تصاعد التوترات يدفع قوات الأمم المتحدة لتكثيف دورياتها في الجولان

تصاعد التوترات يدفع قوات الأمم المتحدة لتكثيف دورياتها في الجولان
قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (الأندوف)- أرشيف

كثفت قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (الأندوف) عملياتها في الجولان، حيث رفعت عدد دورياتها الأسبوعية من 10 إلى 40 دورية، وذلك في استجابة مباشرة للتوترات الأمنية المتزايدة التي شهدتها المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا. 

ووفقا لتقرير نشره موقع أخبار الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، واطلعت “جسور بوست” على نسخة منه جاء هذا التحرك بعد دخول قوات الدفاع الإسرائيلية (IDF) إلى المنطقة في ديسمبر 2024، بالتزامن مع تغييرات في السلطات السورية، ما تسبب في تعقيد الأوضاع الأمنية وأدى إلى تصعيد كبير على الأرض.

وشهدت المنطقة العازلة على طول الحدود السورية الإسرائيلية اضطرابات متزايدة خلال الفترة الأخيرة، وقد أبلغ سكان الجولان عن عمليات مداهمة واعتقالات نفذتها القوات الإسرائيلية داخل قراهم، مطالبين برحيل هذه القوات.

إعاقة حركة التنقل اليومية

وأشار السكان إلى أن الحواجز العسكرية الإسرائيلية أعاقت حركة التنقل اليومية وأثرت بشكل مباشر على حياتهم، فضلاً عن تأثيرها على عمل الأندوف.

وتسببت هذه الأوضاع في تقليص قدرة الأندوف على تسيير قوافلها اليومية داخل المنطقة، حيث أُعيقت حركة المركبات التابعة للبعثة بشكل كبير، ما أثر على حرية الحركة الضرورية لتنفيذ مهامها.

تعزيز الوجود الأممي

واستجابت بعثة الأندوف لهذه التحديات من خلال تعزيز وجودها في المنطقة، ورفعت البعثة عدد الدوريات الأسبوعية بشكل كبير، لتصل إلى 40 دورية بهدف مراقبة الوضع عن كثب وضمان الالتزام باتفاقية فض الاشتباك الموقعة في أيار 1974.

وركزت “الأندوف” جهودها على إزالة الذخائر غير المنفجرة في الأماكن العامة، والتي تمثل تهديدًا خطيرًا على حياة السكان.

وأوضحت القيادة المؤقتة للبعثة، بقيادة اللواء باتريك غوشا، أن هذه الإجراءات تأتي ضمن خطة شاملة للتكيف مع الواقع الأمني الجديد، مشيرة إلى أهمية التنسيق مع جميع الأطراف لضمان تنفيذ المهام الأساسية.

الإشراف على المنطقة العازلة 

تُشرف الأندوف على منطقة الفصل، التي تُعد منطقة منزوعة السلاح بطول 80 كيلومترًا، ويتراوح عرضها بين 10 كيلومترات في الوسط وأقل من كيلومتر واحد في الجنوب.

وتتميز هذه المنطقة بتضاريس جبلية يهيمن عليها جبل الشيخ في الشمال، حيث يقع أعلى موقع مأهول بشكل دائم تابع للأمم المتحدة على ارتفاع 2814 مترًا.

وأوضحت الأندوف أن المنطقة مأهولة بالسكان وتخضع لمراقبة السلطات السورية، ولا يُسمح لأي قوات عسكرية غير تابعة لها بالعمل داخلها، ويقوم الجنود بدوريات باستخدام معدات متخصصة للتعامل مع الظروف المناخية القاسية، خاصة في فصل الشتاء.

الأمم المتحدة تحذر من عرقلة مهامها

حثت الأمم المتحدة جميع الأطراف المعنية على الالتزام باتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، مشددة على ضرورة احترام وقف إطلاق النار وتجنب أي تصعيد قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار.

وفي إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن في 17 يناير 2025، أكد اللواء باتريك غوشا أن قوات الأندوف تواجه عوائق كبيرة في تنفيذ مهامها، بسبب القيود المفروضة على حركة المركبات والتوترات المتزايدة في المنطقة، وطالب الدول الأعضاء بدعم البعثة لضمان استمرارية عملها وتحقيق أهدافها الأساسية.

وأشار اللواء غوشا إلى أن عرقلة مهام الأندوف قد تؤدي إلى تقويض الاستقرار في واحدة من أكثر المناطق حساسية في الشرق الأوسط/ وقال: "من الضروري السماح لقوات حفظ السلام بتنفيذ مهامها دون أي عوائق، وضمان حرية الحركة التي تُعد أساس نجاح هذه البعثة".

استخدام القوة.. خيار أخير

أكدت الأمم المتحدة أن قوات الأندوف مخولة باستخدام القوة عند الضرورة، سواء للدفاع عن نفسها أو لحماية موظفي الأمم المتحدة ومنشآتها ومعداتها.

تعمل البعثة بموجب الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يركز على مراقبة وتنفيذ اتفاقيات السلام وتسهيل العمليات المرتبطة بها.

وتُعد الأندوف جزءًا من ثلاث بعثات رئيسية لحفظ السلام في المنطقة، إلى جانب هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة (التي تأسست عام 1948) وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، التي تعمل منذ عام 1978.

دور محوري في المنطقة

تواصل الأندوف العمل في ظروف معقدة وصعبة للحفاظ على الاستقرار في المنطقة العازلة، التي تُعد نقطة تماس بين قوات إسرائيل وسوريا.

ورغم التحديات، شددت البعثة على التزامها بمهمتها الأساسية لضمان الالتزام باتفاقية فض الاشتباك، مع التركيز على توفير الحماية للسكان المحليين.

ويظل دور الأندوف في الجولان محوريًا في تحقيق الاستقرار بالمنطقة، في ظل دعم دولي مستمر من الأمم المتحدة والدول الأعضاء، لضمان استمرار عملها في واحدة من أكثر المناطق توترًا في العالم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية