حرائق لوس أنجلوس تحصد 5 أرواح وصدور أوامر إخلاء جديدة
حرائق لوس أنجلوس تحصد 5 أرواح وصدور أوامر إخلاء جديدة
أعلنت السلطات الأمريكية، الأربعاء، أن حصيلة ضحايا حرائق الغابات المستعرة عند مشارف لوس أنجلوس ارتفعت إلى خمسة قتلى، وسط مخاوف من تزايد الأعداد مع استمرار انتشار النيران التي خرجت عن السيطرة.
وقال قائد شرطة مقاطعة لوس أنجلوس، روبرت لونا، إن الحرائق التي أجّجتها الرياح العاتية تسببت في دمار واسع النطاق، حيث التهمت أكثر من 1500 مبنى، وأرغمت أكثر من 100 ألف شخص على إخلاء منازلهم،
وأضاف "لونا": "نأمل ألّا ترتفع حصيلة القتلى، لكن المؤشرات الحالية تدعو للأسف"، بحسب فرانس برس.
إخلاء طارئ
أمرت السلطات الأمريكية سكان منطقة "هوليوود هيلز" التاريخية بإخلاء منازلهم بعد اندلاع حريق جديد مساء الأربعاء، على بُعد مئات الأمتار من "هوليوود بوليفارد" الشهيرة.
وأصدرت مديرية الإطفاء في لوس أنجلوس تحذيراً واضحاً للسكان، قائلة: "هناك تهديد مباشر للحياة، يجب المغادرة فوراً".
تتفاقم الأوضاع مع اتساع رقعة الحرائق وتهديدها مناطق سكنية جديدة، مما يعكس حجم الكارثة التي تواجهها ثاني أكبر مدن الولايات المتحدة.
وأكدت السلطات أن جهود مكافحة الحرائق تعرقلها الرياح العاتية وصعوبة السيطرة على النيران، ما يزيد من مخاطر تدمير المزيد من الممتلكات وتعريض حياة الآلاف للخطر.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات القوية والمفاجئة وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
وتؤكد الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.