اليونيسف تحذر من تصاعد العنف بالضفة الغربية وتدعو لحماية الأطفال
اليونيسف تحذر من تصاعد العنف بالضفة الغربية وتدعو لحماية الأطفال
أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) عن قلقها العميق إزاء تدهور أوضاع الأطفال في الضفة الغربية، حيث يتزايد عدد الشهداء والجرحى والنازحين.
وحذرت المنظمة، الأربعاء، من أن العنف المتصاعد المرتبط بالنزاع يستمر في حصد أرواح المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال، ونشر الخوف في أوساط السكان، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
وأدان المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إدوارد بيغبيدير، جميع أشكال العنف ضد الأطفال، داعيًا إلى الوقف الفوري للأعمال العسكرية في كافة أنحاء الضفة الغربية المحتلة.
وشدد على ضرورة التزام جميع الأطراف بحماية المدنيين، دون استثناء، وضمان سلامة الأطفال.
ارتفاع عدد الضحايا بين الأطفال
وأشار بيغبيدير، في بيان رسمي، إلى استشهاد طفل فلسطيني يبلغ من العمر 10 سنوات في 7 فبراير، متأثرًا بجراح أصيب بها إثر إطلاق النار، وفي حادثة أخرى وقعت بعد يومين في مخيم نور شمس، استشهدت امرأة حامل في شهرها الثامن، مع جنينها، جراء إطلاق النار، وفقًا للتقارير.
وذكر المسؤول الأممي أن 13 طفلًا فلسطينيًا لقوا مصرعهم في الضفة الغربية خلال شهري يناير وفبراير 2025، من بينهم 7 أطفال استشهدوا منذ 19 يناير، في أعقاب عملية عسكرية واسعة النطاق شمال المنطقة.
وشملت قائمة الضحايا طفلًا يبلغ من العمر عامين ونصف العام، أُصيبت والدته الحامل أيضًا في إطلاق النار.
وأوضح أن منذ 7 أكتوبر 2023، استشهد 195 طفلًا فلسطينيًا وثلاثة أطفال إسرائيليين في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، مشيرًا إلى أن عدد الشهداء الأطفال الفلسطينيين شهد زيادة بنسبة 200% خلال الأشهر الـ16 الماضية، مقارنة بالفترة ذاتها التي سبقتها.
تدمير البنية ونزوح العائلات
حذرت اليونيسف من تصاعد العنف في محافظة جنين ومناطق أخرى، حيث أدى استخدام الأسلحة المتفجرة والغارات الجوية وعمليات الهدم إلى أضرار جسيمة بالبنية التحتية الأساسية، خاصة في جنين وطولكرم وطوباس، مما تسبب في انقطاع المياه والكهرباء عن آلاف السكان.
وأكدت المنظمة أن آلاف العائلات نزحوا من منازلهم في شمال الضفة الغربية، خصوصًا في مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم والفارعة، نتيجة العمليات العسكرية المكثفة.
وأشارت إلى أن الأطفال يسيرون بين أنقاض المباني والطرق المدمرة، في مشهد يسلط الضوء على التداعيات الإنسانية الخطيرة للأحداث الجارية.
حاجة ماسة للدعم
أكدت اليونيسف أن التعليم أصبح شبه مشلول في المناطق المتضررة، حيث تعطل التعليم في نحو 100 مدرسة، ما أدى إلى حرمان آلاف الطلاب من حضور الدروس، وفاقم من معاناتهم النفسية والاجتماعية.
ودعت المنظمة إلى ضرورة توفير الدعم النفسي والاجتماعي العاجل للأطفال الذين يعيشون في مناطق النزاع، مشددة على أهمية تمكين المنظمات الإنسانية من الوصول الآمن ودون عوائق، لضمان تقديم المساعدات المنقذة للحياة، وتوفير الحماية للأطفال وعائلاتهم.
وشدد بيغبيدير على الحاجة إلى حل سياسي دائم يدعمه المجتمع الدولي، يضمن حقوق الأطفال في العيش بأمان وسلام.
وأكد أن اليونيسف مستعدة للعمل مع الشركاء الدوليين لتلبية الاحتياجات الفورية وطويلة الأجل للأطفال والعائلات المتضررة في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.
إيصال الغذاء والمساعدات
في قطاع غزة، أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تمكنت خلال أول أسبوعين من وقف إطلاق النار من إيصال مساعدات غذائية إلى 1.2 مليون شخص.
وأكد المكتب الأممي ضرورة استمرار وقف إطلاق النار، مشددًا على أهمية توسيع نطاق العمليات الإنسانية، لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين.
وأفاد التقرير الأممي بأن الأونروا افتتحت 37 ملجأ جديدًا للنازحين العائدين إلى شمال القطاع، حيث وفرت الخيام والبطانيات والأغطية البلاستيكية والملابس الشتوية الدافئة، في ظل الأوضاع الجوية القاسية.
كما قامت الوكالة بإصلاح آبار المياه، وتقديم خدمات الصرف الصحي، التي يستفيد منها نحو نصف مليون شخص في محيط الملاجئ، وذكرت أن نحو 120 ألف شخص لا يزالون في 120 ملجأ تديرها الأونروا، بينهم أكثر من 30 ملجأ افتتح منذ بدء وقف إطلاق النار.
تحسين الخدمات الطبية
في ما يخص الرعاية الصحية، نجحت منظمة الصحة العالمية في إدخال إمدادات طبية تكفي لـ1.6 مليون شخص منذ وقف إطلاق النار، كما دعمت عمليات الإجلاء الطبي لـ414 مريضًا يحتاجون إلى العلاج خارج غزة، برفقة 588 مرافقًا.
وقامت المنظمة بنقل معدات طبية وأدوية إلى المستشفيات، إضافة إلى إنشاء عيادات متنقلة ونقاط طبية جديدة لتقديم العلاج للمرضى.
أكد نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، أن الشركاء الإنسانيين أنشأوا ملجأ جديدًا للنساء في غزة، لمعالجة مخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعي، ويعتمد هذا الملجأ على نظام طاقة شمسية لضمان استمرار الخدمات فيه.
وأشار إلى أن اليونيسف تمكنت من توفير أغذية تكميلية جاهزة للاستخدام لأكثر من 10 آلاف طفل دون سن الثانية، لضمان حصولهم على تغذية ملائمة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة.
مطالب بتوسيع نطاق المساعدات
في ظل تزايد الحاجة الإنسانية، شددت الأمم المتحدة على ضرورة استمرار وقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات إلى جميع المناطق المتضررة.
وأكدت المنظمات الإنسانية العاملة في فلسطين على أهمية التزام جميع الأطراف بالقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، لتأمين حياة المدنيين، وخاصة الأطفال والنساء، الذين يعانون من الآثار المدمرة للصراع.