عودة النازحين السوريين من مخيم العريشة وسط تراجع المساعدات الإنسانية
عودة النازحين السوريين من مخيم العريشة وسط تراجع المساعدات الإنسانية
غادرت 58 عائلة تضم 305 أشخاص مخيم العريشة في شمال شرقي سوريا، لتكون هذه أول عملية عودة طوعية واسعة النطاق للنازحين السوريين من المخيم منذ سقوط النظام السابق.
ونقلت وكالة "شينخوا" عن مسؤول في المخيم، اليوم الأربعاء، قوله إن هذه العودة تمثل خطوة مهمة، حيث كانت العائلات قد بدأت في العودة بشكل متقطع في السابق، لكن هذه المرة تكتسب العودة صفة تنظيمية لعدد كبير من العائلات في وقت واحد.
أكدت مديرة المخيم، سلوى أحمد هجو، أن "هذه أول رحلة منظمة تخرج من المخيم"، مشيرة إلى أن العائلات العائدة كانت قد غادرت سابقًا إلى مناطق دير الزور شرق سوريا.
ورغم الأمل في إعادة بناء حياتهم في بلداتهم الأصلية، يواجه العائدون العديد من التحديات، حيث تضررت العديد من المناطق بشدة من جراء الحرب، بما في ذلك تدمير المنازل، وانتشار الألغام الأرضية غير المنفجرة، ونقص البنية التحتية الأساسية.
وأضافت هجو أن "العديد من العائلات لا تزال تشعر بقلق عميق" بسبب الوضع الراهن في تلك القرى، وأشارت إلى أن "المساعدات الإنسانية قد انخفضت بشكل كبير"، مما دفع معظم العائلات إلى العودة إلى مناطقها الأصلية بعد سقوط النظام.
تراجع المساعدات الإنسانية
أوضح عبد الستار خالد العبد، نازح من دير الزور، أن "الوضع في المخيم ساء بشكل كبير"، وأشار إلى انسحاب معظم المنظمات الإغاثية من المخيم، مما أسهم في تدهور الأوضاع الإنسانية.
وأضاف "لم يتبق شيء تقريبًا، وفي ظل هذا الوضع، ستكون العودة إلى قراهم، رغم كل الصعوبات، أفضل بكثير من البقاء في المخيم".
أزمة المساعدات الإنسانية
يستضيف مخيم العريشة حاليًا حوالي 14 ألف شخص من 2700 عائلة، مع وجود خمسة منظمات إغاثة دولية فقط تقدم المساعدات، وحسب تصريح هجو، تم تقليص أو إيقاف العديد من الخدمات الإنسانية، مما زاد من معاناة السكان في المخيم.
يأتي هذا الوضع في وقت تواجه فيه المنظمات الإنسانية صعوبة في توفير المساعدات بسبب نقص التمويل، وهو ما تفاقم بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تجميد مؤقت لجميع المساعدات الأجنبية تقريبًا، ما أسفر عن تجميد مليارات الدولارات في التمويل الإنساني العالمي.
خيارات صعبة للنازحين
نبهت المنظمات الإنسانية إلى أن هذا التجميد سيعرض حياة العديد من الأشخاص للخطر، خاصة في المناطق التي مزقتها الحروب مثل سوريا، في ظل قلة الموارد المتاحة، يضطر النازحون السوريون إلى اتخاذ قرارات صعبة، حيث يعتبر العودة إلى مناطقهم الأصلية الخيار الأقل مرارة رغم المخاطر والظروف غير المضمونة.