مع انطلاق نسخته الثالثة.. كيف يسهم «الكونغرس العالمي» في مواجهة تحديات صناعة الإعلام؟
تحت شعار «تشكيل مستقبل الإعلام»
بتوفير منصة فريدة لتشكيل مستقبل قطاع الإعلام وتعزيز التعاون وتبادل المعرفة بين الجهات الإعلامية العالمية، انطلقت النسخة الثالثة من الكونغرس العالمي للإعلام، اليوم الثلاثاء والتي تستمر حتى 28 نوفمبر الجاري بمركز أدنيك أبوظبي، تحت رعاية الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، ورئيس ديوان الرئاسة الإماراتية.
يقدم مؤتمر الإعلام العالمي المنصة المثالية لاستشراف مستقبل صناعة الإعلام العالمية، حيث ستؤدي الفعالية دوراً محورياً في تسهيل اتصالات الأعمال على مستوى العالم وتعزيز إعادة ابتكار العلامة التجارية في المشهد الإعلامي الجديد.
ويعد الكونغرس العالمي للإعلام حدثا دوليا بارزا يجمع صناع القرار والخبراء والمتخصصين في مجالات الإعلام المختلفة، لبحث التطورات والتحديات في هذا القطاع وتسهيل الروابط التجارية العالمية وإعادة ابتكار العلامات التجارية في المشهد الإعلامي الجديد.
وتسلط جلسات الكونجرس العالمي للإعلام الضوء على موضوعات رئيسية يقودها خبراء رفيعو المستوى من الشرق الأوسط ومختلف أنحاء العالم، بهدف بناء شراكات بين المؤسسات الإعلامية لتعزيز التواصل العالمي.
تشكيل مستقبل الإعلام
ويوفر المؤتمر، الذي يعقد هذا العام تحت شعار "تشكيل مستقبل الإعلام"، فرصة مميزة للإعلاميين للتعرف على أحدث الاتجاهات والتحديات التي تواجه صناعة الإعلام، إذ تعقد جلسات المؤتمر بلغات عدة لجذب الجمهور الدولي.
وتتضمن محاور المؤتمر القضايا الأكثر إلحاحاً وتأثيراً في مجال الإعلام، وداخل غرف الأخبار ولدى محترفي قطاع الترفيه، بما في ذلك الابتكار الرقمي والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة ونماذج الإيرادات وعولمة الأخبار الإقليمية في قطاع الإعلام.
وخلال نسخة هذا العام، تُغطي الجلسات التخصصية مجالات الصحافة والإذاعة والتلفزيون والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بمحتوى يستهدف جميع فئات القطاع الإعلامي، من المهتمين إلى المحترفين وأصحاب الخبرات الكبيرة والبارزين.
ويتناول المؤتمر الدولي عدة موضوعات أبرزها الذكاء الاصطناعي، ونماذج الأخبار الجديدة، والابتكار الرقمي، والتوازن في الاستقطاب، والشؤون الدولية، وإنتاج الأفلام والإنتاج الإعلامي، والمعلومات المضللة والأخبار المزيفة، ووسائل التواصل الاجتماعي، وصناعة المحتوى.
ويتطرق المؤتمر إلى مناقشة التحديات الإعلامية مثل قضايا المصداقية، والأخبار المزيفة، ودور الإعلام في النزاعات، إضافة إلى استكشاف الفرص التقنية وتسليط الضوء على دور التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز في تطوير الإعلام.
ويركز على الابتكار وتمكين الإعلام المستدام، والتقنيات الإعلامية الحديثة من خلال استعراض أحدث الأدوات والمنصات الرقمية، ودور الإعلام في الأزمات والنزاعات والكوارث، وسبل استهداف الجمهور في العصر الرقمي، والتركيز على الإعلام الموجه للتوعية بالتحديات البيئية.
وتعقد الفعاليات والأنشطة والجلسات النقاشية في المؤتمر بمشاركة خبراء عالميين ومحليين، لتطوير مهارات العاملين في الإعلام، وعرض أحدث الأدوات والابتكارات في مجال الإعلام، وخلق منصات تشبيك من خلال فرص التقاء الشركات الإعلامية وتبادل الأفكار.
موضوعات متخصصة
ويضم الكونغرس العالمي للإعلام في نسخته الحالية، عدة فعاليات متنوعة أبرزها "منصة الابتكار"، و"برنامج نيكس-تك"، و"مختبرات مستقبل الإعلام"، إضافة إلى سلسلة من ورش العمل المخصصة للتدريب وتنمية المواهب، ما يتيح للمشاركين فرصة صقل مهارات جديدة ورعاية المهارات الحالية.
وتعد منصة الابتكار، مساحة مثالية لصناع المحتوى المتميزين لتبادل رؤى عملية حول استراتيجيات تنمية الجمهور، وطرق ابتكار محتوى جذاب، وأساليب تحقيق الدخل من المحتوى، مما يسهم في تحويل التأثير إلى مهنة ناجحة ومستدامة.
وتضم هذه المساحة نخبة من أبرز المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي ممن يتمتعون بحضور قوي ومؤثر في منطقة الشرق الأوسط، حيث يهدف الكونغرس لتعزيز فرص التواصل والتعاون، ومشاركة الخبرات بين المؤثرين الجدد والناشئين.
ويعد برنامج "نيكس-تك" محطة لبلورة الأفكار المبتكرة والفرص الجديدة التي تتيح للأفراد والشركات إثبات قدراتها وكفاءاتها، إذ تحظى الشركات الناشئة بفرصة مميزة لعرض أفكارها التجارية أمام نخبة من الأطراف المعنية الرئيسية والمستثمرين وصناديق رأس المال الاستثمارية، وذلك من خلال تقديم عروض مبتكرة تمتد على مدار ثلاثة أيام متواصلة.
وهذه الفرصة متاحة للشركات الناشئة في مراحلها الأولى أو مراحل نموها، لا سيما تلك التي تمتلك أفكاراً مبتكرة متعلقة بالذكاء الاصطناعي، أو التعلم الآلي، أو الواقع المعزز، أو حلول الوسائط المستدامة، أو المحتوى، أو أي تطبيقات تكنولوجية أخرى مناسبة لمجال الإعلام.
ومختبرات مستقبل الإعلام، أطلقت في عام 2022، إذ تجمع بين القادة والمشغلين والمبتكرين في الصفوف الأمامية للإعلام العالمي، من خلال سلسلة من مناقشات الطاولات المستديرة لاستكشاف التحديات والفرص أمام الإعلاميين.
وتعالج مختبرات مستقبل الإعلام في الكونغرس العالمي أبرز التحديات أمام المشهد الإعلامي في العالم، عبر هذه الجلسات الدولية الحصرية، التي يقوم فيها المتحدثون البارزون بتحليل الدور الحاسم لوسائل الإعلام في بيئة إخبارية تزداد تعقيدًا وتقلبًا.
وتنظم المختبرات على مدار أيام المؤتمر الثلاثة، وستستضيف مساهمين من مجموعة متنوعة من المهن الإعلامية لإجراء مناقشات محددة، أبرزها دور الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار، وتقارير المناخ، والجيل القادم من المتخصصين في الإعلام، إضافة إلى وضع جدول الأعمال للعام المقبل.
النسخة الأولى والثانية
وعقدت النسخة الأولى من الكونغرس العالمي للإعلام في عام 2022 بمركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك) أبوظبي، تحت شعار "صياغة مستقبل الإعلام"، حيث ناقشت التحولات في الإعلام العالمي، وركزت على الابتكار في وسائل الإعلام، والتعامل مع تحديات الأخبار المزيفة، وعرض التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي في صناعة الإعلام.
وضمت النسخة الأولى من المؤتمر الدولي عدة محاور أبرزها التكنولوجيا في الإعلام، وتأثير التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي و5G على الإعلام، ودور الإعلام في تعزيز الاستدامة، والمصداقية والأخبار المزيفة، ومكافحة المعلومات المغلوطة في العصر الرقمي.
وشملت الفعاليات جلسات حوارية مع خبراء عالميين متخصصين في مجالات الإعلام، ومعرضا تقنيا شاركت فيه شركات تقنية وإعلامية، وفعاليات مخصصة لتدريب الصحفيين والإعلاميين، وخلصت النتائج إلى تعزيز مكانة الإمارات كمركز عالمي للإعلام، وإبرام اتفاقيات بين جهات إعلامية دولية.
ونظمت النسخة الثانية من الكونغرس العالمي للإعلام في عام 2023 بمركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك) أبوظبي، تحت شعار: "الإعلام والتواصل في عصر التغيير"، بهدف التطرق إلى تطور الإعلام في ظل التغيرات العالمية، وتعزيز التعاون بين الإعلام التقليدي والرقمي، واستكشاف تقنيات جديدة لتحسين التفاعل مع الجماهير.
وتطرقت محاور المناقشات في النسخة الثانية من المؤتمر الدولي إلى دور الإعلام في تغطية الكوارث والنزاعات، والإعلام الرقمي والتواصل الاجتماعي في استراتيجيات التفاعل مع الجمهور، والأمان الرقمي في حماية المعلومات الشخصية في قطاع الإعلام.
وشملت الفعاليات، عرض مشاريع إعلامية مبتكرة، وعقد جلسات مخصصة لتقنيات الإعلام المستقبلي مثل الميتافيرس، وتنظيم مسابقات للمبتكرين الإعلاميين، حيث خلصت النتائج إلى تعزيز الحوار بين الإعلاميين وصناع المحتوى الرقمي، وتقديم رؤى جديدة حول استخدام التكنولوجيا في الإعلام، ودعم الابتكار الإعلامي مع التركيز على الاستدامة.