اعتقال فتاتين بسبب الحجاب يثير الجدل مجدداً حول شرطة الأخلاق في إيران

اعتقلت دوريات "شرطة الأخلاق" في مدينة قم الإيرانية فتاتين بأسلوب وصف بالعنيف بذريعة عدم التزامهما بالحجاب الإجباري، في مشهد أثار استنكارًا واسعًا، بعد تداول مقاطع فيديو أظهرت أن عناصر الأمن دفعوا الفتاتين داخل سيارة "فان" بقوة، مما أثار تساؤلات حول مصيرهما.

وأفاد موقع "إيران إنترناشيونال" في تقرير له أمس السبت نقلا عن أحد المصادر بأنه لا تزال هواتف الفتاتين اللتين تم اعتقالهما مساء الخميس الماضي، مغلقة ولا توجد معلومات حول وضعهما الحالي.

وعود لم تتحقق

وذكر التقرير أنه على الرغم من تعهد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال حملته الانتخابية بوقف عمل دوريات "شرطة الأخلاق"، فإن الاعتقالات العنيفة بحق النساء المعارضات للحجاب الإجباري ما زالت مستمرة، ما يعكس غياب تنفيذ هذه الوعود على أرض الواقع.

وشهدت السنوات الأخيرة نشر العديد من الفيديوهات التي توثق اعتقالات وضرب النساء بسبب رفضهن الالتزام بالحجاب الإجباري، وتُعد مهسا أميني وأرميتا كراوند أبرز ضحايا هذه السياسات، إذ فقدتا حياتهما بعد تعرضهما للتعذيب من قبل عناصر أمنية.

عصيان مدني 

رغم تصاعد الضغوط لتنفيذ قانون "العفة والحجاب"، تتحدى العديد من النساء الإيرانيات القيود من خلال العصيان المدني، في أحدث مظاهر التحدي، ظهرت الممثلة الشهيرة ترانة عليدوستي دون الحجاب الإجباري خلف كواليس إحدى المسرحيات، مؤكدة استمرار المعارضة النسائية ضد القمع.

ورغم إعلان رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف عن إحالة قانون "العفة والحجاب" إلى الحكومة للتنفيذ في 13 ديسمبر الجاري، فإن القانون لم يدخل حيز التنفيذ حتى الآن، في الوقت نفسه، تزداد المخاوف من تكريس هذا القانون لسياسات القمع ضد النساء، وسط استمرار دعوات التغيير من داخل المجتمع الإيراني.