منظمة الصحة العالمية تضغط على واشنطن لمراجعة قرار الانسحاب

منظمة الصحة العالمية تضغط على واشنطن لمراجعة قرار الانسحاب
منظمة الصحة العالمية - أرشيف

طلب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، من قادة العالم التدخل للضغط على الولايات المتحدة من أجل إعادة النظر في قرار الرئيس دونالد ترامب الانسحاب من المنظمة، محذرًا من أن هذا القرار سيحرم واشنطن من معلومات حيوية حول تفشي الأمراض عالميًا.

وأبلغ تيدروس دبلوماسيين في اجتماع مغلق، الأسبوع الماضي، أن الانسحاب الأمريكي قد يؤثر سلبًا على الجهود الدولية لمكافحة الأوبئة، داعيًا الدول الأعضاء إلى التواصل مع المسؤولين الأمريكيين وحثهم على التراجع عن القرار.

أزمة مالية تهدد المنظمة 

واجهت منظمة الصحة العالمية ضغوطًا متزايدة من الدول الأعضاء خلال اجتماع مهم بشأن الميزانية، عُقد يوم الأربعاء الماضي، لمناقشة تداعيات انسحاب أكبر ممول للمنظمة، حيث تعد الولايات المتحدة أكبر مانح لمنظمة الصحة العالمية للعام المالي 2024-2025، حيث بلغت مساهمتها 988 مليون دولار، ما يمثل نحو 14% من ميزانية المنظمة البالغة 6.9 مليار دولار.

وكشفت وثيقة الميزانية المقدمة في الاجتماع أن برنامج الطوارئ الصحية للمنظمة يعتمد بشكل كبير على التمويل الأمريكي، ما أثار مخاوف حول استمرارية العمليات في حالة عدم تعويض هذا النقص.

تحذيرات من أزمة مالية

أكد مدير الشؤون المالية بمنظمة الصحة العالمية، جورج كيرياكو، خلال اجتماع مغلق، أن المنظمة قد تواجه أزمة مالية خطيرة في النصف الأول من عام 2026 إذا استمر الإنفاق بالمعدل الحالي دون تعويض الفجوة التمويلية الناجمة عن الانسحاب الأمريكي.

وأشار كيرياكو إلى أن الولايات المتحدة لم تسدد بعد مساهماتها المستحقة لعام 2024، مما تسبب في عجز كبير في الميزانية، قد يؤثر على قدرة المنظمة على تنفيذ برامجها الصحية في مختلف أنحاء العالم.

وقف التعاون مع المراكز الأمريكية

أصدرت الحكومة الأمريكية، الأسبوع الماضي، تعليمات رسمية للمسؤولين في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بالتوقف فورًا عن التعاون مع منظمة الصحة العالمية، في خطوة تعكس تدهور العلاقة بين الجانبين.

وأكد تيدروس، خلال اجتماع الميزانية، أن المنظمة لا تزال تزود العلماء الأمريكيين ببعض البيانات الصحية، مشددًا على أهمية استمرار تبادل المعلومات رغم الخلافات السياسية.

وقال تيدروس: "نواصل تزويدهم بالمعلومات لأنهم يحتاجون إليها"، داعيًا الدول الأعضاء إلى تكثيف الضغط على واشنطن من أجل إعادة النظر في قرارها.

إصلاحات المنظمة

ذكر تيدروس أن منظمة الصحة العالمية أطلقت تحذيرات مبكرة بشأن مخاطر فيروس كورونا في يناير 2020، وأجرت منذ ذلك الحين إصلاحات جوهرية لتعزيز استجابتها للأوبئة، بما في ذلك توسيع قاعدة المانحين لتقليل الاعتماد على مصدر واحد للتمويل.

وشدد تيدروس على أن إعادة الولايات المتحدة إلى المنظمة أمر بالغ الأهمية، داعيًا الدول الأعضاء إلى الاضطلاع بدور نشط في إقناع واشنطن بالعودة.

ووصف المستشار الأول للصحة العالمية في وزارة الصحة الألمانية، بيورن كوميل، انسحاب الولايات المتحدة بأنه "أكبر أزمة تواجهها منظمة الصحة العالمية منذ عقود"، محذرًا من أن غياب الدعم الأمريكي قد يضعف قدرة المنظمة على الاستجابة للأزمات الصحية المستقبلية.

وفي ظل هذه التحديات، تبقى التساؤلات قائمة حول ما إذا كانت الجهود الدولية ستنجح في إعادة واشنطن إلى طاولة الحوار، أم أن منظمة الصحة العالمية ستواجه فترة من عدم الاستقرار المالي والإداري.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية