«الأغذية العالمي»: توزيع مساعدات غذائية جنوب الخرطوم رغم المخاطر الأمنية
«الأغذية العالمي»: توزيع مساعدات غذائية جنوب الخرطوم رغم المخاطر الأمنية
أعلن برنامج الأغذية العالمي عن إتمام توزيع مساعدات غذائية في منطقتي مايو والإنجاز، جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، وذلك رغم التحديات الأمنية والمخاطر الكبيرة التي تواجه العاملين في المجال الإنساني.
وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، الأربعاء، في بيان، أن عملية التوزيع بدأت في 29 ديسمبر واستهدفت أكثر من 70 ألف شخص، بينهم رجال ونساء وأطفال يعيشون في ظروف تصنف بأنها معرضة لخطر المجاعة، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
قافلة إنسانية
ونوه البيان إلى أنه في تطور وصف بأنه إنجاز كبير، تمكنت قافلة مكونة من 28 شاحنة بقيادة برنامج الأغذية العالمي من الوصول إلى الخرطوم في 25 ديسمبر وتعد هذه القافلة الأكبر التي تصل العاصمة منذ اندلاع النزاع المسلح في أبريل 2023.
وقد تضمنت القافلة مساعدات غذائية من برنامج الأغذية العالمي، وإمدادات من منظمة اليونيسف، بالإضافة إلى دعم لمنظمات إنسانية أخرى.
إغاثة المتضررين
أكد برنامج الأغذية العالمي أنه يسعى للوصول إلى جميع أنحاء الخرطوم، مستفيدًا من فترات الهدوء المؤقتة في القتال لتقديم المساعدات الإنسانية، كما أشار إلى دعمه لمبادرات مجتمعية تهدف إلى توفير وجبات ساخنة يومية في محلية جبل أولياء، التي تأثرت بشدة بسبب المعارك الدائرة.
وذكّر دوغاريك جميع الأطراف المتنازعة بواجباتها بموجب القانون الدولي، والتي تتطلب تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية وضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني.
وتأتي هذه الجهود في إطار استجابة المنظمات الدولية للأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان، حيث يعاني ملايين المدنيين من نقص حاد في الغذاء والخدمات الأساسية.
الأزمة السودانية
ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".
وأدّى النزاع إلى مقتل أكثر من 20 ألف مواطن وإصابة الآلاف، مع أن الرقم الحقيقي للقتلى قد لا يُعرف أبداً لعدم وجود إحصاءات رسمية موثقة.
وأدى الصراع كذلك إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم وإلى زيادة حادة في أعمال العنف المدفوعة عرقياً وإلى تشريد أكثر من 14 مليون سوداني لجأ من بينهم أكثر من مليون شخص إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.
وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، سرعان ما كان يتمّ خرقها.
كما يحاول كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيغاد للتنمية بشرق إفريقيا التوسط لحل الأزمة في السودان.
ولم يفِ طرفا القتال بتعهدات متكررة بوقف إطلاق النار يتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.
وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان الذي كان يعدّ من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع المعارك الأخيرة.