منظمة أوروبية: الذكاء الاصطناعي يجب أن يُعزز دور الإنسان لا أن يُلغيه

أكدت منظمة "تيك جيت" الأوروبية لتكنولوجيا المعلومات والحوسبة أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي ينبغي أن تستند إلى الإنسان وتعزز إمكانياته بدلاً من استبداله، وذلك خلال ندوة تكنولوجية عُقدت في العاصمة النمساوية فيينا.

أوضحت المنظمة، الخميس، أن أجهزة الواقع المعزز للذكاء الاصطناعي باتت متاحة تجاريًا مؤخرًا، مشيرةً إلى ضرورة أن يكون الإنسان في صميم هذه التطورات لضمان استخدامها بشكل يخدم احتياجاته الفعلية، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وفي السياق ذاته، أكد الدكتور ديتر شمالستيج، أستاذ تكنولوجيا الاتصالات في جامعة شتوتغارت الألمانية، أن الذكاء الاصطناعي أصبح منتشرًا في مختلف المجالات، لكنه يُستخدم في كثير من الأحيان دون أهداف واضحة أو مبررات مقنعة.

تحسين حياة البشر

وشدد خلال كلمته في الندوة على أهمية تطوير تقنيات الواقع المعزز بما يخدم الإنسان، داعيًا إلى إعادة توجيه الابتكارات التكنولوجية نحو تحسين حياة البشر بدلًا من الاعتماد على التشغيل الآلي دون رؤية واضحة.

تأتي هذه التصريحات وسط تزايد الجدل حول تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل الوظائف البشرية، حيث تدعو العديد من الجهات الأكاديمية والتكنولوجية إلى تبني نموذج ذكاء اصطناعي يعزز المهارات البشرية بدلاً من استبدالها بالكامل.

تحذير أممي

وفي وقت سابق، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش من الذكاء الاصطناعي غير الخاضع للحكم، قائلا: "يحمل الذكاء الاصطناعي وعودًا هائلة، لكنه ينطوي على مخاطر عميقة إذا تُرِك دون تنظيم".

وحذّر غوتيريش من أن هذه التكنولوجيا قد تُستخدم كأداة للخداع، وتعطيل الاقتصادات، وتقويض الثقة في المؤسسات.

وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يزيد من عدم المساواة، مما يضعف المجتمعات الأكثر فقرًا التي تفتقر إلى الموارد اللازمة للاستفادة من هذه التقنية، قائلا: "نحن بحاجة إلى ضمان أن تخدم هذه التكنولوجيا البشرية، لا أن تصبح أداة لتدمير المجتمعات".

وأوضح غوتيريش أن الميثاق الرقمي العالمي، الذي اعتمدته الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، يقدم رؤية مشتركة لكيفية تسخير التكنولوجيا الرقمية لصالح البشرية، داعيا إلى استثمارات أوسع في البنية التحتية الرقمية ومحو الأمية التكنولوجية، لضمان أن تكون فوائد الذكاء الاصطناعي متاحة للجميع.