«نيويورك تايمز»: اتهامات بمعاداة السامية تُجبر رابطة المدارس المستقلة بأمريكا على الاعتذار

«نيويورك تايمز»: اتهامات بمعاداة السامية تُجبر رابطة المدارس المستقلة بأمريكا على الاعتذار
يهود يتهمون رابطة المدارس المستقلة في أمريكا بمعاداة السامية

اعتذرت رابطة وطنية للمدارس الخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية عن تصريحات أدلى بها بعض المتحدثين خلال مؤتمر تناول موضوع التنوع والشمول، وجاء الاعتذار بعد أن وصفت منظمات يهودية هذه التصريحات بأنها معادية للسامية، ما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط التعليمية.

ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز"، ندد قادة منظمات يهودية، أمس الاثنين، بتصريحات المتحدثين الذين اعتبروا حرب إسرائيل في غزة "إبادة جماعية"، وأن تأسيس دولة إسرائيل بأنه مشروع "عنصري".

جاء ذلك خلال مؤتمر نظمته "الرابطة الوطنية للمدارس المستقلة"، وهي جهة تضم نحو 1700 مدرسة خاصة في الولايات المتحدة، من بينها 60 مدرسة يهودية.

تفاصيل الحدث

شهد المؤتمر الذي عُقد في مدينة دنفر، حضورًا كبيرًا تجاوز 8000 مشارك من طلاب ومعلمين، وتُعرف هذه الفعالية باسم "مؤتمر الشعوب الملونة"، الذي يُنظم منذ قرابة أربعين عامًا ويهدف إلى مساعدة المدارس في بناء بيئات تعليمية شاملة.

وشاركت وفود من مدارس خاصة مرموقة في نيويورك، مثل مدرسة "دالتون" في مانهاتن، التي أرسلت 48 ممثلًا من إداريين ومعلمين وموظفين، واعتبر بعض الطلاب اليهود أن أجواء المؤتمر كانت "مُعادية"، مما دفع بعضهم إلى إخفاء رموزهم الدينية، مثل قلائد نجمة داود.

استجابة الرابطة وبيان الاعتذار

قدمت ديبرا ويلسون، رئيسة الرابطة، اعتذارًا رسميًا عن أي شعور بالإقصاء أو التهديد قد تعرض له الطلاب، وتعهدت بمراجعة خطب المتحدثين في الفعاليات المستقبلية لضمان التوافق مع قيم الرابطة، وقالت: "إن شعور أي طالب بالخوف أو إخفاء هويته يتناقض مع رسالتنا وأهدافنا".

ووقع قادة منظمات يهودية، مثل "رابطة مكافحة التشهير" و"اللجنة اليهودية الأمريكية"، رسالة مفتوحة انتقدوا فيها أجواء المؤتمر، وأفادت الرسالة بأن بعض المشاركين شعروا بالخوف والتهديد بسبب الخطاب المُعادي لإسرائيل، مما أدى إلى وصف المؤتمر بأنه "بيئة سامة".

وقال الرئيس التنفيذي لرابطة مكافحة التشهير، جوناثان غرينبلات: "لا يجب أن يشعر أي طالب بالتهديد بسبب هويته"، وأكد أن الحوادث الأخيرة تعكس زيادة في خطاب الكراهية بعد أحداث 7 أكتوبر.

تصريحات المتحدثين

ألقت الطبيبة الأمريكية من أصل عربي، سوزان باركات، كلمة خلال المؤتمر وصفت فيها إقامة دولة إسرائيل بأنها "مشروع استعماري"، ووصفت الصهيونية بأنها "عنصرية"، واعتبرت باركات أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ترقى إلى "إبادة جماعية".

وواجهت هذه التصريحات انتقادات حادة من الحاضرين، خاصة من موظفين وطلاب ينتمون إلى مدارس يهودية، واعتبر بعضهم أن هذه التصريحات لا تتناسب مع سياق مؤتمر تعليمي يهدف إلى تعزيز التنوع.

مغادرة الطلاب اليهود

أفادت مديرة مدرسة "ميلكن" في لوس أنجلوس، سارة شولكيند، بأن بعض طلاب مدرستها غادروا القاعة أثناء خطاب باركات، وأوضحت أن الطلاب شعروا بالخوف والتهديد، مما دفعهم إلى إخفاء رموزهم الدينية.

وقالت: "حتى لو كان هذا رأي المتحدثة، فليس هذا هو المكان المناسب لمثل هذه التصريحات".

ودافعت روها بنجامين، أستاذة دراسات الأمريكيين من أصل إفريقي في جامعة برينستون، عن تصريحاتها التي أُثير حولها الجدل، واعتبرت أن الاتهامات بمعاداة السامية تُستخدم كوسيلة لإسكات النقد المشروع.

وقالت: "هذه الاتهامات تفرغ مصطلح معاداة السامية من معناه الحقيقي وتستغل ضد من يسلطون الضوء على معاناة الفلسطينيين".

خطوات مستقبلية

تعهدت رابطة المدارس المستقلة بالتعاون مع المنظمات اليهودية لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المؤتمرات المقبلة، وأكد غرينبلات أن الحرية الأكاديمية وحرية التعبير لا تعني السماح بخطاب كراهية يُشعر الطلاب بالتهديد.

وانتهى الجدل بتأكيد الرابطة على التزامها بخلق بيئات تعليمية تراعي التنوع وتحترم جميع الهويات، مع اتخاذ خطوات عملية لمراجعة محتوى الفعاليات مستقبلاً لضمان احترام القيم المشتركة للجميع.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية