«تغير المناخ».. الأنهار الجليدية السويسرية تفقد 2.4% من حجمها
«تغير المناخ».. الأنهار الجليدية السويسرية تفقد 2.4% من حجمها
تواجه الأنهار الجليدية السويسرية تحديًا كبيرًا حيث فقدت 2.4% من حجمها هذا العام، رغم تساقط كميات كبيرة من الثلوج في الشتاء الماضي.
وحذر مدير شبكة المسح الجليدي السويسرية (غلاموس) ماتياس هاس، في بيان له الثلاثاء من أن الأنهار الجليدية "على وشك الاختفاء"، ما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة تغير المناخ، وفق فرانس برس.
تغيرات مناخية مقلقة
تشير الدراسات إلى أن السنة الهيدرولوجية الحالية كانت استثنائية، حيث شهدت الأنهار الجليدية في سويسرا ذوبانًا كبيرًا، على الرغم من أن التراجع هذا العام كان أقل حدة مقارنة بالعامين السابقين منوهة إلى تأثير الصيف الحار والغبار الصحراوي بالسلب على الأنهار الجليدية.
أسباب الذوبان المتسارع
تشير الأبحاث إلى أن عدة عوامل تسهم في هذا الذوبان، منها درجات الحرارة المرتفعة في شهري يوليو وأغسطس، وانخفاض تساقط الثلوج في الصيف، وتأثير الغبار الصحراوي الذي يسرع من عمليات الذوبان. يوضح هاس أن تأثير هذه العوامل يمكن أن يزيد من معدلات الذوبان بنسبة تصل إلى 20%.
أهمية التحرك الفوري
إن تراجع الأنهار الجليدية يؤثر بشكل مباشر على الموارد المائية، ما يستدعي استجابة عاجلة.
تشير الدراسات إلى أن الأنهار الجليدية لم تعد قادرة على توفير المياه الذائبة بكميات كبيرة للمناطق المحيطة بها. في ضوء هذه التحديات، يُظهر الوضع ضرورة اتخاذ إجراءات فورية للتصدي لتغير المناخ، ليس فقط للحفاظ على البيئة، بل لضمان استدامة الموارد المائية في المستقبل.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وسبق أن حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
وتضاعف عدد الكوارث تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030، وفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث.