سكان غزة تحت وطأة نقص الغذاء والمأوى والأطفال يدفعون الثمن

سكان غزة تحت وطأة نقص الغذاء والمأوى والأطفال يدفعون الثمن
مسك المدهون طفلة فلسطينية تعاني سوء التغذية الحاد

في قطاع غزة، تزداد المأساة تعقيدًا يومًا بعد يوم، حيث يعيش السكان تحت وطأة نقص الغذاء والمأوى، فيما يهدد الشتاء القارس حياتهم، مع استمرار الحصار والهجمات، تنهار الخدمات الصحية وتتفاقم معاناة العائلات النازحة.

تتصاعد روائح الموت واليأس من بين الركام الذي يحجب آلاف الجثث، في وقت أظهرت التقارير أن 96% من النساء والأطفال عاجزون عن تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

وحذرت منظمة اليونيسف من أن المجاعة قد تنتشر بين سكان غزة البالغ عددهم مليوني شخص خلال الأشهر المقبلة، ما لم يتحقق وصول عاجل وواسع للمساعدات الإنسانية.

مسك.. طفلة تكافح للبقاء

مسك المدهون، طفلة فلسطينية لم تتجاوز العامين، تواجه معركة قاسية مع سوء التغذية الحاد، وزنها انخفض من تسعة إلى أربعة كيلوغرامات فقط، فيما تراقب عائلتها بحزن عجزها عن استعادة عافيتها.

تروي والدتها تفاصيل محنتهم قائلة: "نزحنا من الشمال إلى رفح ثم إلى دير البلح، حيث عشنا في خيمة، ابنتي كانت تعاني يوميًا من ارتفاع درجة حرارتها، ولم نجد سوى مسكنات بسيطة في المستشفى الأمريكي، فقدنا كل شيء بسبب الحرب، ولم يعد بإمكاننا توفير الغذاء".

رغم محاولات العلاج في مركز النازحين بدير البلح، ما زالت حالة مسك تتدهور يومًا بعد يوم، حيث فقدت شهيتها للطعام، وحتى الأطعمة العلاجية لم تفلح في تحسين وزنها.

نافذة أمل وسط المعاناة

في محاولة للتخفيف من آثار الكارثة، تقدم جمعية "أرض الإنسان"، بدعم من اليونيسف، خدمات طبية للأطفال المصابين بسوء التغذية في عياداتها بغزة.

وقال الدكتور محمد الأغا، المشرف على إحدى العيادات في خان يونس: "نتابع حاليًا نحو 200 طفل يعانون من سوء تغذية حاد، بالإضافة إلى مئات الأطفال الآخرين الذين نقدم لهم الدعم لتفادي تدهور حالتهم".

رغم الجهود المبذولة، فإن الأزمة تتفاقم، فقد تضاعفت معدلات سوء التغذية الحاد 10 مرات مقارنة بما قبل الحرب، ويتوقع أن تصل الحالات الشديدة إلى 12 ألف طفل خلال العام المقبل.

دعوة عاجلة للتحرك

تطالب الأمم المتحدة بوقف فوري لإطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع سكان غزة، وفي بيانها، أكدت اليونيسف أن "الأطفال لم يبدؤوا هذا الصراع، لكنهم يتحملون أسوأ نتائجه. يجب ألا يدفعوا الثمن بحياتهم ومستقبلهم".

مع استمرار القيود، يبقى شبح المجاعة وسوء التغذية يهدد حاضر ومستقبل أطفال غزة، في وقت يتطلب التحرك العاجل جهودًا دولية لتجنب انهيار أكبر للأوضاع الإنسانية في القطاع.

الحرب على قطاع غزة               

عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر 2023 قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف والاعتقالات في الضفة الغربية.

وأسفر القصف عن استشهاد أكثر من 45.500 مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 108 آلاف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية وصدور قرارات باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني في غزة.

ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية