مفوضية اللاجئين: وصول آلاف الفارين من العنف بالكونغو إلى بوروندي
مفوضية اللاجئين: وصول آلاف الفارين من العنف بالكونغو إلى بوروندي
عبر ما بين 10 آلاف و15 ألف شخص إلى بوروندي خلال الأيام القليلة الماضية، هربًا من موجة جديدة من العنف في جمهورية الكونغو الديمقراطية، واجه معظم هؤلاء النازحين أوضاعًا صعبة أثناء فرارهم من منطقة بوكافو في مقاطعة جنوب كيفو، حيث تصاعدت الاشتباكات وأدت إلى تدهور الوضع الأمني بشكل خطير، وفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR.
ونشرت المفوضية، الثلاثاء، بيانا أوضحت فيه أن المعابر الحدودية شهدت تدفقًا متزايدًا، لا سيما عند معبر غاتومبا القريب من مدينة بوجمبورا، حيث وصل الفارون منهكين ومصدومين بعد رحلة محفوفة بالمخاطر، وقد كثير منهم الاتصال بعائلاتهم، مما جعل أوضاعهم النفسية أكثر تعقيدًا.
تحركت فرق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وشركاؤها بسرعة إلى الموقع، لضمان حصول اللاجئين على الدعم الأولي أثناء انتظارهم إجراءات التسجيل والاستقبال.
معابر غير رسمية
سلك آلاف الأشخاص طرقًا غير رسمية للوصول إلى بر الأمان، بما في ذلك العبور عبر نهر روسيزي بالقرب من بلدة روغومبو، شهدت هذه الرحلات المأساوية حالات غرق، حيث غابت وسائل الأمان عن المعابر المائية المستخدمة.
واجهت المجتمعات المحلية القريبة من الحدود أوضاعًا إنسانية متدهورة، إذ افتقرت إلى المأوى والخدمات الأساسية، بما في ذلك المياه النظيفة والصرف الصحي.
ولجأ نحو 10400 شخص في الجانب الكونغولي إلى مدارس وملعب محلي، منتظرين إعادة توطينهم في مناطق أكثر أمنًا داخل بوروندي.
إجراءات لمواجهة الاكتظاظ
اتخذت السلطات البوروندية، بدعم من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، خطوات عاجلة للتحقق من هويات الوافدين الجدد وتقييم احتياجاتهم للحماية.
وفّرت الجهات المختصة معلومات تفصيلية حول الخدمات المتاحة للاجئين، وسارعت بنقلهم إلى مراكز العبور، حيث قدمت لهم مساعدات تشمل الغذاء، والمياه النظيفة، والخدمات الصحية الضرورية.
واجهت مراكز العبور ضغطًا متزايدًا بسبب الأعداد الكبيرة من اللاجئين، إذ تجاوزت بعض المراكز طاقتها الاستيعابية بأكثر من أربعة أضعاف، أدى هذا الوضع إلى نقص في الموارد الأساسية، مما زاد من حالة التوتر بين اللاجئين وجعل الحاجة إلى دعم إضافي أكثر إلحاحًا.
أزمة نزوح كبرى
استمر الوضع الأمني في شرق الكونغو الديمقراطية في التدهور، حيث نزح أكثر من 150 ألف شخص بسبب الاشتباكات الأخيرة في جنوب كيفو، أقام نحو 85 ألف منهم في مواقع نزوح عشوائية جديدة، تفتقر إلى الخدمات الأساسية مثل المياه النظيفة، والمأوى، والرعاية الصحية.
شهدت مناطق العودة في شمال كيفو عودة تدريجية لبعض العائلات، حيث اختار نحو 80 شخصًا يوميًا العودة إلى قراهم رغم المخاطر الأمنية، تطلب هذا الوضع تقديم دعم سريع لتوفير الخدمات الأساسية، خاصة في ظل استمرار النزوح في مناطق أخرى.
استجابة إقليمية محدودة
سجلت دول الجوار أعدادًا منخفضة نسبيًا من الفارين من الكونغو الديمقراطية منذ تصاعد النزاع الأخير، إلا أن فرق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين استعدت لتقديم المساعدة عند الحاجة.
استمر تدفق اللاجئين إلى بوروندي في الارتفاع، مما زاد من الضغوط على البلاد التي تستضيف بالفعل 91 ألف لاجئ وطالب لجوء، معظمهم من الكونغو الديمقراطية، حيث عاش كثير منهم في بوروندي منذ سنوات طويلة.
جددت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين دعوتها إلى المجتمع الدولي لمواصلة دعم اللاجئين وضمان توفير الموارد اللازمة لمواجهة هذه الأزمة الإنسانية.
ودعت المفوضية جميع الأطراف في الكونغو الديمقراطية إلى وقف فوري للأعمال العدائية، لحماية المدنيين ومنع المزيد من المعاناة الإنسانية.
أكدت المفوضية أن تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة يمثل الحل الوحيد المستدام لأزمة النزوح المستمرة، داعية إلى تكثيف الجهود لضمان أمن اللاجئين ووصولهم إلى المساعدات الإنسانية العاجلة.