«كيمنتس».. مدينة ألمانية تحاول محو صورتها كمعقل لليمين المتطرف
«كيمنتس».. مدينة ألمانية تحاول محو صورتها كمعقل لليمين المتطرف
تسعى مدينة كيمنتس، التي كانت تحمل في فترة ألمانيا الشرقية اسم "كارل ماركس شتات"، إلى تغيير صورتها في ظل تحديات متعددة، وذلك من كونها عاصمة أوروبية للثقافة لعام 2025.
تقع المدينة التي عانت من تراجع صناعتها وتشيُّخ سكانها، في شرق ألمانيا على بعد نحو 50 كيلومترًا من جمهورية التشيك، وتعتبر بمثابة مركز تاريخي وصناعي سابق، وفق وكالة "فرانس برس".
ومع ذلك، تعترض حركة اليمين المتطرف على هذا المشروع الثقافي الذي يُنظر إليه كخطوة نحو تحسين صورة المدينة، في وقتٍ لا تزال فيه مدينة كيمنتس عالقة في ذكريات أحداث عنف النازيين الجدد في عام 2018.
معارض وحفلات موسيقية
انطلقت فعاليات "كيمنتس 2025" في 18 يناير 2025، وتضم العديد من الأنشطة الثقافية من معارض وحفلات موسيقية وعروض مسرحية وراقصة.
ويرى رئيس بلدية كيمنتس، سفين شولتزه، أن المدينة غالبًا ما كان يُستخف بها مقارنة بجارتيها دريسدن ولايبزيغ، اللتين تجذبان المزيد من السياح، وهو ما جعل من المدينة "في الظل".
كيمنتس، التي يقدر عدد سكانها بنحو 250 ألف نسمة، لطالما واجهت العديد من الاضطرابات في السنوات الأخيرة، خاصةً بعد حادثة الشغب المأساوية في 2018، التي هزت ألمانيا إثر مقتل ألماني على يد سوري، ما أسفر عن استهداف المهاجرين من قبل مجموعات نازية جديدة.
معارضة شديدة من قوى اليمين
وقوبل مشروع "كيمنتس 2025" بمعارضة شديدة من قبل حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي يعد أبرز القوى اليمينية المتطرفة في المدينة، إذ يعتبر أن استخدام الأموال في الأنشطة الثقافية بدلاً من تحسين أوضاع المدينة للسكان أمر غير مبرر.
ويرى المعارضون أن المشروع يمثل "وهمًا" وليس له أثر حقيقي على واقع سكان المدينة.
ومع ذلك، يسعى القائمون على المشروع إلى التأكيد على الإمكانات غير المرئية للمدينة وسكانها من خلال تسليط الضوء على جوانب ثقافية واحتفالية متنوعة.
مواجهة التطرف اليميني
برنامج "كيمنتس 2025" يتضمن مبادرات تهدف إلى مواجهة التطرف اليميني، مثل إنشاء مركز جديد لتوثيق جرائم جماعة "الاشتراكية الوطنية السرية" (NSU)، التي ارتكبت جرائم قتل بحق مهاجرين بين عامي 2000 و2009.
وأظهرت الدراسات أهمية معالجة أحداث الشغب التي وقعت في 2018، في مسعى لتحسين الوعي الثقافي والتعايش داخل المجتمع المحلي.
وعلى الرغم من المعارضة العنيفة من بعض القوى السياسية المحلية، فإن القائمين على الأنشطة الثقافية يواصلون العمل على توفير بيئة آمنة وشاملة للمشاركين في الفعاليات.
وتتزامن هذه الجهود مع احتفال مدينتين توأمتين على جانبي الحدود بين سلوفينيا وإيطاليا، نوفا غوريتسا وغوريزيا، كعاصمتين أوروبيتين للثقافة في نفس العام، في خطوة مماثلة لتكريم التراث الثقافي المشترك بين الشعوب.