«فايننشال تايمز»: طبيب أمريكي يدعو للتحذير من السرطان على عبوات الكحول

وسط تكبد الشركات المنتجة خسائر في قيمتها السوقية

«فايننشال تايمز»: طبيب أمريكي يدعو للتحذير من السرطان على عبوات الكحول
تحذيرات من ارتباط الكحول بالسرطان

أفاد تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أمس الجمعة، بأن الجراح العام الأمريكي فيفيك مورثي أصدر تحذيرا صحيًا يطالب بتحديث الملصقات على المشروبات الكحولية، لتشمل المخاطر الصحية المرتبطة بالإصابة بالسرطان.

جاءت دعوة الجراح العام الأمريكي في المجلة الطبية "ذا لانسيت للصحة العامة"، مشيرا  إلى أن أحدث البيانات تظهر أن نصف جميع أنواع السرطان المرتبطة باستهلاك الكحول ناجمة عن الشرب الخفيف أو المعتدل.

وأوضحت المجلة أن الكميات التي تُعتبر خفيفة أو معتدلة تشمل أقل من لتر ونصف من النبيذ أو 3 لترات ونصف من البيرة أو 450 مل من المشروبات الروحية أسبوعيًا.

تأتي هذه الخطوة في إطار جهود الصحة العامة لتسليط الضوء على العلاقة المتزايدة بين استهلاك الكحول وأنواع متعددة من السرطان، ما يعيد إلى الأذهان الحملات السابقة ضد صناعة التبغ.

تحذيرات تهز أسواق الكحول

شهدت أسواق الكحول تراجعًا ملحوظًا في أسعار الأسهم عقب إصدار هذا الإشعار، وأفادت "فايننشال تايمز" بأن عدة شركات كبرى، مثل "ريمي كوانترو" و"بوسطن بير"، تكبدت خسائر في قيمتها السوقية، حيث انخفضت أسهم الأولى بنسبة 5%، بينما سجلت الأخيرة تراجعًا بنحو 4%.

أوضح الجراح العام في بيانه أن استهلاك الكحول يمثل السبب الثالث للإصابة بالسرطان في الولايات المتحدة، بعد التبغ والسمنة، وأشار إلى ضرورة اتخاذ إجراءات تشريعية تُلزم الشركات بوضع تحذيرات أكثر وضوحًا على منتجاتها.

وسلطت الصحيفة الضوء على تصنيف الوكالة الدولية لأبحاث السرطان للكحول كمادة مسرطنة من الفئة الأولى منذ الثمانينيات، وأشارت إلى أن الأدلة العلمية الحديثة عززت هذا التصنيف، لا سيما في ما يتعلق بسرطانات الثدي، والفم، والحلق، وأوضح مورثي أن خطر الإصابة يبدأ من استهلاك مشروب واحد يوميًا أو أقل.

واستعرضت الصحيفة توجيهات منظمة الصحة العالمية لعام 2022، التي شددت على عدم وجود كمية آمنة من الكحول، وكشفت عن بيانات حديثة تُظهر أن نصف حالات السرطان المرتبطة بالكحول تُعزى إلى الشرب الخفيف أو المعتدل.

وعي محدود 

يدرك أقل من نصف الأمريكيين العلاقة بين استهلاك الكحول والإصابة بالسرطان، مقارنة بوعي أعلى بمخاطر التبغ، والإشعاع، وأكدت أن هذه الفجوة في الوعي تستدعي تدابير إضافية لتعزيز فهم المستهلكين.

واستعرض التقرير تجارب دول مثل أيرلندا وكوريا الجنوبية، التي اتخذت خطوات مماثلة بوضع تحذيرات صحية صارمة على المشروبات الكحولية، تشمل مخاطر الإصابة بالسرطان، وأوضح أن الولايات المتحدة يمكن أن تستفيد من هذه التجارب في إعادة صياغة سياساتها الصحية.

تواجه صناعة الكحول تحديات مشابهة لما واجهته شركات التبغ في العقود الماضية وذلك لأن الكحول قد يسبب السرطان من خلال آليات متعددة، تشمل تلف الحمض النووي، وزيادة الالتهابات، وتعزيز امتصاص المواد المسرطنة.

ويأتي هذا التقرير ليؤكد أن الصحة العامة باتت في صدارة الأولويات، وسط دعوات متزايدة لإحداث تغييرات جوهرية في سياسات تنظيم استهلاك الكحول.
 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية