيود المفروضة على الوصول والتحديات الأخرى- يعيق الكشف المبكر عن الأطفال والنساء الذين يحتاجون إلى خدمات التغذية. هذه العوامل تحد أيضا من قدرة الشركاء على توسيع نطاق وجودهم التشغيلي وتخزين الإمدادات المنقذة للحياة.

وأكد المكتب الأممي التزام الأمم المتحدة وشركائها في المجال الإنساني في غزة بتقديم المساعدة الحيوية إلى الناس في جميع أنحاء القطاع حيثما ومتى أمكن ذلك، ويواصل الشركاء العاملون في مجال الاستجابة للمأوى في غزة رصد حركة واحتياجات الأشخاص المشردين حديثا في دير البلح وخان يونس وتقديم الدعم اللازم. ومنذ 22 يوليو، قدم الشركاء مئات الخيام للأسر النازحة في جنوب ووسط وشمال غزة.

وفي الوقت نفسه، وصل 48 من شركاء الأمم المتحدة العاملين في مجال الاستجابة الصحية في غزة إلى أكثر من ربع مليون شخص، في جميع أنحاء القطاع، منذ 22 يوليو الماضي. هناك أيضا أكثر من اثني عشر فريقا طبيا للطوارئ يدعمون العاملين في مجال الرعاية الصحية المحليين، منها ثلاثة فرق في شمال غزة.

ومع ذلك، يقول مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن استمرار الأعمال العدائية والقصف تسبب في العديد من الحوادث والإصابات الجماعية خلال الأسابيع الأخيرة، مما أدى إلى إجهاد قدرة المنظمات الإنسانية على الاستجابة لحالات إصابات الرضوح وحالات الطوارئ.. كما أن سوء حالة المياه والصرف الصحي والنظافة -إلى جانب الاكتظاظ- يؤدي أيضا إلى تفشي الأمراض.

وقالت منظمة الصحة العالمية اليوم إنها تعمل مع اليونيسف ووزارة الصحة على مجموعة من الإجراءات، بما فيها حملات التطعيم ضد شلل الأطفال، في أعقاب اكتشاف سلالة من فيروس شلل الأطفال من النوع 2 في غزة. على الرغم من عدم اكتشاف أي حالات سريرية، فإن الخطر على الأطفال لا يزال مرتفعا، "ويجب أن نتحرك بسرعة لمنع انتشار الفيروس واحتوائه".

الوضع في الضفة الغربية

وبالانتقال إلى الضفة الغربية، أفاد أحدث تقرير لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية باستمرار قتل وتهجير الفلسطينيين وهدم منازلهم وتدمير البنية التحتية العامة التي يعتمدون عليها.

وفقا للتقرير، قتلت القوات الإسرائيلية 16 فلسطينيا -بينهم طفلان- تسعة منهم بغارات جوية، وأصيب 56 آخرون، في الفترة بين 30 يوليو و5 أغسطس. وخلال الفترة نفسها، شن مستوطنون إسرائيليون أيضا أكثر من عشرين هجوما على فلسطينيين، ما تسبب في وقوع إصابات وإلحاق أضرار بالممتلكات. 

الحرب على غزة

وتشن إسرائيل هجوما جويا وبريا على غزة منذ أكتوبر الماضي، وتعهدت بتدمير حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) بعد أن شن مسلحون من الحركة في السابع من أكتوبر 2023 هجوما أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص، أغلبهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

فيما أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، إلى مقتل أكثر من 39 ألف شخص في القطاع، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 90 ألف جريح، وأغلب الضحايا نساء وأطفال، وفقا للسلطات الصحية في غزة وتُجرى حاليا مفاوضات لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين في ظل أزمة إنسانية حادة يعيشها سكان القطاع جراء الحرب. 

وتتجاهل تل أبيب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإنهاء الحرب فوراً وأمر محكمة العدل الدولية باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية