ليست آمنة.. نيويورك تايمز: مدارس غزة تحولت إلى ملاجئ للنازحين

ليست آمنة.. نيويورك تايمز: مدارس غزة تحولت إلى ملاجئ للنازحين

يعكس الوضع في قطاع غزة الفلسطيني، واقعًا مأساويًا مليئًا بالصدمات والتحديات التي يواجهها الأطفال والمعلمون في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة. 

تتجلى معاناة الشعب الفلسطيني في شهادات مؤلمة، منها شهادة الكاتب والشاعر الفلسطيني مصعب أبو توهة، الذي عايش الأثر المدمر للصراع على التعليم والأجيال الشابة في غزة، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".

قبل اندلاع الحرب، قضى أبو توهة خمس سنوات في تدريس اللغة الإنجليزية لطلاب المدارس المتوسطة في غزة. 

يعبر عن صدمته من فكرة العودة للتدريس في المدارس التي شهدت فصولها معاناة الطلاب خلال العام الماضي، حيث كان العديد منهم ينامون على الأرضيات بحثًا عن ملجأ من القصف. 

يقول أبو توهة: “لم يكن هؤلاء الأطفال يتعلمون الرياضيات أو اللغة.. كانوا يتعلمون أسماء الأحياء في غزة حيث تم قصف كل منها”.

تحويل المدارس إلى ملاجئ

في جميع أنحاء غزة، تحولت مئات المدارس إلى ملاجئ للنازحين، وذكرت السلطات الصحية أن القوات الإسرائيلية هاجمت العديد من هذه المدارس، مما أسفر عن مقتل المئات. في حادثة مؤلمة، أصابت غارة جوية مدرسة في مخيم النصيرات للاجئين، مما أسفر عن مقتل 18 شخصًا، في تكرار مأساوي لما عانته هذه المؤسسات التعليمية.

يؤكد أبو توهة أن الأطفال الفلسطينيين في غزة لا يعانون فقط من فقدان التعليم، بل أيضًا من فقدان العائلات والأحباء. 

وجراء الحرب، فقد الآلاف حياتهم، وفقد آخرون أجزاء من أجسادهم أو حتى أفراد أسرهم، ويستخدم الأطباء في غزة اختصار "W.C.N.S.F" للدلالة على "الطفل الجريح، وليس لديه أسرة على قيد الحياة".

تحديات تواجه المعلمين

يتساءل أبو توهة: "كيف يمكن لمعلم أن يعود لتدريس الأطفال في أماكن كانت مناطق موت ومعاناة؟". 

يتحدث عن غياب الدعم النفسي للمعلمين الذين تعرضوا لصدمات شديدة، والذين ربما فقدوا أحباءهم أو أصيبوا في الصراع. 

ويعبر عن قلقه من أن الصدمة ستؤثر على الأجيال القادمة، حيث إن "في غزة لا يوجد وقت بدون صدمة".

يستذكر أبو توهة كيف لجأ مع عائلته إلى فصل دراسي في مخيم جباليا، حيث عاشوا مع عائلات أخرى في ظروف قاسية، قائلا "لم تكن هناك سبورة، لأن أجزاء منها كانت تستخدم لإشعال النار في الطهي".

ويتذكر أبو توهة ما حدث، قائلًا إن الحياة في فصل دراسي تشبه العيش في غرفة فندق، ولكنه يشير إلى أن العيش في خيام في حرم مدرسة يمثل واقعًا أكثر قسوة.

نداء إنساني وسط التحديات

تواجه غزة تحديات ضخمة، حيث فقد نحو 625 ألف طفل عامًا دراسيًا كاملًا بسبب الحرب، ورغم جهود الأونروا لبدء العام الدراسي الجديد داخل الملاجئ، يبقى هذا الجهد بلا جدوى في ظل استمرار القصف. 

يتمنى أبو توهة أن يتمكن الأطفال من الحصول على فرص أفضل، مثل تلك التي يتمتع بها الأطفال في أمريكا، مشددًا على ضرورة توفير الطعام الصحي، المياه النظيفة، والمكان الآمن للنوم.

يمثل الوضع الحالي في غزة مأساة إنسانية عميقة تستدعي تدخل المجتمع الدولي. يحتاج أطفال غزة إلى دعم فوري لتجاوز الصدمات التي تعرضوا لها ولإعادة بناء مستقبلهم. 

في ظل هذه الظروف القاسية، يبقى الأمل في تحقيق السلام وضمان حقوق الأطفال في التعليم والحياة الكريمة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية