45 مانحاً يقدمون 351 مليون دولار لدعم صندوق «طوارئ الأمم المتحدة»
45 مانحاً يقدمون 351 مليون دولار لدعم صندوق «طوارئ الأمم المتحدة»
أعلن 45 مانحًا عن التزامات وصلت إلى نحو 351 مليون دولار لصندوق الأمم المتحدة للاستجابة للطوارئ لعام 2025، وفي حين أن هذا المبلغ يعدّ دعمًا مهمًا، إلا أن الأرقام أظهرت انخفاضًا بنسبة 16% مقارنة بتبرعات العام الماضي التي بلغت أكثر من 419 مليون دولار.
وذكر بيان نشره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، اليوم الأربعاء، أن الإعلان جاء خلال الحدث السنوي لجمع التبرعات، ووسط الأزمات الإنسانية حول العالم، نتيجة للنزاعات والكوارث المناخية التي تُثقل كاهل الملايين.
ويعكس هذا الانخفاض تحديات حقيقية في جمع التمويل اللازم في عام 2025، في ظل استمرار الأزمات الإنسانية المستمرة والمتزايدة.
دور فاعل للصندوق
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن "صندوق الاستجابة للطوارئ أثبت على مر السنين دوره الفاعل والحيوي في الاستجابة للأزمات الإنسانية".
وذكر غوتيريش أن "الاحتياجات الإنسانية في تزايد مستمر، في حين أن التبرعات لا تواكب هذا التصاعد"، ودعا إلى زيادة الدعم لصندوق الاستجابة للطوارئ بناء على إنجازاته في تقديم المساعدات السريعة والفعّالة.
أهمية استمرار التمويل
أكد وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، توم فليتشر، أن "نظام الإغاثة الإنسانية العالمي بحاجة إلى دعم مستمر وكبير لكي يكون جاهزًا وفعّالًا في مواجهة التحديات المستقبلية".
وأضاف فليتشر أن "صندوق الاستجابة للطوارئ جزء لا غنى عنه في هذا النظام، والنجاح في استجابة الأزمات يعتمد على مدى سخاء المجتمع الدولي في تقديم الدعم".
دعم ملايين الأشخاص
خصص صندوق الاستجابة للطوارئ في عام 2024 أكثر من 550 مليون دولار لدعم ملايين الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات عاجلة في 42 دولة، شمل الدعم تقديم 66 مليون دولار لمساعدة المتضررين من النزاع في السودان، الذي نتج عنه أسوأ أزمة غذائية في العالم وأكبر أزمة نزوح منذ عقود.
واستجاب الصندوق بسرعة للأزمة في لبنان، حيث تم تخصيص 10 ملايين دولار خلال ساعات من تصاعد الأعمال العدائية في سبتمبر لمساعدة الأسر النازحة.
مواجهة التحديات المناخية
خصص صندوق الاستجابة للطوارئ في عام 2024 نحو ثلث مخصصاته لمواجهة الكوارث المناخية مثل الأعاصير والفيضانات والجفاف، وزادت أهمية الصندوق في دعم المجتمعات التي تتأثر بالتغيرات المناخية من خلال تمويل مخصص بلغ 10 ملايين دولار لمساعدة 9 دول على التكيف مع هذه التحديات.
تسهم هذه الجهود في التصدي للكوارث المناخية التي تضاعف حجم المعاناة الإنسانية.
تشهد الاحتياجات الإنسانية زيادة كبيرة، وفي عام 2025، تطلب الأمم المتحدة وشركاؤها 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص، أي ما يعادل تسعة أضعاف المبلغ الذي تم جمعه في عام 2006 (5.2 مليار دولار) لمساعدة 32 مليون شخص.
تعتبر هذه الأرقام مؤشرًا على التحديات المستقبلية التي ستواجهها الأمم المتحدة في تمويل العمليات الإنسانية.
ومنذ تأسيسه قبل عقدين من الزمن، خصص صندوق الاستجابة للطوارئ ما يقارب 9.5 مليار دولار لدعم جهود الإغاثة في أكثر من 116 دولة ومنطقة، ويظل هذا الصندوق من الأدوات الأساسية التي تعتمد عليها الأمم المتحدة في تقديم المساعدات الإنسانية السريعة والفعّالة للمتضررين من الأزمات.