فيضانات تشرد 500 شخص وتلحق أضراراً بالمنازل شمال سومطرة
فيضانات تشرد 500 شخص وتلحق أضراراً بالمنازل شمال سومطرة
أعلنت الوكالة الإقليمية لإدارة الكوارث (BPBD) في منطقة تابانولي، شمال سومطرة، عن نزوح 500 شخص إثر فيضانات مفاجئة اجتاحت منطقتين فرعيتين أمس الأحد.
وأوضح رئيس الوكالة، بونجاس فريدي باساريبو، في تصريحات، اليوم الاثنين، أن منطقتي باهاي جاي وسياتاس باريتا كانتا الأكثر تضررًا، حيث تركزت غالبية الأضرار في مقاطعة باهاي جاي، وفق موقع صحيفة "في أو آي نيوز".
وتضرر 77 منزلًا في مقاطعة باهاي جاي، بينما سجلت منطقة سياتاس باريتا تضرر العديد من المنازل، منها ثلاثة منازل لحقت بها أضرار جسيمة، وأوضح باساريبو أن المنطقة ما زالت تشهد عمليات تنظيف وإعادة تأهيل لتخفيف آثار كارثة الفيضانات.
جهود الإغاثة المستمرة
في استجابة سريعة، أقامت السلطات المحلية في سومطرة خيامًا للاجئين ومطابخ لتقديم الطعام للمتضررين، خاصة في مقاطعة باهاي جاي.
وأكد باساريبو استعدادهم لإقامة مزيد من الخيام إذا استمرت أعداد النازحين في الارتفاع.
شددت الوكالة على أهمية تعزيز اليقظة المبكرة، خاصة في المناطق المعرضة للكوارث الطبيعية، ورغم عدم تسجيل وفيات، أُصيب شخص بجروح طفيفة نتيجة انزلاق خلال الفيضانات، وأكدت السلطات أنها تعمل على تعزيز التنسيق وتكثيف الجهود لمواجهة أي فيضانات محتملة في المستقبل.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات القوية والمفاجئة وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
وتؤكد الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.