الأمم المتحدة تدعو لتحرك عاجل لمواجهة الأزمات البيئية الثلاثية

الأمم المتحدة تدعو لتحرك عاجل لمواجهة الأزمات البيئية الثلاثية
برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)

دعا برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، الثلاثاء، إلى اتخاذ إجراءات فورية للتصدي للتغير المناخي، وفقدان التنوع البيولوجي، والتلوث، مشيرًا إلى أن الجهود المبذولة حتى الآن لم تحقق التقدم المطلوب، وما زالت بطيئة ومتفاوتة بين الدول.

ونقل موقع أخبار الأمم المتحدة، عن المديرة التنفيذية للبرنامج، إنغر أندرسن، خلال تقديمها التقرير السنوي للوكالة، أن العام الماضي شهد نجاحات وإخفاقات في الجهود العالمية الرامية إلى مواجهة التحديات البيئية الثلاثة.

وأوضحت أندرسن، أن التوترات الجيوسياسية المستمرة تعوق التعاون الدولي في القضايا البيئية، ما يزيد من صعوبة تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وشددت أندرسن على أهمية التعاون عبر الحدود، رغم التعقيدات السياسية والاقتصادية، مؤكدة أن حماية كوكب الأرض تبقى مسؤولية مشتركة تتطلب التزامًا دوليًا، وقالت: "التعددية البيئية قد تكون معقدة وشاقة، لكن لا خيار أمام الدول سوى العمل المشترك لحماية أسس وجود البشرية".

تحديات غير مسبوقة

حذَّر تقرير فجوة الانبعاثات لعام 2024، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، من أن الدول يجب أن تخفض انبعاثاتها الكربونية بنسبة 42% بحلول عام 2030 للحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة العالمية ضمن الحد المتفق عليه في اتفاق باريس، والبالغ 1.5 درجة مئوية.

وأظهرت النماذج المناخية أن غياب الإجراءات الحاسمة قد يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية بين 2.6 و3.1 درجة مئوية خلال القرن الحالي، مما ينذر بعواقب وخيمة على الأنظمة البيئية والاقتصادات العالمية.

وعمل البرنامج مع أكثر من 60 دولة ذات دخل منخفض ومتوسط لمساعدتها في تسريع التحول نحو المركبات الكهربائية، وذلك ضمن خطة شاملة تهدف إلى خفض انبعاثات قطاع النقل، الذي يعد أحد المصادر الرئيسية للتلوث.

استعرض التقرير مشاريع وطنية بارزة، مثل شراء أنتيغوا وبربودا أساطيل من الحافلات الكهربائية، وإصدار كينيا تشريعات تهدف إلى تعزيز الاستثمارات الكبرى في الدراجات النارية الكهربائية ووسائل النقل العام.

جهود دولية لمكافحة التلوث

شكَّل التلوث البلاستيكي واحدًا من أكثر التهديدات البيئية إلحاحًا، مما دفع المجتمع الدولي إلى العمل على وضع معاهدة ملزمة قانونيًا للحد من استخدام البلاستيك.

وتوصلت مفاوضات العام الماضي في مدينة بوسان إلى اتفاق حول 29 مادة من أصل 32 في مسودة المعاهدة العالمية الجديدة، إلا أن النقاشات لا تزال مستمرة بشأن بعض البنود العالقة.

وحثَّ برنامج الأمم المتحدة للبيئة الدول على تجاوز خلافاتها قبل الجولة المقبلة من المفاوضات، لضمان التوصل إلى اتفاق نهائي قبل انعقاد الدورة السابعة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة (UNEA-7) في ديسمبر المقبل.

وأكدت أندرسن ضرورة العمل الجاد للتوصل إلى اتفاق قوي وملزم يضع حدًا للتلوث البلاستيكي، مشيرة إلى أن هذه المشكلة تؤثر على النظم البيئية والاقتصادات المحلية في مختلف أنحاء العالم.

دعوة لتعزيز الالتزامات البيئية

دعت المديرة التنفيذية للبرنامج الحكومات إلى اتخاذ خطوات أكثر جرأة في مواجهة التحديات البيئية، خاصة مع اقتراب موعد تقديم الدول لجولة جديدة من مساهماتها الوطنية المحددة (NDCs) في فبراير المقبل، والتي تهدف إلى الحد من الاحترار العالمي.

وحذَّرت أندرسن من أن البشرية لم تخرج بعد من دائرة الخطر، مؤكدة أن استمرار ارتفاع درجات الحرارة، وتدمير النظم البيئية، وانتشار التلوث، جميعها مشكلات تهدد مستقبل الأجيال القادمة.

وأضافت: "هذه التحديات عالمية، ولا يمكن لأي دولة مواجهتها بمفردها. على المجتمع الدولي أن يتكاتف لوضع حلول مستدامة وعادلة تضمن مستقبلًا أفضل لكوكب الأرض".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية