مسؤول أممي: الوضع الإنساني في غزة يزداد تعقيداً مع استمرار الانتهاكات

حذر مدير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في فلسطين، أجيث سونغاي، من خطورة العمليات العسكرية المستمرة في الضفة الغربية، التي تنفذها قوات الأمن الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن تلك العمليات تتم باستخدام أساليب حربية تدمّر البنية التحتية للمناطق الفلسطينية، كما هو الحال في مخيم جنين. 

وأوضح سونغاي في تصريحات لموقع أخبار الأمم المتحدة، الثلاثاء، أن العمليات العسكرية في الضفة الغربية تؤدي إلى قطع الكهرباء والمياه عن المواطنين الفلسطينيين، ما يساهم في تهجيرهم من المخيمات.

ولفت سونغاي إلى استمرار الاعتقالات في الضفة الغربية، حيث لا يزال الآلاف من الفلسطينيين رهن الاحتجاز، ويتعرض العديد منهم للتعذيب، وتحدث عن توثيق هذه الانتهاكات من قبل الأمم المتحدة، مؤكدًا أن العديد من الفلسطينيين يُحرَمون من الحقوق الأساسية مثل الطعام والماء أثناء احتجازهم.

وأشار إلى تزايد العنف ضد الفلسطينيين، خاصةً من قبل المستوطنين، الذين يهاجمون الممتلكات الفلسطينية ويخلفون دمارًا في العديد من المناطق.

تقييد حركة الفلسطينيين

رغم اعتراضات المجتمع الدولي، وخاصةً رأي محكمة العدل الدولية، استمرت إسرائيل في توسيع المستوطنات والبؤر الاستيطانية في الضفة الغربية، مما يعزز من عمليات الضم الفعلي للمنطقة.

وأضاف سونغاي أن التوسع الاستيطاني أدى إلى تقييد حركة الفلسطينيين بشكل أكبر، إذ يواجه الفلسطينيون صعوبة كبيرة في التنقل بسبب الحواجز العسكرية الإسرائيلية والهجمات التي يتعرضون لها من المستوطنين.

الوضع بعد وقف إطلاق النار

أما عن الوضع في غزة بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير، فقد أشار سونغاي إلى أن توثيق الانتهاكات لم يتوقف، رغم تحسن القدرة على التنقل والتبادل الإعلامي بشكل طفيف، وأن الأمم المتحدة تسعى إلى ضمان الإفراج عن الرهائن الفلسطينيين المعتقلين بشكل تعسفي.

وقال إن المساعدات الإنسانية بدأت في الوصول إلى غزة، مشدّدًا على ضرورة ضمان وصولها إلى الفئات الضعيفة والمتضررة.

وأكد سونغاي أن الفرق الأممية على الأرض تعمل بشكل مستمر رغم الصعوبات، ودعا إلى ضرورة استمرار تدفق المساعدات الإنسانية وتوفيرها بشكل يضمن استفادة الفئات الضعيفة والمتضررة في غزة.

وشدد سونغاي على أن المجتمع الدولي يجب أن يواصل الضغط لضمان استمرار دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، إضافة إلى ضرورة إطلاق سراح الفلسطينيين المعتقلين بشكل تعسفي، وهو ما يمثل أولوية أساسية في الفترة المقبلة.