«الكوارث الإندونيسية»: 10 مناطق تضررت جراء الفيضانات في 2025
«الكوارث الإندونيسية»: 10 مناطق تضررت جراء الفيضانات في 2025
شهدت إندونيسيا سلسلة من الكوارث الطبيعية في بداية عام 2025، حيث تسببت الأمطار الغزيرة بفيضانات وانهيارات أرضية ألحقت أضراراً جسيمة في عدة مناطق، حيث تضرر ما لا يقل عن 10 مناطق أو مدن، وسط تحذيرات من استمرار الطقس المتطرف، وفقاً لتقارير الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث (BNPB).
وأفاد موقع “voi”، في تقرير اليوم الأربعاء بأن الفيضانات الناتجة عن الأمطار الغزيرة في منطقة بلانغ بينتانج بآتشيه بيسار، أدت إلى فيضان الأنهار وغمر المستوطنات وحقول الأرز، وقد تضرر نحو 30 أسرة، أي ما يعادل 402 شخص، بمن فيهم طلاب ومعلمون من مؤسسة "داياه موليا". كما غمرت المياه 30 هكتاراً من حقول الأرز، حيث وصلت مستويات المياه إلى 30 سم. ورغم انحسار المياه من المستوطنات، لا تزال حقول الأرز مغمورة.
وفي منطقة بيدي ريجنسي، أجبرت الفيضانات الناتجة عن الأمطار الغزيرة 300 شخص على الإخلاء، بينما تضررت مستوطنات السكان في منطقتي باتي وموارا تيغا.
وتضررت مقاطعة سومطرة الشمالية بشدة، حيث غمرت الفيضانات مناطق مثل مدينة بينجاي، حيث تأثر 807 أشخاص وغمرت المياه 169 منزلاً، وفي ديلي سيردانغ ريجنسي تأثر أكثر من 1,048 شخصاً، بينما شهدت مدينة ميدان فيضاناً أثر على 880 شخصاً وغمر 250 منزلاً.
أما في أساهان ريجنسي، فقد تأثر أكثر من 5,645 شخصاً وتضررت البنية التحتية، بما في ذلك 6 جسور وطرق بطول 2,100 متر.
خسائر بشرية
أسفرت الانهيارات الأرضية في كارو ريجنسي عن مقتل 10 أشخاص وتدمير منزلين، بينما تسببت الانهيارات الأرضية في بادانغ لاواس ريجنسي في مقتل 4 أشخاص وإصابة شخص بجروح خطيرة، ونزوح 258 شخصاً إلى مرافق تعليمية محلية.
في مقاطعة رياو، تسببت الفيضانات في إلحاق أضرار بـ4,697 شخصاً، حيث غمرت المياه 1,063 منزلاً ومرفقاً تعليمياً واحداً. وفي موارا إنيم ريجنسي بسومطرة الجنوبية، تضررت 470 أسرة بسبب الفيضانات، ولكن الوضع بدأ في التحسن مع انحسار المياه وعودة السكان إلى أنشطتهم اليومية.
حذّر عبد المهاري، رئيس مركز بيانات الكوارث في BNPB، السكان من استمرار الطقس المتطرف، داعياً إلى اليقظة تحسباً لحدوث المزيد من الكوارث في الأيام المقبلة.
تواصل الجهات المحلية، بالتعاون مع الحكومة، تقييم الأضرار وتقديم المساعدات للمتضررين، وسط جهود لتحسين الاستجابة للكوارث وتقليل الخسائر في الأرواح والبنية التحتية.
تغيرات مناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات القوية والمفاجئة وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
وتؤكد الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.