المياه غمرت 2500 منزل.. العاصفة نادين تضرب المكسيك.. والفيضانات تجتاح 40 بلدة
المياه غمرت 2500 منزل.. العاصفة نادين تضرب المكسيك.. والفيضانات تجتاح 40 بلدة
أعلنت السلطات المكسيكية أن أمطاراً غزيرة وفيضانات شديدة اجتاحت أكثر من 40 بلدة في ولاية "فيراكروز" شرقي المكسيك، نتيجة وصول كتلة هوائية باردة تلت العاصفة الاستوائية "نادين".
وأفادت أمانة الحماية المدنية في الولاية، اليوم الثلاثاء، بأن 43 بلدية أصبحت معزولة بسبب ارتفاع منسوب المياه، بينما غمرت المياه نحو 2500 منزل، وخاصة في مدينتي "ميناتيتلان" و"كواتزاكوالكوس" في جنوب "فيراكروز"، وفقًا لوكالة أنباء الشرق الأوسط.
أدت الفيضانات إلى عزل عشرات الآلاف من السكان، ما أجبر السلطات على تكثيف جهود الإغاثة وتوفير مراكز إيواء للمواطنين المتضررين.
تواصل عمليات الإنقاذ
وواصلت فرق الطوارئ المكسيكية عمليات الإنقاذ والإجلاء في المناطق الأكثر تضررًا، وسط توقعات باستمرار تساقط الأمطار الغزيرة وارتفاع منسوب المياه.
وتأتي هذه الكارثة في وقت حساس حيث يعاني المواطنون من تدهور البنية التحتية ونقص الدعم الحكومي الكافي للتعامل مع الأزمات البيئية التي تفاقمت بفعل تغير المناخ.
التغيرات المناخية
تعد الفيضانات الأخيرة واحدة من مظاهر التغيرات المناخية التي تتزايد في أنحاء العالم. فالتغيرات المناخية الناجمة عن النشاطات البشرية، مثل الانبعاثات الصناعية والقطع الجائر للغابات، أدت إلى اضطرابات كبيرة في الأنماط المناخية، وأصبحت الظواهر الجوية المتطرفة أكثر تكرارًا وشدة.
وباتت الأعاصير والعواصف المدارية مثل "نادين"، التي كانت تُعتبر نادرة أو تحدث بوتيرة أقل، الآن أكثر قوة وتدميرًا، وذلك نتيجة ارتفاع درجات حرارة المحيطات التي تعمل على تغذية الأعاصير وزيادة شدتها.
يذكر أن إعصار "نادين" يُعد رابع أطول إعصار في تاريخ المحيط الأطلسي، حيث نشأ الإعصار من موجة استوائية قبالة سواحل "كاب فيردي" في 10 سبتمبر 2012، ليصبح العاصفة المدارية الرابعة عشرة خلال موسم أعاصير المحيط الأطلسي لعام 2012.
الأثر العالمي للتغيرات المناخية
تشير العديد من الدراسات العلمية إلى أن التغيرات المناخية تؤثر سلبًا على الكوكب بأسره، فارتفاع درجات الحرارة يؤثر بشكل مباشر على ذوبان الجليد في القطبين، ما يؤدي إلى ارتفاع مستوى البحار وغمر المناطق الساحلية المنخفضة.
ويؤدي ارتفاع حرارة المحيطات إلى تكثيف الأعاصير والعواصف المدارية، ما يزيد من خطر الفيضانات والانهيارات الأرضية. بالإضافة إلى ذلك، تعاني العديد من المناطق من الجفاف وندرة المياه، مما يؤثر على الزراعة والأمن الغذائي.
ومع تزايد الكوارث الطبيعية، أصبح التأقلم مع تأثيرات التغيرات المناخية تحديًا رئيسيًا للمجتمعات في مختلف أنحاء العالم.
وتحتاج الدول، وخاصة الدول النامية، إلى دعم دولي في مجالات البنية التحتية والإغاثة الإنسانية، لضمان قدرتها على الصمود أمام هذه الظواهر المتطرفة التي تؤثر على حياة الملايين.