رسالة من سجينة إيرانية توثق معاناة وأمل السجينات السياسيات
رسالة من سجينة إيرانية توثق معاناة وأمل السجينات السياسيات
أكدت السجينة السياسية الإيرانية، غُلرُخ إيرايي، في رسالة مؤثرة من داخل السجن، أن السعادة الحقيقية للسجناء تأتي مع سقوط الظالمين.
ووثقت الرسالة، التي نشرتها على حسابها في "إنستغرام"، أمس الأحد، تجاربها مع السجينات السياسيات في إيران، وتكشف تفاصيل صادمة عن معاناتهن وصمودهن، بحسب "إيران إنترناشيونال".
توثيق للحياة داخل السجون
وأوضحت إيرايي أنها قضت سنوات في سجون (إيفين، قرچك، وآمل)، حيث عاشت معاناة السجينات، بما في ذلك المحكومات بالإعدام، وسردت كيف أنهن كنّ يتمسكن بالأمل والسعادة رغم القهر، مشيرة إلى مشاهد مؤثرة لنساء يحتفلن ويرقصن حتى في أصعب الظروف.
وتحدثت عن إحدى زميلاتها، معصومة زارعي، التي رقصت بحماس مع زميلاتها قبل أيام من تنفيذ حكم الإعدام بحقها، قائلة: "في ذروة الحزن، كنّ سعيدات، رغم كل الألم الذي حملنه".
جدل بسبب فيديوهات مسربة
أثارت مقاطع فيديو مسربة تظهر نساء سجينات يغنين ويرقصن في سجن إيفين جدلاً واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، وردت إيرايي في رسالتها على الانتقادات الموجهة لهذه المقاطع، مؤكدة أن السجينات يسعين لتجاوز القمع بطرقهن الخاصة.
وأشارت إيرايي إلى السجينتين بخشان عزيزي ووريشه مرادي، المحكومتين بالإعدام، وكيف غيرتا أجواء الجناح النسائي في سجن إيفين، بتنظيم دروس في الرقص الكردي واحتفالات مختلفة، قائلة: "النضال هو جزء من تقاليد الحياة في المناطق التي تنتميان إليها".
ردود من داخل السجن
وفي ردود على الانتقادات، كتبت الناشطة السياسية مهناز طراح رسالة تؤكد أن السجينات في إيران يحاكمن بشكل غير عادل مرتين: مرة من قبل القضاء ومرة من المجتمع، كما أضافت محبوبة رضايي: "النظام الذي قتل مجيد رضا ونیکا لن يغسل عاره بأي رقصة".
اختتمت إيرايي رسالتها بالتأكيد أن ظروف النضال ليست واحدة للجميع، لكن السجينات السياسيات يواصلن البحث عن طرق لتجاوز القمع وتعليم بعضهن بعضًا، مضيفة: "صمودنا ينبع من المبدأ ذاته: الكفاح من أجل الحرية والعدالة".
وأحصت الأمم المتحدة 14 ألف حالة اعتقال خلال أربعة أشهر من الاحتجاجات التي شهدتها إيران بعد وفاة مهسا أميني البالغة 22 عاماً بعد اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق لانتهاكها قواعد اللباس الصارم في إيران، والتي عرفت باحتجاجات "المرأة والحياة والحرية والعدالة".