«علي حسن».. سوري يعود إلى الحياة بعد 39 عاماً من الاختفاء القسري

«علي حسن».. سوري يعود إلى الحياة بعد 39 عاماً من الاختفاء القسري
ميدان في حلب بعد سيطرة المُسلحين على المدينة

بحث مُعمر عن شقيقه، علي حسن العلي، لمدة 39 عامًا، بعدما اعتقلته القوات السورية عام 1986 أثناء دراسته الجامعية ومنذ ذلك الحين، انقطعت جميع أخباره.

ووفقا لتقرير أجرته "الغارديان" اليوم السبت، زار مُعمر، المقيم في منطقة عكار بشمال لبنان، خلال تلك السنوات العديد من فروع الأجهزة الأمنية في سوريا، حيث كان يتلقى معلومات متناقضة حول مكان احتجاز شقيقه.

يقول مُعمر: "لا يوجد مكان في سوريا لم نزره، بحثنا في البلاد كلها نسأل عن مصيره.. في يومٍ كانوا يعترفون بأنهم يحتجزونه، وفي اليوم التالي كانوا ينكرون ذلك".

أحدث المعلومات عن شقيقه

كانت آخر المعلومات التي تلقاها مُعمر تفيد بأن شقيقه علي كان محتجزًا في أحد فروع الأمن العسكري في دمشق بتهمة التحريض السياسي، ومع اندلاع الثورة السورية وبدء الحرب الأهلية، انقطع الاتصال تمامًا، وظل علي في حالة من القلق وعدم اليقين بشأن مصير شقيقه.

مساء الخميس الماضي، بدأ هاتف مُعمر يرن، وأرسل إليه أصدقاؤه وأقاربه صورة لرجل في أواخر الخمسينيات من عمره، يبدو عليه التعب، يقف أمام سجن حماة المركزي في شمال سوريا.

قال مُعمر: "قالوا لي إنه يشبهني، فقلت لهم: هذا أخي! شعوري لا يوصف.. تخيلوا أنني لم أره منذ 39 عامًا، وفجأة تصلني صورته".

علي ينتظر العودة

وقال مُعمر إنه حتى الآن لم يتمكن من الاتصال بشقيقه مباشرة، وأنه أمضى الساعات الأخيرة في محاولة معرفة من التقط الصورة له بعد خروجه من السجن.

وأضاف: "عندما يعود أخي إلى المنزل، سنقيم احتفالًا كبيرًا.. وأتمنى أن أقابله مجددا، حتى أقول: (ها هو أخي)، حقيقة هذا شعور لا يوصف".

الإفراج عن السجناء

كان شقيق مُعمر من بين الآلاف الذين تم الإفراج عنهم من سجون الحكومة السورية في حلب وحماة بعد سيطرة الفصائل المسلحة على المدينة.

وأفرجت الفصائل المسلحة عن المعتقلين من سجون الحكومة السورية في المدن التي تمت السيطرة عليها، وأظهرت مقاطع الفيديو التي تم تداولها كيف خرج المعتقلون من السجون مذهولين، بينما كانت الحشود تستقبلهم فرحين.

وقال مؤسس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فاضل عبدالغني، إن العديد من المعتقلين الذين تم اختفاؤهم قسريًا تم قتلهم تحت التعذيب.

وأضاف: "بينما نحتفل بالإفراج عن السجناء السياسيين، فإن الإفراج الجماعي عن المعتقلين قد يحمل مخاطر كبيرة، خاصة إذا تم إطلاق سراح المجرمين العنيفين".

أمل جديد للعائلات

أدى الإفراج المفاجئ عن آلاف السجناء إلى إحياء الأمل في قلوب العائلات التي فقدت أي اتصال بأبنائها المعتقلين منذ سنوات، وانتشرت صور السجناء المفرج عنهم في مجموعات الواتساب في سوريا والدول المجاورة، حيث كانت العائلات تبحث عن أقاربها بين المفرج عنهم.

قالت جينان، المقيمة في إحدى القرى الحدودية في جنوب لبنان، والتي فضلت عدم الكشف عن اسمها خوفًا على سلامة عائلتها: "اتصل بي العديد من الأصدقاء للاستفسار عن والدي، الذي تم اعتقاله في 2006 بعد عبوره إلى سوريا أثناء الحرب بين حزب الله وإسرائيل".

وأضافت: "بعد دفع 5500 دولار للوسطاء، قيل لنا إن والدي كان محتجزًا في الفرع 235 أو في سجن صيدنايا، وهما من أكثر السجون شهرة في سوريا".

أمل العودة

قالت جينان: "نحن ما زلنا نأمل في عودة والدي، أعتقد أنه حيّ وسيعود ليعيش معنا.. لا أؤيد أي جماعات مسلحة تقتل الأبرياء، ولكن نريد عودة والدي".

لا يزال من الصعب تحديد هويات المفرج عنهم بسبب التغيرات السياسية السريعة في شمال سوريا، ما يجعل من الصعب على السلطات إعادة المعتقلين إلى عائلاتهم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية