الحصول على المياه النظيفة.. مأساة تزيد معاناة النازحين في غزة
الحصول على المياه النظيفة.. مأساة تزيد معاناة النازحين في غزة
يواجه سكان قطاع غزة مأساة متفاقمة في الحصول على المياه، حيث أصبحت الأزمة إحدى أخطر التحديات اليومية وسط النزوح والتشرد والبرد القارس.
ويُضطر المواطنون والنازحون للانتظار في طوابير طويلة، تحت المطر وفي ظروف قاسية، لساعات من أجل جلب كميات ضئيلة من المياه، وقد لا تُتاح للجميع فرصة الحصول على مياه نظيفة، حيث تُوزع أحيانًا مياه غير صالحة للشرب، ما يزيد من مخاطر انتشار الأمراض، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وأعرب المواطن مصطفى أبو موسى عن معاناته اليومية، قائلاً: "نخرج فجراً حاملين جالوناتنا لنقف في طوابير طويلة على أمل أن نحصل على المياه، في كثير من الأحيان نعود دون شيء".
وأضاف المواطن يزيد مهنا: "أصبحنا نقضي يومنا كاملاً في البحث عن المياه والدقيق، وفي ظل غياب الشمس، نعتمد على شراء المياه بأسعار مرتفعة بسبب شح الوقود والطاقة البديلة".
تدهور خدمات المياه
وأدى استهداف قوات الجيش الإسرائيلي للبنية التحتية إلى تعطل أكثر من 700 بئر، وتدمير نحو 80% من آليات جمع النفايات ومعالجة الصرف الصحي.
وأفادت مصادر محلية بأن 67% من مرافق المياه والصرف الصحي قد تعرضت للدمار، ما جعل توفير المياه الكافية تحدياً كبيراً.
ويشكو أصحاب شاحنات المياه من ارتفاع تكاليف تشغيل الآبار بسبب شح الوقود وارتفاع أسعاره في السوق السوداء.
وقال محمد الخطيب، سائق شاحنة مياه: "سعر الكوب الواحد تجاوز 200 شيكل، وهو أمر مرهق للمواطنين".
أزمة إنسانية وصحية
تشير تقارير محلية إلى أن أكثر من 700 ألف مواطن في دير البلح وحدها معرضون لمخاطر صحية بسبب شح المياه، ويضطر السكان لاستخدام مياه مالحة للاستحمام والتنظيف، ما يشكل تهديدًا صحيًا كبيرًا.
وأكدت تقارير رسمية أن الجيش الإسرائيلي يسرق كميات كبيرة من المياه الجوفية عبر خطوط أرضية، مما يزيد من معاناة السكان.
ورغم أن قطاع غزة يزخر ببحيرة من المياه الجوفية، فإن السياسات الإسرائيلية تحول دون استفادة الفلسطينيين منها.
جهود الأونروا وتحذيراتها
وأوضحت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن استمرار تدمير البنية التحتية يهدد حياة السكان، ودعت المجتمع الدولي للتدخل العاجل لتخفيف الأزمة.
وتمثل أزمة المياه في غزة كارثة إنسانية متفاقمة تتطلب حلولاً عاجلة لرفع المعاناة عن السكان وتأمين احتياجاتهم الأساسية.