سوء التغذية يحصد أرواح 60 شخصاً في «أم بدة» بولاية الخرطوم
سوء التغذية يحصد أرواح 60 شخصاً في «أم بدة» بولاية الخرطوم
كشفت غرفة طوارئ أم بدة، الواقعة غربي أم درمان، عن وفاة 60 شخصًا نتيجة سوء التغذية في قطاعات دار السلام، والأمير، والبقعة منذ سبتمبر وحتى ديسمبر 2024، وتضمنت الوفيات 45 طفلًا، و12 من كبار السن، و3 نساء حوامل.
وأفادت موقع "سودان تربيون"، أمس الجمعة، نقلا عن مصدر طبي بغرفة الطوارئ، بأن إجمالي حالات الإصابة بسوء التغذية بلغ 1873 إصابة، حيث تتركز معظم الحالات بين الأطفال، وكبار السن، والنساء الحوامل.
وتعاني المنطقة من نقص حاد في الخدمات الصحية والمواد الغذائية، حيث أقر المصدر الطبي بغياب وجبات غذائية جاهزة أو محلية الصنع لأطفال سوء التغذية، وانعدام المكملات الغذائية الأساسية، مثل "فيتامين A"، بالإضافة إلى ذلك، لا تُجرى فحوصات المتابعة الدورية للنساء الحوامل، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية.
ودعا المسؤول بغرفة الطوارئ إلى توفير ممرات آمنة لنقل الأدوية والأمصال، وتجهيز غرف عمليات الولادة الطبيعية والقيصرية، وتوفير حضانات للأطفال، وإنشاء نظام صحي متكامل للاستجابة السريعة لحالات الطوارئ.
قيود على السلع
بحسب تقرير "سودان تربيون"، تفرض السلطات في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش قيودًا مشددة على إيصال السلع إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، بما في ذلك محلية أم بدة.
ومنذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، سيطرت قوات الدعم السريع على شمال غرب ولاية الخرطوم، مع تقاسم السيطرة مع الجيش مؤخرًا.
تأثير النزاع
تعكس هذه الأزمة واحدة من أسوأ تداعيات الصراع الدائر في السودان، حيث يُعيق النزاع إيصال المساعدات الإنسانية ويُعرض آلاف الأرواح للخطر، خاصة في المناطق الأكثر تضررًا مثل أم بدة.
وسط استمرار الحرب والنزاع على السلطة، يبقى سكان أم بدة، خصوصًا الأطفال والنساء، ضحايا أزمة إنسانية خانقة تتطلب استجابة عاجلة وشاملة من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية.
الأزمة السودانية
ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".
وأدّى النزاع إلى مقتل أكثر من 20 ألف مواطن وإصابة الآلاف، مع أن الرقم الحقيقي للقتلى قد لا يُعرف أبداً لعدم وجود إحصاءات رسمية موثقة.
وأدى الصراع كذلك إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم وإلى زيادة حادة في أعمال العنف المدفوعة عرقياً وإلى تشريد أكثر من 14 مليون سوداني لجأ من بينهم أكثر من مليون شخص إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.
وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، سرعان ما كان يتمّ خرقها.
كما يحاول كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيغاد للتنمية بشرق إفريقيا التوسط لحل الأزمة في السودان.
ولم يفِ طرفا القتال بتعهدات متكررة بوقف إطلاق النار يتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.
وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان الذي كان يعدّ من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع المعارك الأخيرة.