الأمم المتحدة: مساعٍ للكشف عن مصير جميع المفقودين في سوريا

الأمم المتحدة: مساعٍ للكشف عن مصير جميع المفقودين في سوريا
رئيسة المؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين في سوريا تلتقي مجموعة من العائلات

أكدت رئيسة المؤسسة المعنية بالمفقودين في سوريا، كارلا كينتانا، أن الهدف الرئيس للمؤسسة هو توضيح مصير ومكان وجود جميع الأشخاص المفقودين في سوريا وتقديم الدعم اللازم لعائلاتهم.

ووفقا لتقرير نشره موقع أخبار الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، أشارت كينتانا إلى أن المؤسسة تسعى لإيجاد حل حاسم لهذه القضية الإنسانية التي تؤثر على العديد من الأسر السورية. 

وتولت كينتانا منصبها رئيسة للمؤسسة المستقلة الأسبوع الماضي، لتصبح أول رئيسة لهذه الهيئة التابعة للأمم المتحدة التي تركز بشكل خاص على المفقودين في سوريا، في سياق النزاع الجاري.

وأضافت كينتانا أن المؤسسة ستكون فريدة من نوعها في جهودها لبحث مصير المفقودين، بما يضمن حقوق جميع الأطراف في سوريا بغض النظر عن جنسيتهم أو انتمائهم السياسي. 

دور العائلات

أشارت كينتانا في بيان صحفي إلى أهمية الشراكة مع العائلات في مسعى كشف مصير المفقودين، وأكدت أن فدوى محمود، العضوة المؤسِسة لمنظمة "عائلات من أجل الحرية".

وقالت إن العائلات تعتبر المصدر الرئيسي لأي معلومات تتعلق بكشف مصير المفقودين، ويجب أن تكون شريكة في جميع مراحل العمل الذي تقوم به المؤسسة. 

وأكدت كينتانا أن جميع المفقودين في سوريا يقع ضمن اختصاص المؤسسة، بغض النظر عن جنسياتهم أو انتماءاتهم السياسية أو العرقية.

وأوضحت أن الحالات تشمل المفقودين بسبب الاختطاف أو الاختفاء القسري أو عمليات الاعتقال التعسفي، بالإضافة إلى المفقودين بسبب النزوح والهجرة أو العمليات العسكرية. 

دروس من الماضي

ذكرت كينتانا أن الاختفاء القسري ليس ظاهرة جديدة، مشيرة إلى أن هناك دروساً يجب تعلمها من التجارب السابقة، مؤكدة أن عملية البحث عن المفقودين تعتبر سعيًا حيويًا من أجل الحقيقة وضرورة إنسانية لا بد منها. 

وصفت كينتانا الأحداث الأخيرة في سوريا بأنها تمثل لحظة محورية في تاريخ البلاد، وفي سعي السوريين المستمر لتحقيق العدالة.

وأكدت أن العديد من العائلات ما زالت تنتظر إجابات حول مصير أقاربها المفقودين، مشيرة إلى أن المؤسسة ستبذل كل جهودها للكشف عن مصيرهم ومكانهم.

التعاون مع الجهات المعنية

أكدت كينتانا التزام المؤسسة المستقلة بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية بما يتوافق مع ولايتها وطبيعتها، بما في ذلك السلطات المحلية والمنظمات الدولية، مشيرة إلى أهمية التعاون الوثيق مع المجتمع المدني وعائلات المفقودين. 

وأوضحت كينتانا أن المؤسسة قد تتحول في المستقبل إلى مؤسسة مختلطة سورية- دولية، أو إلى مؤسسة وطنية سورية، عندما تسمح الظروف بذلك.

وأكدت أن هذا النهج التعاوني سيسهم في تعزيز قدرة المجتمع المحلي على المساهمة في جهود كشف الحقيقة وتحقيق العدالة.

حماية السجلات والمعلومات

شددت كينتانا على أهمية حماية السجلات والبيانات المتعلقة بالمفقودين، خصوصاً تلك المرتبطة بمواقع الدفن.

وذكرت أن حتى الإجراءات ذات النوايا الحسنة قد تضر بهذه السجلات بشكل غير متعمد، مما قد يعيق الجهود المستقبلية للكشف عن الحقيقة. 

وأضافت كينتانا أن الحق في معرفة الحقيقة ليس فقط حقاً فردياً، بل هو حق جماعي، مؤكدة أن معرفة مصير المفقودين في سوريا تشكل جزءاً أساسياً من هذه الحقيقة، كما تمثل خطوة حاسمة نحو تحقيق السلام المستدام في البلاد.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية