الأمم المتحدة تدعو لتكثيف جهود القضاء على شلل الأطفال في إثيوبيا
الأمم المتحدة تدعو لتكثيف جهود القضاء على شلل الأطفال في إثيوبيا
اقتربت إثيوبيا أكثر من أي وقت مضى من القضاء على شلل الأطفال، بفضل الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة والشركاء التنمويون والعاملون الصحيون في الخطوط الأمامية، ومع ذلك، لا تزال التحديات تعيق تحقيق هذا الهدف، مما يجعل الحاجة إلى الاستجابة الفورية والقوية أكثر إلحاحًا لضمان حق الأطفال في الصحة والحماية من الأمراض القابلة للوقاية مثل شلل الأطفال.
تزايد حدة التهديدات
وأوضحت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، في بيان صدر اليوم الخميس، أنه في ظل تصاعد المخاطر الناجمة عن تفشي فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح من النوع 2 (cVDPV2) في الدول المجاورة، تزايدت حدة التهديدات على صحة الأطفال في إثيوبيا.
وذكرت أنه رغم التقدم الملحوظ في الجهود المبذولة، فإن البلاد لا تزال تواجه صعوبات كبيرة، حيث تم الإبلاغ عن 65 حالة إصابة بين عامي 2019 و2022، فضلاً عن 14 حالة إصابة جديدة في عام 2024، هذه الأرقام تعكس الحاجة الملحة لتسريع حملات التطعيم والوصول إلى كل طفل قبل أن يتمكن الفيروس من الانتشار أكثر، مما يضع البلاد في سباق مع الزمن.
حقوق الأطفال في خطر
وقالت المنظمة الأممية إن شلل الأطفال مرض شديد العدوى ويمكن أن يترك آثارًا جسدية مدمرة على الأطفال المصابين به، حيث يؤدي في كثير من الأحيان إلى الشلل الدائم وقد يسبب الوفاة في بعض الحالات، لكن الأهم من ذلك هو أن هذا المرض يمكن الوقاية منه بشكل كامل من خلال اللقاحات، وبالتالي، فإن الفشل في تحصين الأطفال يمثل انتهاكًا خطيرًا لحقهم في الصحة، كما أن تأخير الاستجابة لتهديدات شلل الأطفال يجعل الأطفال الأكثر ضعفًا عرضة للإصابة بهذا المرض المميت.
وأكدت "اليونيسف" أن الحق في الصحة هو أحد حقوق الإنسان الأساسية المنصوص عليها في المعاهدات والاتفاقيات الدولية، وأنه من واجب الحكومات والشركاء الدوليين ضمان توفير الخدمات الصحية الضرورية لكل طفل، ومع وجود أكثر من 14 حالة إصابة جديدة في عام 2024 وحده، يتضح أن هناك ضرورة ملحة لتعزيز جهود التحصين في إثيوبيا.
تعزيز أنظمة التحصين
وأوضحت أنه لمعالجة هذا الوضع، تحتاج إثيوبيا إلى تبني استجابة سريعة وشاملة لحالات تفشي شلل الأطفال، تشمل تعزيز برامج التحصين الروتيني وضمان وصول اللقاحات إلى جميع الأطفال دون تمييز، إن غياب هذه الخطوات الفعالة لا ينتهك فقط حق الأطفال في الحماية من الأمراض، بل يفاقم التحديات التي تواجهها المجتمعات المتضررة من شلل الأطفال، خاصة في المناطق النائية والفقيرة.
وتابعت: بالإضافة إلى ذلك، يتطلب الأمر استثمارات أكبر في الأنظمة الصحية لتعزيز قدرتها على مواجهة التهديدات الصحية المستقبلية، كما أن بناء أنظمة صحية أكثر مرونة واندماجًا يُعد جزءًا لا يتجزأ من حماية حقوق الأطفال وضمان تمتعهم بالحق في حياة صحية آمنة.
ويتطلب تحقيق إثيوبيا لوضعية خالية من شلل الأطفال التزامًا حقيقيًا من جميع الأطراف لضمان أن يحصل كل طفل على اللقاح في الوقت المناسب.
دعوات إلى تحرك دولي
وفي إطار إحياء اليوم العالمي لشلل الأطفال، وجهت اليونيسف نداءً عاجلاً إلى الحكومة الإثيوبية والشركاء غير الحكوميين والمجتمع الدولي للتدخل الفوري لضمان الحق في الصحة لجميع الأطفال، خاصة في ظل التهديدات المتزايدة الناجمة عن تفشي شلل الأطفال.
وشملت الدعوات: إعطاء الأولوية لتطعيم جميع الأطفال ضد شلل الأطفال دون استثناء، إذ يجب أن يكون لكل طفل الحق في الوصول إلى اللقاحات المنقذة للحياة، بغض النظر عن موقعه الجغرافي أو حالته الاجتماعية.
كما شكلت تعزيز أنظمة التحصين لضمان شمولية التغطية وتوفير اللقاحات الأساسية لكل طفل، إذ إن عدم تحصين الأطفال يعرض حياتهم للخطر ويضعف قدرتهم على العيش بكرامة وصحة.
ودعت المنظمة إلى حماية العاملين في القطاع الصحي، خاصة أولئك الذين يقدمون اللقاحات في المناطق الصعبة والخطرة، لأن حماية هؤلاء العاملين تعني حماية حقوق الأطفال في الحصول على الرعاية الصحية الضرورية.
وأكدت أهمية تقديم الدعم المالي والموارد الحيوية للمبادرات العالمية مثل مبادرة القضاء على شلل الأطفال وتحالف اللقاحات (Gavi)، لضمان وقف تفشي الفيروس بسرعة وتقديم اللقاحات للمحتاجين في الوقت المناسب.
وطالبت برفع مستوى التزام القضاء على شلل الأطفال على الأجندات السياسية في المستويات كافة، من خلال تعزيز التنسيق بين الحكومات والشركاء واعتماد حلول مبتكرة لتحسين جودة حملات التطعيم، فالقضاء على شلل الأطفال ليس مجرد هدف صحي، بل هو التزام حقوقي يتطلب جهودًا منسقة ومستدامة.