"واشنطن بوست": "ترامب" يتهم حملة "هاريس" بتزوير صور باستخدام الذكاء الاصطناعي

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" أنه في الأيام التي أعقبت إعلان الرئيس جو بايدن أنه سيتنحى عن منصب المرشح الديمقراطي، روج أصحاب نظريات المؤامرة والمؤثرون من أقصى اليمين لعدد من الأكاذيب التي تستهدف حملة كامالا هاريس.

وأكدت الصحيفة أن تكرار الرئيس السابق دونالد ترامب للادعاءات الكاذبة حول حجم الحشد والصور، من خلال منشورات متعددة على منصة Truth Social الخاصة به، يعد تصعيدًا ملحوظًا، حيث زعم "زوراً" على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأحد أن الحشد في تجمع جماهيري في ميشيغان لنائبة الرئيس كامالا هاريس الأسبوع الماضي لم يكن موجودًا، بقوله "لم يكن هناك أحد" وأن صور الحدث تم فبركتها بواسطة الذكاء الاصطناعي.

وكتب المرشح الجمهوري للرئاسة على وسائل التواصل الاجتماعي: "لم يكن هناك أحد في الطائرة، وقد "أجرت" عليها "الذكاء الاصطناعي"، وأظهرت "حشدًا" هائلاً من المتابعين المزعومين، لكنهم لم يكونوا موجودين!".

وتابع ترامب، "إنها غشاشة لم يكن لديها أحد ينتظر، وبدا "الحشد" وكأنه 10000 شخص! ونفس الشيء يحدث مع "حشودها" المزيفة في خطاباتها.. هذه هي الطريقة التي يفوز بها الديمقراطيون بالانتخابات، عن طريق الغش".

كان هناك في الواقع آلاف الأشخاص متجمعين عندما وصلت الطائرة إلى المطار، ولا يوجد دليل على أن المؤسسات الإخبارية عدلت الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي. لا يوجد أيضًا دليل على أن "هاريس"، أو الديمقراطيين على نطاق أوسع، قد غشوا للفوز بالانتخابات، على الرغم من مزاعم ترامب الكاذبة المتكررة بأن الانتخابات الرئاسية لعام 2020 كانت "مزورة".

أعرب كبير المستشارين لكامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية، ديفيد بلوف، عن قلقه على موقع “X”، بشأن تعليقات ترامب.

تم بث الحدث الأسبوع الماضي في مهبط طائرات في مطار ديترويت مباشرة، وحضره على نطاق واسع وسائل الإعلام بما في ذلك "واشنطن بوست"، ونشر العديد من الحاضرين صورهم ومقاطع الفيديو الخاصة بهم التي تظهر مكانًا مزدحمًا.

قدرت وكالة الأنباء المحلية MLive أن 15000 شخص ملؤوا مهبط الطيران وأن الكثير من الحاضرين كانوا على المدرج.

وغردت مالوري ماكمورو، عضو الهيئة التشريعية لولاية ميشيغان التي كانت في الحدث، بالصور، مشيرة إلى أنه "يمكنك فقط رؤية حشود الناس في الخارج".

وفي يوم الأحد، رفضت حملة هاريس تعليقات ترامب، وكتبت على موقع التواصل الاجتماعي (X)، "هذه صورة حقيقية لحشد من 15000 شخص في هاريس-والز في ميشيغان".

ووفقا لـ"واشنطن بوست"، ركز "ترامب"، لسنوات على حجم الحشد كمقياس للنجاح، ولجأ مرارًا وتكرارًا إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتفاخر بحجم الحشد الذي يمكنه استقطابه، وفي الأسبوع الماضي أكد في مؤتمر صحفي أنه "لا أحد تحدث إلى حشود أكبر مني".

وكان "ترامب" قد زعم سابقًا أن الجمهور الذي حضر خطابًا ألقاه في واشنطن في 6 يناير 2021، وهو اليوم الذي اقتحم فيه حشد مبنى الكابيتول الأمريكي، تجاوز عدد الحاضرين لخطاب مارتن لوثر كينج جونيور "لدي حلم" على الرغم من الأدلة الفوتوغرافية التي تثبت عدم حدوث ذلك.

وتعرض "ترامب" بانتظام لتحديات من قبل مدققي الحقائق وجماعات المعارضة لرفع مستوى الادعاءات المشوهة، وتكرار الشائعات التي لا أساس لها من الصحة على أنها حقائق، أو التمسك بنظريات المؤامرة، خاصة عندما يكون تحت التهديد السياسي.

وفي عام 2016، ادعى زوراً أن الرئيس باراك أوباما لم يولد في الولايات المتحدة ولم يلتحق بجامعة كولومبيا، وأن ضرائب ترامب خضعت للتدقيق لأنه مسيحي، وأن اللقاحات مرتبطة بالتوحد وأن تغير المناخ خدعة.

في عام 2020، رفض الدعوة إلى ارتداء الأقنعة أثناء جائحة فيروس كورونا، وروج لمزاعم لا أساس لها من الصحة حول المخاطر المزعومة.

ولاحظ فريق مدققي الحقائق في صحيفة واشنطن بوست في يناير 2021 أنه سجل "30573 كذبة خلال فترة رئاسته، بمعدل حوالي 21 ادعاءً خاطئًا في اليوم".

كما أصبح تركيز ترامب على حجم الحشود شيئًا استخدمته حملة هاريس للسخرية من ترامب، بينما تتفاخر في نفس الوقت بحشودها.

وفي تجمع جماهيري أقيم ليلة الجمعة مع هاريس، ألقى تيم والز المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس، نظرة على جمهور في أريزونا قدر الديمقراطيون عدده بأكثر من 15 ألف شخص، وقال مازحا: "لا أحد يهتم بأحجام الحشود أو أي شيء من هذا القبيل".

وفي عصر يوم الأحد، أصدرت حملة هاريس بيانا وصفت فيه حشدا من "أكثر من 12 ألف شخص من سكان نيفادا" في تجمع جماهيري أقيم خلال عطلة نهاية الأسبوع -“أحد أكبر التجمعات السياسية في التاريخ السياسي الحديث لولاية نيفادا”- ثم وصفت الجماهير السابقة بأنها تضم ​​"أكثر من 14 ألف شخص في فيلادلفيا، وأكثر من 12 ألف شخص في أو كلير، وأكثر من 15 ألف شخص في ديترويت وأريزونا".

وفي حدث لجمع التبرعات في سان فرانسيسكو يوم الأحد، بدا أن هاريس تعالج اتهامات ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل غير مباشر.

وقالت هاريس إن الطاقة البشرية في جميع أنحاء البلاد "لا يمكن إنكارها"، مضيفة: "الصحافة وخصومنا يحبون التركيز على حجم حشدنا، ونعم الحشود كبيرة"، ولكن الأفضل من ذلك، كما قالت، أن الحاضرين يسجلون في نوبات تطوعية بالآلاف.