«زواج في زمن الحرب».. شباب فلسطين يتحدّون الأوضاع الصعبة في غزة

«زواج في زمن الحرب».. شباب فلسطين يتحدّون الأوضاع الصعبة في غزة
متجر لبيع ملابس الزفاف في غزة

وسط الدمار والقصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، يتحدى الشباب الفلسطيني الظروف القاسية من خلال الإقبال على الزواج. 

يصطف العشرات من الشباب في طوابير طويلة، في مشهد غير مألوف، ليس لتلقي مساعدات غذائية أو علاج، بل لإتمام إجراءات الزواج، بحسب ما ذكرت قناة "الحرة" الأمريكية. 

ولوحظ ارتفاع مؤشر الإقبال على الزواج خلال الأشهر الأخيرة من الحرب، حيث باتت تكلفة الزواج أقل من المعتاد، بسبب انخفاض قيمة المهور والتخلي عن حفلات الزفاف المكلفة.

خيام بدلاً من القاعات

استغنى الشباب عن حفلات الزفاف التقليدية التي تتطلب قاعات ومصاريف باهظة، واستبدلوها بخيام بسيطة تُقام فيها مراسم الزواج. 

يقول والد أحد العرسان: "رغم الظروف المادية الصعبة، قررنا تزويج ابننا لنجلب الفرحة للعائلة، والناس تتعاون مع بعضها لتخفيف الأعباء".

ومع ارتفاع معدلات الزواج، اضطرت المحاكم الشرعية في غزة إلى إتمام إجراءات الزواج داخل غرف المستشفيات، حيث يعمل المأذون الشرعي على عقد قران الشباب وسط صخب الحرب.

حلم الخيمة

يمثل الزواج في زمن الحرب فرصة نادرة للشباب، خاصة في ظل انخفاض تكاليف الزواج مقارنة بما ستكون عليه بعد انتهاء الحرب. 

أشرف زنون، شاب نزح مع عائلته من رفح إلى خان يونس، يعيش مع 19 فردًا من أسرته في خيمة على سطح منزل، ورغم قلة موارده، عقد قرانه على ابنة عمه.

يقول أشرف: "تكلفة الزواج الآن أقل، لكن الوضع المادي يجعل تأمين خيمة للعيش أمرًا شبه مستحيل، أعمل بجد، وأبيع كل ما أملك لأجمع المال لشراء خيمة، ولكنني بحاجة إلى 5 سنوات لتوفير ثمنها".

في ظل الحرب المستمرة، باتت الخيام رمزًا لحياة جديدة، وعلى الرغم من التحديات، يرى الشباب الفلسطينون في الزواج سبيلًا لتحقيق الاستقرار والفرح وسط أجواء مأساوية، مؤكدين أن الأمل لا يزال حاضرًا حتى في أحلك الظروف.

الحرب على غزة

عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر 2023 قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف والاعتقالات في الضفة الغربية.

وأسفر القصف عن استشهاد أكثر من 46 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 110 آلاف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية وصدور قرارات باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني في غزة.

ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية