اليوم الدولي للطاقة النظيفة.. دعوة عالمية نحو مستقبل مستدام للجميع
يحتفل به في 26 يناير من كل عام
يحتفل العالم في 26 يناير من كل عام باليوم الدولي للطاقة النظيفة، وهو التاريخ الذي يتزامن مع ذكرى تأسيس الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA) في عام 2009، وذلك بناءً على قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة (327/77)، ليصبح مناسبة عالمية للتوعية بأهمية الطاقة النظيفة وحشد الجهود للانتقال العادل والشامل إلى مصادرها.
يركز هذا اليوم على الدور الحيوي الذي تلعبه الطاقة النظيفة في مواجهة تحديات تغير المناخ وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث شهد العالم في السنوات الأخيرة تحديات بيئية متزايدة وغير مسبوقة، مما جعل الطاقة النظيفة أداة أساسية للحد من انبعاثات غازات الدفيئة التي تساهم في الاحتباس الحراري، وتحسين جودة الحياة للمجتمعات التي تفتقر إلى مصادر طاقة موثوقة.
شعار اليوم الدولي لعام 2025
اتخذ اليوم الدولي للطاقة النظيفة لعام 2025 شعارًا هامًا وهو "الطاقة النظيفة للجميع"، ويهدف هذا الشعار إلى ضمان وصول الطاقة النظيفة إلى جميع سكان الأرض، مع التركيز بشكل خاص على المجتمعات الفقيرة والضعيفة.
وكشف تقرير حديث أن حوالي 675 مليون شخص حول العالم ما زالوا يعيشون في ظلام دامس، مما يؤكد الحاجة الملحة لتعزيز الجهود وتوفير حلول مستدامة للطاقة، وخاصة في مناطق جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا التي تعاني من نقص حاد في مصادر الطاقة.
أظهرت الدراسات العلمية أن مكافحة تغير المناخ تعتمد بشكل كبير على تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، الذي يُعد قطاع الطاقة المصدر الرئيسي لانبعاثات غازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري.
ودعت التقارير العلمية إلى ضرورة إنهاء الاعتماد على الوقود الأحفوري واستثمار الموارد في تطوير مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية.
تحديات وفرص
رغم التقدم الكبير الذي تحقق في مجال الطاقة النظيفة، ما زال العالم بعيدًا عن تحقيق الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، الذي ينص على ضمان حصول الجميع على طاقة حديثة ومستدامة وبأسعار معقولة بحلول عام 2030.
وأشارت التقديرات إلى أنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فسيظل واحد من كل أربعة أشخاص حول العالم يستخدم أنظمة طهي غير آمنة وغير صحية بحلول عام 2030، مما يشكل خطرًا على الصحة والبيئة.
وتطلب تحقيق التحول الطاقي استثمارات ضخمة تُقدر بحوالي 2 تريليون دولار سنويًا في البلدان النامية بحلول عام 2030، وأكد الخبراء أهمية تطوير تقنيات أكثر كفاءة واستخدام الطاقة بشكل مستدام كحل حيوي لتقليل الفجوة الطاقية بين الدول المتقدمة والنامية.
التنمية المستدامة
اعتبرت الطاقة النظيفة جزءًا لا يتجزأ من تحقيق التنمية المستدامة بأبعادها المختلفة، وساهم توفير الطاقة المستدامة في تحسين خدمات التعليم والرعاية الصحية وتعزيز الفرص الاقتصادية، خاصة في المناطق النامية.
ووفرت تقنيات الطاقة المتجددة، مثل الألواح الشمسية وشبكات الطاقة الصغيرة، كهرباء عالية الجودة للمجتمعات المحرومة من مصادر الطاقة التقليدية.
دعوة من أجل مستقبل مستدام
شكل اليوم الدولي للطاقة النظيفة تذكيرًا عالميًا بضرورة الالتزام بالانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، كما مثّل هذا اليوم دعوة قوية لتعزيز التعاون الدولي ووضع أهداف طموحة لضمان مستقبل أكثر استدامة وازدهارًا للأجيال القادمة.
وقد أكدت المنظمات الدولية والمؤسسات المعنية بالطاقة والبيئة أن التحول نحو الطاقة النظيفة لم يعد خيارًا، بل أصبح ضرورة حتمية لحماية كوكب الأرض وضمان رفاهية الإنسان، ومثّل اليوم الدولي للطاقة النظيفة فرصة ثمينة للتفكير والعمل من أجل بناء نظام طاقي عادل ومستدام يعود بالنفع على الجميع ويحمي البيئة للأجيال القادمة.