ضمن مبادرة لليونيسف.. رحيمة تتجاوز محنتها بتعليم اللاجئات في مخيمات الروهينغا
ضمن مبادرة لليونيسف.. رحيمة تتجاوز محنتها بتعليم اللاجئات في مخيمات الروهينغا
واجهت رحلة رحيمة التعليمية توقفًا مفاجئًا عندما اضطرت للهروب من منزلها في عام 2017، لتصل إلى مخيمات اللاجئين في بنغلاديش.
حرمت رحيمة، التي منعت من الخروج بمفردها بعد وصولها سن البلوغ، من متابعة دراستها، حيث قرر والدها تزويجها سريعًا بعد بلوغها 18 عامًا.
تقول رحيمة، البالغة من العمر 20 عامًا، وهي تتذكر طفولتها: "درست في ميانمار حتى الصف الثالث الابتدائي، ولم تتح لي الفرصة لمواصلة دراستي منذ بدء دورتي الشهرية".
الزواج المبكر وتأثيره
تزوجت رحيمة في سن مبكرة، وفي غضون عام من زواجها، تزوج زوجها من أخرى، مما تركها محطمة عاطفياً.
وتواجه الفتيات المراهقات في مخيمات الروهينغا، العديد من الحواجز التي تحول دون تعلمهن، مثل إحجام الآباء عن إرسال بناتهم إلى الفصول الدراسية بمجرد بلوغهن سن البلوغ، بالإضافة إلى التحرش في الشوارع وبعد المسافات بين المنازل ومرافق التعلم.
عاشت رحيمة مع والدتها، وقضت معظم أيامها في المنزل حتى علمت بوجود وظيفة تطوعية لدعم الفتيات في مركز تعليمي قريب.
بدأت اليونيسف وشركاؤها في تقديم دروس منفصلة للفتيات المراهقات في الفصول الدراسية المخصصة للإناث فقط منذ عام 2022، استجابةً لطلبات الفتيات وأفراد المجتمع، مما يجعل التعليم أكثر شمولاً في مخيمات الروهينغا.
دور المتطوعات في التعليم
وظفت اليونيسف متطوعات من الروهينغا لمرافقة الفتيات من وإلى مرافق التعلم لضمان سلامتهن، حيث يبقين مع الفتيات في الفصل ويتابعن الحضور.
بعد فترة وجيزة من التقدم للوظيفة، أصبحت رحيمة متطوعة في مركز التعلم، وهو ما أعاد لها شعورًا بأن لها هدفا في حياتها.
تقول رحيمة: "عندما بدأت العمل كمتطوعة، كنت أتوه كثيرًا، قد يكون المخيم مربكًا، لكن عمال الإغاثة والمعلمين ساعدوني في تحديد منازل الفتيات، والآن، حفظت الطرق".
تضيف: "أحتاج إلى مرافقة الفتيات الصغيرات إلى مركز التعلم لأن هناك رجالًا قد يزعجونهن أو يضايقونهن في الشوارع".
رحيمة نموذج يحتذى
يمتد دور رحيمة إلى ما هو أبعد من مرافقة الفتيات إلى مركز التعلم، حيث تعمل مدافعة عن تعليم الفتيات في المخيمات، وتساعد في تعزيز التعليم في مجتمع الروهينغا.
تعبر رحيمة عن مسؤوليتها، قائلة: "أخبر الآباء عن كيفية مساعدة التعليم للفتيات في حياتهن اليومية".
وأثناء تواجدها مع الفتيات في الفصل، تستغل رحيمة الفرصة لمواصلة تعليمها، حيث تتعلم اللغة البورمية وغيرها من المواد التي تُدرس كجزء من منهج ميانمار.
نتائج إيجابية على التعليم
بفضل جهود المتطوعات الروهينغا مثل رحيمة، زاد عدد الفتيات اللاتي يحضرن فصول التعليم الثانوي. في العام الدراسي 2023-2024، حققت الفتيات زيادة بنسبة 7% في الحضور من 17% إلى 24%.
ومع ازدياد الثقة بين الآباء في إرسال فتياتهم إلى مرافق التعلم، ارتفع عدد المتطوعات الروهينغا من 71 إلى 305.
التأثير في المجتمع
تؤكد تجربة رحيمة التأثير العميق الذي يمكن أن يحدثه فرد واحد على المجتمع، حيث تقول: "الفتيات مثل أخواتي الصغيرات، لقد أصبحنا صديقات بمرور الوقت، ويقاسمن معي كل شيء، وأريد لهن الحصول على التعليم حتى يصبحن بالغات مسؤولات ويحققن شيئًا لأنفسهن".
تجسد قصة رحيمة القوة والقدرة على التغيير، مما يُبرز أهمية التعليم في حياة الفتيات اللاجئات وتطلعاتهن لمستقبل أفضل.